الجاسوسية، ذلك العالم الذي نعرف عنه القليل ونبقى في تعطّش دائم لمعرفة المزيد عنه، وتساعد الأفلام والروايات، في إظهار المزيد لتخبرنا أكثر عن هذا العالم السري المشوق.
فما بالنا بهذه القصص إذا كان الذين كتبوها هم من مروا بها في الحقيقة، سيكون الأمر أكثر تشويقاً وجذباً للقراء بالتأكيد.
في هذا التقرير نتعرف على بعض الروايات التي كتبها جواسيس حقيقيون، بعضها كانت أحداثها حقيقية، والبعض الآخر من خيالهم، معتمدين فيها بشكل كبير على ما رأوا في تاريخهم الاستخباراتي.
1- Ashenden(العميل البريطاني) – سومرست موم (1928)
سومرست موم هو كاتب مسرحي وروائي إنكليزي، عمل بتأليف الروايات، قبل أن يعمل في الاستخبارات، فقد وُلد لأسرة ميسورة في بريطانيا عام 1874، ودرس في العديد من الدول منها ألمانيا وفرنسا، ثم عاد إلى بريطانيا ليعمل بالأدب.
وعندما قامت الحرب العالمية الأولى، جنّدته المخابرات البريطانية لحسابها، إذ كان عمله أديباً يمكّنه من التنقل بين الدول الأوروبية المختلفة، دون أن يشكّ في أمره أحد.
كتب سومرست رواية "أشندن" عن نفسه في إطار رومانسي واقعي، حول شخص يحب وطنه حباً شديداً يدفعه للتضحية من أجله عن طريق العمل كجاسوس، وهو يحترم الآخرين حتى لو كانوا أعداءه، ولكن ذلك لا يمنعه من أداء عمله كجاسوس.
مقهى رويال – إيان فليمنج (1953)
عمل البريطاني إيان فليمنج ضابطاً في البحرية البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية، رغم أنه لم يتخرَّج في الأكاديمية البحرية، لكن قدراته الذهنية العالية لفتت الأنظار إليه، وكانت سبباً في التحاقه بالمخابرات البريطانية.
وقد قام بالعديد من العمليات الاستخباراتية ونجح بشكلٍ مبهر مكّنه من الحصول على العديد من الأوسمة والنياشين، وأهّله ليكون أحد المشاركين في إنشاء المخابرات الأميركية.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قرر إيان التقاعد وسافر إلى جامايكا، وأقام بها، وقرر أن يستغل الأحداث التي مر بها في تاريخه ليكتب الروايات البوليسية، بدأها برواية "مقهى رويال"، التي شهدت ولادة العميل السري الأشهر في روايات الجاسوسية "جيمس بوند".
وتدور أحداث الرواية حول العميل السري البريطاني رقم 007 "جيمس بوند"، الذي يسعى لإفلاس عضو في المخابرات الروسية عن طريق لعب القمار معه في مقهى رويال، وفي أثناء ذلك يحاول استدراجه لمعرفة معلومات سرية عن المخابرات الروسية.
لاقت الرواية نجاحاً كبيراً وقت صدورها عام 1953، وحتى الآن تعد من أفضل روايات الجاسوسية، وقد انتقلت إلى الشاشات في أكثر من عمل سينمائي ومسلسل بنفس الاسم.
3- The Black Tulip – ميلتون بيردن (1998)
تدور أحداث الرواية في ثمانينات القرن العشرين، إذ يقوم جهاز الاستخبارات الأميركي بإرسال العميل "ألكسندر فنين" إلى أفغانستان لمساعدة الأفغان في حربهم ضد السوفييت، فيقوم بتسليحهم عن طريق حيل ذكية، وفي إطار تشويقي قريب من الواقع.
وقد عمل ميلتون بيردن، مؤلف الرواية لدى جهاز الاستخبارات الأميركية لمدة 30 عاماً، وقد أثارت روايته "التيوليب الأسود" جدلاً واسعاً، إذ استلهم فيها الكثير من التفاصيل الخاصة بعمله في أفغانستان.
4- الذكاء – سوزان هاسلر(2010)
عملت سوزان هاسلر عميلة للاستخبارات الأميركية لمدة 21 عاماً، وشغلت الكثير من الوظائف في هذه الفترة؛ من محلِّلة للشأن السوفيتي، إلى عضو في مركز مكافحة الإرهاب، وعاصرت أثناء هذه الفترة أحداث 11 سبتمبر/أيلول وما بعدها، وتفرغت للكتابة بعد تركها للعمل في وكالة الاستخبارات الأميركية، صدرت لها "رواية الذكاء" عام 2010، ورواية أخرى باسم "مشروع هافشيب".
تدور أحداث الرواية حول مجموعة من خبراء العمليات الإرهابية في وكالة الاستخبارات يحاولون إحباط عملية إرهابية وشيكة ويحاربون البيروقراطية التي تعطل عملهم، بكل ما يستطيعون من وسائل.
5- Red Sparrow – جاسون ماتيوس (2013)
عمل جاسون ماتيوس لمدة 33 عاماً في وكالة الاستخبارات الأميركية، داخل أميركا وخارجها، وقد شارك في تجنيد العملاء داخل شرق أوروبا وشرق آسيا والبحر المتوسط وروسيا، كما عمل أيضاً في مكافحة الإرهاب.
وبعد إنهاء خدمته في الوكالة، قرر ماتيوس استغلال موهبته وخبرته في كتابة الروايات المستوحاة من القصص التي عاصرها أثناء عمله، ومنها رواية "العصفور الأحمر".
وتدور أحداث الرواية حول "دومينيكا"، العميلة الاستخباراتية الروسية التي تعتمد على جمالها وجاذبيتها في الإيقاع بالعملاء، وتلتقي بالعميل "ناثانيل" في وكالة الاستخبارات الأميركية، فتنشأ بينهما علاقة حب مستحيلة حيث يعمل كل منهم لوكالة استخبارات مختلفة، فيحاول الإيقاع بالآخر في علاقة تتأرجح بين الحب والانتقام.