في هذه الزاوية، نقبض على خطأ لغوي مشهور سوّل له إهمالنا أو جهلنا أن يظهر على اللافتات أو المنتجات أو في وسائل الإعلام، هذا لننبّه وننوّه ونصحّح، لا لنفضح، وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح.
الخطأ: السُّمنة
الصواب: السِّمَن أو السَّمَانة.
يقول الإعلان إن زمن السُّمنة ولّى، وهذا صحيح جداً، لكنه ليس ما يقصده أصحاب الإعلان، فالسُّمنة (بضم السين كما كتبوها) "دواء يَتَسَمَّنُ به النساء"، كما جاء في "لسان العرب". ما أظن أن النساء يستخدمن شيئاً مثل هذا في عصرنا، فـ"الطعام الغث" يفي بالغرض!
كان الأجدر بكاتبي الإعلان أن يقولوا سِمَن أو سَمانة، فهذه هي الكلمات التي يستخدمها العرب للدلالة على زيادة الوزن.
والملاحظ أن تشكيل كلمة سمنة يغير معناها، فـ"سُمنة" (بضم السين) تعني الدواء المستخدم في التسمين، والسَّمنة (بفتح السين) نوع من أنواع الدهن، أما كلمة السِّمنة (بكسر السين) فلم أجد لها وجوداً في أي من المعاجم القديمة، لكني وجدتها في معجم اللغة العربية المعاصر الذي عرفها بأنها: "كثرة اللحم أو الشَّحم في الجسم"، ويبدو أنه لا أصل لاستخدامها بهذا المعنى، لكنها مما شاع على ألسنة الناس، فأثبتت في المعجم.
ما يهمنا هنا، هو أن الصحيح هو استخدام سِمَن أو سمانة للدلالة على زيادة الوزن، وقد نتغاضى ونقبل قولهم سِمنة بكسر السين، أما سُمنة بضم السين، فلا وألف لا، فعصرها ولى بلا رجعة.
الخطأ: المستشفى غير مسؤولة.
الصواب: المستشفى غير مسؤول.
المستشفى كلمة مذكرة وليست مؤنثة، كما يتوهَّم الكثيرون. والألف المقصورة في نهاية الكلمة ليست دلالة على التأنيث، بل هي من أصل الفعل "استشفى" المختوم بألف مقصورة.
و"مستشفى" اسم مكان، وبما أن الفعل أكثر من ثلاثي (استشفى)، فإن اسم المكان يصاغ في هذه الحالة بقلب ياء المضارع ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخِر.
استوصوا بالنقطتين خيراً
الخطأ: تعالى.
الصواب: تعالي.
حينما شاهدت هذا الإعلان لمطرب مشهور، تفاءلت خيراً وظننت أنه اتجه للإنشاد! فهذا ما لمسته من قراءتي للعنوان "بناديك تعالى"، فكلمة "تعالى" حتماً تعني أنه يخاطب الله عز وجل.
لكن خاب ظني كثيراً حينما اكتشفت أن المخاطب مؤنث، وأن المقصود "بناديكِ تعالي"، لكن خطأ ما جعلهم ينسون النقطتين، أرأيتم كيف يمكن لنقطتين صغيرتين أن تحولا المعنى تحولاً جذرياً، كيف يمكنهما أن تقلبا المؤنث إلى مذكر؟ ولكم أن تتخيلوا أن فتاة اسمها "يُسرى" زادت نقطتين على اسمها، فصارت "يسرِي" وهو اسم مذكر. فاللهَ، الله، بالنقطتين، استوصوا بهما خيراً، فإنكم لا تعلمون ما قد تفعلان بجُمَلِكم!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.