“أفريقيا” أرض الغبار.. و”أوروبا” أميرة حسناء.. اكتشف من أين جاءت أسماء قارات العالم؟

هل فكَّرت يوماً من أين اكتسبت القارات أسماءها؟، وهل تصورت أن لفظ "أوروبا" سوري الأصل، وأن "آسيا" كان اسماً شائعاً للنساء في العصور القديمة والوسطى، حتى قبل أن تكتسب القارة الأكبر اسمها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/07 الساعة 08:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/14 الساعة 09:37 بتوقيت غرينتش

هل فكَّرت يوماً من أين اكتسبت القارات أسماءها، وهل تصورت أن لفظ "أوروبا" سوري الأصل، وأن "آسيا" كان اسماً شائعاً للنساء في العصور القديمة والوسطى، حتى قبل أن تكتسب القارة الأكبر اسمها.

ولأن إجابة هذا التساؤل الجديد على معظمنا مهمة، سنعرض في التقرير التالي أسباب تسمية القارات بأسمائها الحالية:

1- أفريقيا

استخدم الرومان اسم أفريقيا "أرض العفرى" للجزء الشمالي من القارة، وتحديداً في تونس الحالية، وأصل عفرى قد يكون من اللغة الفينيقية "عفرى" أي غبار، فيما أرجعها بعض المؤرخين إلى قبيلة عفرى التي سكنت شمال أفريقيا حول منطقة قرطاج، وأنها اشتُقت من كلمة "إفري"، أو "إفران" الأمازيغية، وتعني الكهف، في إشارة إلى سكان الكهوف، أما المقطع "قا" فاشتق من الكلمات الرومانية، وتعني بلداً أو أرضاً.

وقد تكون اشتُقت من اللفظة اليونانية أفريك (Aphrike – *ἀφρίκη)، وتعنى "غير الباردة" أو من اللفظة اللاتينية Aprica وتعني المشمس.

وهناك أيضاً فرضية تقول إن أفريقيا مستمدة من المصرية القديمة "أف-روي-كا"، ويقصد بها مسقط الرأس أو مهد الميلاد.

ووفقاً للرومان فإن أفريقيا تقع غرب مصر في المنطقة المعروفة الآن بليبيا وتونس، أما آسيا فكانت تشير للأناضول والشرق، لكن التوسع في إطلاق اسم "أفريقيا" على كامل القارة كان مرتبطاً بالكشوف الأوروبية في عمق القارة.

وقد رُسم خط جغرافي محدد بين القارتين، وقام الجغرافي بطليموس بجعل برزخ السويس والبحر الأحمر هو الحد الفاصل بين آسيا وأفريقيا في القرن الأول الميلادي، وهو لا يزال مستمراً حتى الآن.

2- آسيا

كلمة آسيا نشأت من الكلمة اليونانية القديمة "Ἀσία" التي تعني "الشرق"، وتشير إلى شروق الشمس، ونسب استخدام الكلمة لأول مرة إلى المؤرخ هيرودوت (حوالي 440 قبل الميلاد) في إشارةٍ منه إلى الأناضول أو إلى الإمبراطورية الفارسية، في مقابل اليونان ومصر.

في البداية، أُطلق الاسم على الضفة الشرقية لبحر إيجه (غربي تركيا الحالية) فقط، ثم بدأ الإغريق باستخدام مصطلح "آسيا" للإشارة إلى المنطقة كلها المعروفة اليوم باسم الأناضول (شبه الجزيرة التي تشكل الجزء الآسيوي من تركيا الحالية).

في نهاية المطاف، تم تمديد الاسم تدريجياً إلى مزيد من مناطق الشرق، حتى جاء ليشمل مساحة أكبر من المناطق الموجودة اليوم في القارة الآسيوية، في حين بدأت شبه جزيرة الأناضول، تدعى "آسيا الصغرى" بدلاً من ذلك.

لا يمكن تخمين الجذر الأعمق من أصل الكلمة، رغم أنها شائعة الاستخدام منذ القدم، وأُطلقت على زوجة فرعون "آسيا بنت مزاحم"، ولكن هناك من المؤرخين من اقترح الاحتمالين التاليين:

أن تكون قد نشأت من جذر بحر إيجه "آسيس"، وهو ما يعني "الموحل" وصفاً للشواطئ الشرقية لبحر إيجه.

أو أنها استمدت من الجذور السامية المنقرضة "أسو"، وهو ما يعني متفاوتة "ارتفاع" أو "ضوء"، بطبيعة الحال اتجاه يشير إلى شروق الشمس، وبالتالي آسيا تعني "الأراضي الشرقية".

3- أميركا

يعتقد على نطاق واسع، أن القارتين الأميركيتين سُميتا على اسم المستكشف الإيطالي أميريغو فسبوتشي، حينما قام رساما الخرائط الألماني مارتن والدزيمولر، وماثياس رينغامان بوضع اسمه اللاتيني "أميريكو" على الأراضي المكتشفة حديثاً بواسطته في أميركا الجنوبية منذ عام 1497 ولمدة خمس سنوات، وتحديداً فيما يعرف حالياً باسم البرازيل، وهي أراضٍ مختلفة عن جزر الهند الشرقية وغير معروفة سابقاً بالنسبة للأوروبيين.

وحسب والدزيمولر، رسام الخريطة، فإن مستكشف الأراضي هو الأحق بتسميتها على اسمه، وقد قام بإطلاق أميركا (الصيغة الأنثوية من أميركو) لتشبه نطق آسيا وإفريقيا.

هناك أيضاً نظرية بديلة اقترحها الباحث والمؤرخ ألفريد هود عام 1908، تقول إن قارتي أميركا سميتا باسم تاجر بريطاني يدعى ريتشارد أميريك من مدينة بريستول، ويعتقد أنه قام بتمويل رحلة جون كابوت لاكتشاف الأراضي الجديدة عام 1497، وأخيراً هناك من يفترض أن الاسم متجذر في اللغات الأميركية للسكان الأصليين.

4- أوروبا

أخذت الكلمة من الاسم اللاتيني "يوروبا"، على اسم الأميرة الحسناء ابنة ملك مدينة صور الفينيقي (قريبة من مدينة بيروت الحالية)، التي تقول الأسطورة إن زيوس، كبير الآلهة اليوناني، اختطفها من الساحل السوري ليتزوجها في الساحل الجنوبي، الأراضي المعروفة الآن باسمها "أوروبا"، وإن زيوس هو الذي أطلق اسمها على هذه الأرض، تخليداً لحبه لها، بعد أن أنجبت له ثلاثة أبناء.

المقترح الأقل احتمالاً هو ما ذكره باحثون في تاريخ الأسماء واللغات، بالقول إنه ربما يكون مستمداً من الجذور السومرية والسامية القديمة للفظة "إريب"، وتحمل معنى "الظلام"، إشارة للجهة الغربية لبلاد ما بين النهرين، وساحل الشام، والأراضي الواقعة غربي الأناضول والبوسفور، وهو بذلك يعني أرض غروب الشمس أو "الأراضي الغربية".

ورغم أن الإغريق كانوا يطلقون "أوروبا" على أراضيهم فقط (وهي تقابل جنوب شرق أوروبا الحالي)، لكن الاسم توسع ليشمل القارة كلها بمرور الزمن.

5- أستراليا

يقصد بها "الأراضي الجنوبية" في اللغة اللاتينية الجديدة، وتم تكييف الاسم مع أسطورة الجيوغرافيا "تيرا أوستراليس"، وهي أسطورة مزيفة لرحالة من العصر الروماني، وظهرت كتحريف للاسم الإسباني للجزيرة في 1625.

وكانت شعبية الاسم وانتشاره ضعيفين، حتى أوصى المستكشف البريطاني فليندرز سنة 1814 بوصف الجزيرة الأسترالية بهذا الاسم في رسالته لمكتب المستعمرات في المملكة المتحدة، التي أوصى فيها باعتماد الاسم رسمياً، ووافق المسؤولون بعد سبع سنوات، وأصبحت القارة تعرف رسمياً باسمها "أستراليا" في عام 1824.

6- زيلاندا

شاهد المستكشف الهولندي أبل تسمان، نيوزيلندا لأول مرة عام 1642، وسماها "شتاتن لاند"، التي تعني بالهولندية أرض الجنرال، على افتراض أنها متصلة بجنوب أميركا اللاتينية.

ولكن لما أعاد رسامو الخرائط الهولنديون تسميتها أطلقوا عليها زيلاندا، على اسم المقاطعة الهولندية التي تحمل الاسم نفسه، والتي من غير المعلوم من هو أول من صاغ اسمها، لكنه ظهر لأول مرة في 1645.

وقام المستكشف البريطاني جيمس كوك لاحقاً باستخدام نيوزيلندا، وتعني زيلاندا الجديدة.

7- أنتاركتيكا

أنتاركتيكا وتعني بالرومانية "عكس القطب الشمالي" Anti Arctic وتعني مقابل الشمال، وتم استخدامها في أواخر القرن التاسع عشر بواسطة رسامي الخرائط، لكن أرسطو والمؤلفين الرومانيين هيجنوس وأبوليوس ربما يكونون قد استخدموا الاسم "بولوس أنتاركتيكوس Polus Antarcticus" للإشارة للقطب الجنوبي .

فيما يعود استخدام المصطلح إلى كلمة يونانية قديمة "ἄρκτος" أو "ˈarktos"، وتعني الدب.