لصوص.. ولكن مثقفون: هؤلاء تخصصوا في سرقة أعمال فنية لا تقدر بثمن

واعتُقل اللصان بعد السرقة بعام كامل، وحُكم على كل منهما بعقوبة السجن لأربعة أعوام، وقُدرت قيمة اللوحتين بـ30 مليون دولار، وإلى الآن لم تستدل الشرطة على مكانها بعدما أخفاها اللصان.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/02 الساعة 02:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/02 الساعة 02:12 بتوقيت غرينتش

تحفظ المتاحف الفنية التراثَ، فهي تضم مجموعات نادرة من الأعمال الفنية، سواء كانت تماثيل أو لوحات، ونظراً لقيمة تلك الأعمال التي لا تُقدر بثمن، نجد العديد من اللصوص يتهافتون على سرقتها، مستخدمين في ذلك دهاءهم.

نستعرض في هذا التقرير أكبرَ عمليات السرقة التي تعرضت لها متاحف الفنون.

1- متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر


يوجد هذا المتحف في بوسطن، عاصمة ولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأميركية، ويضم مجموعة من أروع وأهم الأعمال الفنية في العالم، ووُلدت السيدة التي أنشأت المتحف إيزابيلا ستيوارت في عام 1840، وسافرت مع زوجها إلى الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، وجميع أنحاء أميركا؛ لتكتشف الثقافات الأجنبية، وبالأخص الجانب الفني منها.

وأكملت إيزابيلا في عام 1903 بناء محكمة فينواي في بوسطن، وجعلتها معرضاً للأعمال الفنية، التي ظلّت تجمعها خلال ثلاثة عقود جابت فيها العديد من أنحاء العالم، وتُوفيت عام 1924.

دخل لصان إلى المتحف، في الثامن عشر من مارس/آذار عام 1990، وتمكنا من خداع أمن المتحف؛ نظراً لتنكرهما في زي ضباط شرطة بوسطن، وذكرا أنهما أتيا بناء على دعوى قانونية، وهذا ما جعل الحارس المناوب يتخطى النظام، ويسمح لهما بالدخول.

وطلب الرجلان من رجل الأمن أن يبتعد عن مكتبه، وبالتالي عن زر الإنذار، مدعيان أنهما تعرَّفا عليه، وأن هناك أمراً باعتقاله، كما أمراه أن ينادي زميله الآخر، وقاما باصطحابهما إلى الطابق السفلي وتقييدهما وإبقائهما على مسافة من بعضهما، واكتشفت عملية السرقة في صباح اليوم التالي، وأُبلغت الشرطة.

وسرق اللصان لوحة الحفلة للفنان الهولندي يوهانس فيرمير، واعتُبرت الأكبر قيمة في العالم حينها، إذ يصل ثمنها إلى 200 مليون دولار، كما تُعد لوحة المشهد العاصف للرسام الهولندي رامبرانت واحدة من أغلى القطع المنهوبة من المتحف، ومن ضمن الأعمال الفنية التي سُرقت من المتحف أيضاً لوحة للفنان إدوارد مانيه. وجدير بالذكر أن عدد الأعمال الفنية المسروقة وصل 13 عملاً فنياً بقيمة إجمالية 500 مليون دولار.

ورغم تقديم المتحف مكافأة مالية ضخمة لمن يُدلي بمعلومات تؤدي للقبض على اللصوص، وتخصيصه رقم هاتف، وبريداً إلكترونياً لسهولة التواصل، إلا أنه لم يقبض على اللصين حتى اليوم.

2- المتحف القومي للفنون الحديثة في باريس


يقع هذا المتحف في العاصمة الفرنسية باريس، ويضم حوالي عشرة آلاف عمل فني، وفي مايو/أيار 2010 دخل أحد الأشخاص المُلثمين من نافذة المتحف، وسرق خمس لوحات قُدّرت قيمتها بمبلغ 107 ملايين دولار وفرَّ هارباً، وكانت اللوحات الخمس المنهوبة لكل من بيكاسو وماتيس وبراك وموديلياني وليجيه.

وبعد عام تقريباً من الحادث قبضت الشرطة على ثلاثة أشخاص، واتهمت أحدهم بالسرقة، وأكدت أن الشخصين الآخرين هما شريكاه.

واعترف اللص في التحقيقات أنه بعدما ألقت الشرطة القبض على الاثنين الآخرين، أصابه الفزع، وألقى اللوحات في صندوق القمامة، كما أوضح أنه كان ذاهباً لسرقة لوحة الفنان ليجيه فقط، ولكنه فوجئ بتعطل أجهزة الإنذار الخاصة باللوحات الأخرى، فبدأ حينها يتجول في المتحف، وأُعجب باللوحات الأربع الأخرى وسرقها.

وأضاف السارق في التحقيقات أنه اختلف مع شريكيه على نصيبه من تلك السرقة، لذا لم يسلمهما اللوحات بعد سرقتها.

3- متحف تشارتورسكا


أسست الأميرة إيزابيلا تشارتورسكا هذا المتحف عام 1796 في بولندا؛ لحفظ التراث البولندي، ويضم بين جنباته العديدَ من القطع الفنية العريقة، منها كرسي شكسبير، وأجزاء من قبر روميو وجولييت، وقطع أثرية من تراث "إلواز" و"أبلار".

واشترى نجل إيزابيلا في عام 1843 فندقاً في باريس، عرض به كل محتويات المتحف الأصلي، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الفنية التي اشتراها من إيطاليا، ولكنه أعادها في عام 1878، بعدما أضاف إليها العديد من الأعمال الفنية.

وشنت القوات الألمانية، والسوفيتية الحرب على بولندا في عام 1939، وأبرما اتفاقية بينهما لتقسيم بولندا بينهما وإعادة ترسيم الحدود، وفي هذه الأجواء نُقلت بعض محتويات المتحف، وخُبئ بعضها في أقبية المتحف، ولكن هذا لم يمنع الألمان من مصادرة معظم تلك المحتويات، وإضافة بعضها لممتلكاتهم الخاصة.

وطالب ممثل البولنديين في لجنة الحلفاء عام 1945، برجوع الأعمال الفنية المنهوبة من المتحف، إلا أن 843 قطعة أثرية ظلّت مفقودة، عُثر فيما بعد على بعضها، ولكن في النهاية قُدر ثمن الأعمال الفنية المفقودة حتى الآن بمبلغ 100 مليون دولار.

4- متحف محمود خليل وزوجته


وُلد محمود خليل عام 1877، ودرس القانون في فرنسا، وتعرف على زوجته هناك، وأوصاها أن يهبا قصرهما للحكومة المصرية؛ ليصبح متحفاً بعد رحيلهما، وبنى محمود خليل قصره بمحافظة الجيزة في مصر، عام 1920، على طراز "أرت ديكو"، الفرنسي المعروف في ذلك الوقت، ويتكون القصر من أربعة طوابق على مساحة 1400 متر.

وتُوفي محمود خليل عام 1953، ولحقت به زوجته عام 1960 وافتُتح المتحف عام 1962، ولكنه نُقل عام 1971 إلى قصر الأمير "عمرو إبراهيم" لإتمام أعمال الترميم، وأُعيد مرة أخرى إلى موقعه الأصلي عام 1995، ويضم المتحف العديد من القطع الأثرية الشخصية، وبعض اللوحات لكبار الفنانين.

وسُرقت لوحة زهرة الخشخاش للرسام العالمي فان جوخ من المتحف، في عام 2010، وتُقدر قيمتها بحوالي 50 مليون دولار، وألقى النائب العام المصري حينها عبد المجيد محمود باللوم على الإجراءات الأمنية المتراخية في المتحف، ولم تنجح الشرطة المصرية في القبض على اللص.

5- متحف فان جوخ


يضم متحف فان جوخ، والموجود في العاصمة الهولندية أمستردام أكبر مجموعة من الأعمال الفنية الخاصة بهذا الفنان ومعاصريه، ونُظّمت لوحات فان جوخ حسب الفترات المختلفة في حياته، ويزور هذا المتحف سنوياً حوالي 1.6 مليون زائر، ويعتبر من أكثر المتاحف شعبية في العالم.

وفي عام 2002 اقتحم شخصان متحف فان جوخ باستخدام سُلم، وسرقا لوحتين من أعمال الفنان نفسه، وتركا وراءهما السلم والحبال، وبعض الأشياء الأخرى التي كان لها الفضل في اكتشاف هويتهما، بعد تحليلات الطب الشرعي.

واعتُقل اللصان بعد السرقة بعام كامل، وحُكم على كل منهما بعقوبة السجن لأربعة أعوام، وقُدرت قيمة اللوحتين بـ30 مليون دولار، وإلى الآن لم تستدل الشرطة على مكانها بعدما أخفاها اللصان.

6- متحف كونسثال


أُنشئ هذا المتحف في مدينة روتردام بهولندا عام 1992، ويضم عدة صالات للعرض، ومجموعة من القاعات تسمح باستيعاب العديد من الأعمال الفنية.

وتمكن ثلاثة أشخاص في عام 2012 من السطو على المتحف وسرقة سبع لوحات للفنان العالمي بيكاسو ومونيه وغوغان، في ثلاث دقائق فقط، وأطلقت السلطات على تلك الحادثة سرقة القرن؛ لسرعة السارقين وكفاءتهم، ولكن قُبض على اللصوص فيما بعد، وصرَّح أحدهم لوكالة "فرانس برس" بأن تلك السرقة كانت سهلة للغاية.

وقُدرت قيمة المسروقات بأكثر من 24 مليون دولار، وقالت والدة أحد المتهمين للمحققين إنها أحرقت اللوحات لتحمي ابنها بعدما لم يتمكن من بيع تلك اللوحات.

وحُكم على هذا المتهم بالسجن لمدة ست سنوات، كما حكم على والدته بالسجن لمدة عامين، في حين حُكم على بقية اللصوص المشتركين معه بأحكام مختلفة تراوحت بين أربعة شهور، وخمس سنوات.