جولة في أشهر 10 مكتبات تكشف: ماذا يقرأ المصريون؟

تراجعت أسماء بعينها من كتاب جيل السبعينيات والستينيات، وظهرت أسماء جديدة لكتاب شباب يشقون طريقهم في واقع متغير، فيما ظلت مبيعات الكتب المترجمة جيدة، رغم توفر نسخ إلكترونية مجانية.

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/13 الساعة 05:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/13 الساعة 05:24 بتوقيت غرينتش

يتندر المصريون على أنفسهم قائلين "إنهم شعب بلا كتالوغ"، وهي عبارة تعني أن لا أحد يستطيع التنبوء بأفعالهم، نفس الأمر ينطبق على مزاجهم في القراءة.

فوفقاً لجولة ميدانية قام بها موقع "عربي بوست" لتفقد الكتب الأكثر مبيعاً في أبرز عشر مكتبات بالقاهرة، تبين أن أغلب تلك الكتب حملت طابعاً جاداً، وليس استهلاكياً أو موجهاً.

ناقشت تلك الكتب قضايا شائكة، من دين وسياسة وفقر ومثلية جنسية ودور المرأة فى المجتمع.

في المقابل تراجعت أسماء بعينها من كتاب جيل السبعينيات والستينيات، وظهرت أسماء جديدة لكتاب شباب يشقون طريقهم في واقع متغير، فيما ظلت مبيعات الكتب المترجمة جيدة، رغم توفر نسخ إلكترونية مجانية.

"فرط الرمان"



تعد "عمرو بوك ستور" واحدة من المكتبات الهامة بالنسبة لشباب جيل الثمانينيات، وأنشأت المكتبة قبل بضعة سنوات من قيام الثورة المصرية، واشتهرت بعروضها الجيدة والتخفيضات على الكتب، إضافة إلى الفعاليات الثقافية المختلفة.

وكشفت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً بالمكتبة جيلاً جديداً من الكتاب اختار قضايا شائكة ومغايرة، فاحتلت رواية "فرط الرمان"، للكاتبة مروة جمال، صدارة القائمة.

وتناقش الرواية مأساة المرأة في المجتمع المصري من خلال عدة شخصيات نسائية يمررن بتجارب قاسية مع أزواجهن وأحبائهن.

تلتها رواية "عفريت العلبة"، للروائي عمرو البدالي و"الجاسوس العثماني" لمحمد معروف، كما نجحت الكاتبة التونسية الدكتورة "خولة حمدي"، في جذب القارئ المصري برواية "أن تبقى"، بعد أن لفتت الأنظار إليها كواحدة من كتاب جيل الشباب بـ "قلبي أنثى عبرية".

أما الكاتبة باسمة عبد العزيز، طبيبة الأمراض النفسية، فأثارت فضول القارئ المصري بكتابها "سطوة النص"، الذي دعت خلاله إلى تجديد الخطاب الديني بالأزهر، وضمان استقلاله وعدم تبعيته للنظام الحاكم.

الأناركية


إذا كانت "عمرو بوك أستور" مكتبة لجيل الثمانينيات، فإن مكتبة البلد يمكن اعتبارها خاصة بجيل التسعينيات، ربما بسبب الورش المتكررة التي تعقد بالمكتبة، وتعليم تقنيات الرواية والقصة القصيرة والسيناريو.

هناك كانت المفاجأة أن كتاب مثل "الأناركية والثورة والإنسان" لديفيد جريبر، وسيندى ميلستين، ترجمة "أحمد حسان"، من أكثر الكتب مبيعاً، رغم أن موجة الاهتمام بالكتب في هذا المجال، تصاعدت عقب قيام الثورة المصرية، ويبدو أنها لم تنته إلى يومنا هذا.

كما ضمت قائمة الأكثر مبيعاً كتباً أخرى مترجمة، كرواية "انقطاعات الموت" لـ جوسيه ساراماغو، "المسيح يصلب من جديد" للروائي اليوناني نيكوس كازنتزاكيس، ورواية العجوز والبحر لإرنست همنغواي.

كما ظهر كتاب "دوائر التحريم.. السلطة، الجسد، المقدس" للدكتور حسن حامد، والذي يتناول فكرة التابوهات التقليدية في مواجهة الحرية، وطريقة التخلص من السلطة الأبوية.

مكتبة الشروق


وفي ميدان طلعت حرب في وسط البلد، تتواجه مكتبتا الشروق ومدبولي، وكلتاهما من أقدم المكتبات وأعرقها بالمنطقة، فهما قبلة الباحثين عن طبعات أصلية غير مقلدة، احتراماً لحقوق الملكية الفكرية.


في مكتبة الشروق تصدرت رواية "نور"، للكاتب يوسف زيدا"، قائمة الأكثر مبيعاً، إضافة إلى رواية "رحيل الإله"، للكاتب أحمد مراد، التي تحدّت نسبة توزيعها المرتفعة التسريبات عبر الإنترنت والطبعات المقلّدة.

إضافة إلى روايتي "ممر الفئران" لخالد توفيق، و"إن تبقى" لخولة حامد، كما صعد كتاب "كل الطرق تؤدي إلى 60 داهية"، للكاتب الشاب مصطفى شهيب، والكتاب من نوع الأدب الساخر.

حسن البنا


أما كتاب "حسن البنا الذي لا يعرفه أحد" للكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة الحالي، فتصدر المبيعات بمكتبة مدبولي.

ورغم أن تاريخ صدور الكتاب يعود إلى العام 2011، إلا أن النمنم حاول تقديم صورة موضوعية للبنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، ووضعه ضمن سياق تاريخي واجتماعي وثقافي.

هناك أيضاً كتاب "الهوية في الفكر السياسي الإسلامي: مقارنة بين سيد قطب وعلي شريعتي"، للكاتب محمد علس، كما زاد الطلب على أعمال الكاتب السوري محمود شحرور، وخاصة كتابي "الكتاب والقرآن"، و"الدين والسلطة"، إضافة إلى رواية "تذكرة وحيدة للقاهرة" لأشرف عشماوي، و"السمسار" لـعمرو حمودة، وروايتي "ممر الفئران" و"أرض الإله".

ظل الريح



في شارع هدى شعراوي بوسط البلد، تقع مكتبة تنمية، التي بدأت كحلم لشاب في إحضار أهم الكتب العربية إلى مصر، وانتهت بمكتبة تمثل نافذة مهمة لعرض مطبوعات أهم دور النشر العربية.

تصدرت الروايات والكتب المترجمة قائمة الأكثر مبيعاً بالمكتبة، مثل رواية "ظل الريح"، للكاتب الإسباني "كارلوس زافون"، كذلك رواية "الساعة الخامسة والعشرون"، للكاتب الروماني "كونستانتان فيرجيل"، إضافة إلى الكتاب العالمي "رأس المال في القرن الحادي والعشرين"، للباحث الاقتصادي الفرنسي "توماس بيكيتي".

وصعد نجم روايتين مصريتين هما "غرفة العنكبوت" للكاتب محمد عبد النبي، التي تتناول حياة المثليين في المجتمع المصري، ورواية الكاتب وحيد طويلة، "حذاء فيلليني" المأخوذة عن سيرة المخرج الإيطالي فيلليني.

مطبوعات الهيئة العامة


وفي مكتبة سنابل، تصدرت رواية "في ممر الفئران"، للروائي خالد توفيق قائمة الكتب الأكثر مبيعاً، وكذلك رواية خولة حامد "أن تبقى"، بجانب كتاب الدكتور رفعت السعيد "ما تبقى من ذكريات"، الذي يتناول انطباعات يساري معارض حول عدد من الشخصيات فى نهاية فترة حكم الرئيسين السابقين حسني مبارك ومحمد مرسي.

كما لاقى عدد من مطبوعات الهيئة العامة للكتاب إقبالاً كبيراً بين رواد المكتبة، وبخاصة سلسلة "تراث الإنسانية" المكونة من 6 مجلدات، والتي تتناول مقالات حول أهم الكتب التي أثرت في الحضارة الإنسانية بأقلام عباس العقاد وزكي نجيب وغيرهم.

إضافة إلى كتب "تاريخ مصر في العصور الوسطى"، و"مذكرات مجنون" للكاتب الصيني لو شون، مؤسس الحداثة والأب الروحي للأدب الصيني، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

أطياف


بدورها تعد مكتبة أطياف واحدة من أحدث المكتبات بمنطقة وسط البلد، والتي تلاصق مقهى البستان، أحد أشهر مقاهي المثقفين.


وتصدرت الرواية المترجمة "صلاة تشرنوبل" للكاتبة سفيتلانا أليكسيفيتش، الكتب الأكثر مبيعاً بالمكتبة، ليس فقط بسبب أهمية الرواية كبحث متعمق حول ضحايا حادثة تشرنوبل، لكن أيضاً بسبب حصول الكاتبة على جائزة نوبل في الأدب للعام 2015.

هناك أيضاً رواية "شوق الدرويش" للروائي السوداني حمور زيادة، إضافة إلى روايتي "ممر الفئران"، و"حذاء فلليني"، فيما أكد القائمون على المكتبة أن "اللجنة" للروائي صنع الله إبراهيم، لا ينقطع الطلب عليها، رغم صدورها العام 1981.

"قواعد العشق الأربعون"


من وسط البلد إلى حي الزمالك، حيث توجد مكتبة ديوان، التي تضم عشرات العناوين المصرية والأجنبية، إضافة إلى ركن خاص بكتب الأطفال.

تصدرت فيها رواية "قواعد العشق الأربعون" للروائية التركية إليف شفق، إضافة إلى رواية "سوف أحكي عنك" للكاتب أحمد مهني، التي تحمل هموماً وطنية أكثر مما يوحي عنوانها الرومانسي.

وكذلك ظهرت رواية "لاسكالا" للكاتبة نور عبد الحميد، صاحبة روايتي "أريد رجلاً"، و" ذكريات محرمة"، إلى جانب "علامات الحب السبع"، و"كلمات بوك".

من الزمالك إلى مدينة نصر، حيث مكتبة "ألف"، التي تضمنت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً كتاب "كيف تصبح إنساناً"، "علامات الحب السبع"، "سوف أحكي عنك"، "في قلبي أنثى عبرية"، "أرض الإله"، "ابتسامات ميت"، "لسكالا"، و"انتيخريستوس".

إضافة إلى الجزء الثاني من كتاب "الورقة"، الذي يتناول مجموعة من الرسومات الكاريكاتورية الساخرة، التي نشر بعضها على صفحة بنفس الاسم على موقع فيسبوك.

أما مكتبة "الكتب خان"، التي تحولت في فترة قصيرة منذ إنشائها إلى مركز للحراك الثقافي بحي المعادي الهادئ، فتصدرت رواية "يهود الإسكندرية"، للكاتب مصطفى نصر، قائمة الأكثر مبيعاً، بجانب رواية "تذكرة وحيدة للقاهرة"، "المرأة الحجرية" لطارق علي، و"عشق" لأحمد عبد المجيد، وروايتي "نور" و"ممر الفئران".

كما حلت على القائمة كتب "صوت في المنفى"، للكاتب نصر حامد أبو زيد، "فرعون ذو الأوتاد" لأحمد سعد الدين، و"هروبي إلى الحرية" لعلي عزب، و"آخر كلام" ليسري فودة، إضافة إلى كتب الصوفية، ومؤلفات مصطفى أمين.