“الخروج عن النص”.. خطوات التعلم من الأخطاء دون جلد الذات

تمتاز شروحاته بالبساطة، فيميل لاستخدام اللغة العامية المصرية السلسة؛ لتبسيط المفاهيم العلمية المعقدة، كي يستفيد منها غير المتخصصين، لإدراك أكثر المشكلات الشائعة التي تسبب اكتئاباً، أو وسواساً قهرياً، أو اضطرابات في الشخصية، بجانب السلوكيات الخاطئة التي تتسبب في كل تلك المشكلات النفسية المختلفة، بداية من تربية الأطفال، وحتى العلاقات الزوجية والاجتماعية عامة، وكيف نصلح ما فسد.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/18 الساعة 04:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/18 الساعة 04:56 بتوقيت غرينتش

محمد طه، طبيب ومدرس الطب النفسي بكلية الطب في جامعة المنيا بمصر، ونائب رئيس الجمعية المصرية للعلاج النفسي الجمعي، يقدم لنا بناءً على خبرته العلمية وتجربته الشخصية كتاباً مبسطاً لمفاهيم علمية في علم النفس.

ذاع صيت محمد طه في شهر يونيو/حزيران 2016، بسبب انتشار تحليلاته المتعلقة بحلقات مسلسل "سقوط حر"، على الشبكات الاجتماعية؛ ما ساعد المشاهدين في إدراك زوايا أعمق ومختلفة لمشاهد المسلسل، وكيفية إسقاطه على حياتهم الشخصية، والتعلم منها.

تمتاز شروحاته بالبساطة، فيميل لاستخدام اللغة العامية المصرية السلسة؛ لتبسيط المفاهيم العلمية المعقدة، كي يستفيد منها غير المتخصصين، لإدراك أكثر المشكلات الشائعة التي تسبب اكتئاباً، أو وسواساً قهرياً، أو اضطرابات في الشخصية، بجانب السلوكيات الخاطئة التي تتسبب في كل تلك المشكلات النفسية المختلفة، بداية من تربية الأطفال، وحتى العلاقات الزوجية والاجتماعية عامة، وكيف نصلح ما فسد.

وعلى النمط نفسه في كتاباته على فيسبوك، يستخدم محمد طه آليته البسيطة في كتاب "الخروج عن النص"، ليسلط الضوء على أشهر المشاكل النفسية التي تحدث لنا بسبب الجهل في التعامل مع السلوكيات المضطربة، أو الماضي العنيف الذي يؤثر في حياتنا بأكملها، حتى لو كانت البداية في مرحلة الطفولة، وكيف نلجأ لتعويض مشاكل النقص التي تسببها تلك المشكلات بدون وعي بتصرفات تضر ولا تفيد.

تضمن الكتاب 17 مقالاً، يركز بشكل عام على فكرة الخروج عن المألوف، وكسر القيود، التي يحاول الأهل أو المجتمع فرضها علينا؛ لتتصرف بقوالب محددة تبعاً لها، فيدعو لتقبل النفس والتصالح معها، بدون جلد للذات، والتعلم من الأخطاء بمنتهى الهدوء والتسامح.

يشير في البداية إلى تعرف الحدود الشخصية، وكيفية الحفاظ عليها من الاقتحام، الذي يقوم به كثير من الأشخاص دون وعيك، وقد يستحوذون عليها؛ ما يؤدي إلى تدميرك فى النهاية. إلى جانب أهمية الاختلافات، وتقبلها بطريقة صحية، تساعد في تربية بشر أصحاء نفسياً.

بالإضافة لتعريف العلاقات في حياتنا بطريقة أكثر وضوحاً، وتحديد تأثيرها فينا، سواء إيجابياً أو سلبياً، وكيف نحجمها إن أردنا، ونضع الحدود المناسبة لها؛ كي لا تقتحم خصوصياتنا. يفسر أيضاً لماذا نشعر بالذنب، وكيف نميز إن كان ذلك الشعور إيجابياً أم مبالغاً فيه؟


ينتقل بعد ذلك لتفسير تكرار بعض السلوكيات عند معظم الأشخاص، الذين يعانون من مشكلات نفسية، ويضرب مثالاً عمن تعرضت إلى عنف من والدها، فإن لم تُعالج نفسياً؛ ستبحث دائماً عن علاقة مؤذية، ليستمر دور العنف اللفظي، أو الجسدي في حياتها، ولو انتهت تلك العلاقة، تسعى لاختيار علاقة مشابهة، فتستمر دائرة المعاناة بلا نهاية.

كذلك يتناول الكتاب أيضاً توضيح بعض المشاهد من بعض الأفلام والمسلسلات، ليفسر بطريقة علمية سبب تصرف أبطالها بهذا النمط المفاجئ، ويعد هذا الأسلوب طريقة عملية تساعدك في قياس الأمر بالنسبة لك، في مواقف مشابهة.

ويكرر خلال الكتاب أهمية العلاقات الإنسانية الحقيقية السليمة، ودورها في علاج المشكلات النفسية، من خلال تقبلك بكل ضعفك وعجزك. ففي أوقاتك الصعبة، تعمل تلك العلاقة على توصيل رسائل إيجابية لك، عكس ما تلقيته في السابق من رسائل سلبية.

يعيب الكتاب تكراره لبعض الأفكار، فلا يقدم محتوىً علمياً كبيراً، لكن أفكاراً محددة يدور حولها، كذلك يشعرك التبسيط اللغوي التام بأنك ما زلت تقرأ مقالات على الشبكات الاجتماعية، وليس كتاباً علمياً.