اقتنصنه نيوزيلندا.. ولبنان في المقدمة.. هكذا حصلت المرأة على حق التصويت في الانتخابات

يقولون إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وهكذا بدأت المرأة في الحصول على حقوقها السياسية، ومشاركة الرجال في التصويت في الانتخابات لتقرير مصير دولهن.وقد بدأت تلك المسيرة من نيوزيلندا، وتحديداً في الـ28 من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1893، عندما تمكنت المرأة لأول مرة في التاريخ من أن تشارك في انتخابات عامة وتختار من يمثلها في الحياة السياسية.

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/28 الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/08 الساعة 09:48 بتوقيت غرينتش

يقولون إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وهكذا بدأت المرأة في الحصول على حقوقها السياسية، ومشاركة الرجال في التصويت في الانتخابات لتقرير مصير دولهن.

وقد بدأت تلك المسيرة من نيوزيلندا، وتحديداً في الـ28 من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1893، عندما تمكنت المرأة لأول مرة في التاريخ من أن تشارك في انتخابات عامة وتختار من يمثلها في الحياة السياسية.

نيوزيلندا أول دولة تهتم برأي النساء في الانتخابات

حاولت امرأة تدعى كيت شيبارد تنظيم السيدات وحثهن على الدفاع عن حقوقهن ومشاركة الرجال في الحياة السياسية والحصول على حق التصويت في الانتخابات، في الوقت الذي كانت نيوزيلندا فيه مستعمرة إنكليزية، إلا أنها كانت تتمتع بحكم ذاتي.

إلا أن دعوات كيت لاقت الكثير من معارضة الرجال، الذين رأوا أن مكان المرأة في البيت، وأن وظيفتها تقتصر على تربية الأطفال وإعداد الطعام لأزواجهن وتنظيف المنزل؛ لأن طبيعتهن تلائم تلك الوظائف.

وقد كتب أحد الرجال المعارضين لتلك الدعوات، ويدعى هنري رايت: "على النساء أن يقلعن عن التدخل في شؤون الرجال التي يجهلونها بشدة"، كما كان من ضمن المعارضين أيضاً رئيس الوزراء النيوزيلندي آنذاك، ريتشارد سيدون.

إلا أن كيت لم تيأس من المحاربة للحصول على حقوق النساء، وقامت بكتابة عريضة طويلة قدمتها للبرلمان موقّعة بنحو 32 ألف توقيع للمطالبة بحصول المرأة على التصويت الانتخابي.

فيما جرت الموافقة على الطلب في البرلمان ليصبح قانوناً يوم 19 سبتمبر/أيلول 1893، وبهذا أصبحت نيوزيلندا أول دولة في العالم تعطي الحق للسيدات في المشاركة في الحياة السياسية.

أستراليا الثانية بعد 9 سنوات

احتكرت نيوزبلندا هذا الحق 9 سنوات، ثم تلتها أستراليا، فبعد عام واحد من استقلالها عن بريطانيا، ومع نشاط الحركات النسوية، منحت أستراليا المرأة الحق في التصويت لاختيار أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ عام 1902.

وبعد عام واحد، استطاعت أول امرأة الحصول على مقعد في البرلمان الفيدرالي، إلا أنه من الغريب أن جميع السيدات لم يحصلن على هذا الحق، فقد ظلت السيدات، بل والرجال أيضاً، من السكان الأصليين لأستراليا محرومات من هذا الحق حتى عام 1962.

الدول الإسكندنافية.. الأكثر مراعاة لحقوق المرأة

كما جاء عدد من الدول الإسكندنافية في المقدمة، فهي منذ عشرات السنوات تعد من أكثر دول العالم مراعاةً لحقوق الإنسان والمرأة.

ففي عام 1906، منحت فنلندا المرأة، ليس فقط حق التصويت في الانتخابات، وإنما الحق أيضاً في الترشح للمجالس العامة والنيابية، لتصبح بذلك أول دولة أوروبية تمنح السيدات التصويت، وقد جاء ذلك بعد سلسلة من الإجراءات التي مكنت المرأة، من إعطائها حق الاقتراع لدفع ضريبة عضوات النقابات، وحق التصويت في البلدية.

ثم منحت النرويج المرأة حقها في التصويت الانتخابي عام 1913، وذلك بعد 15 عاماً من منحها الرجال هذا الحق. الغريب أنه منذ عام 1901 كان هناك قانون يمنح بعض السيدات الحق في التصويت، لكن كان هذا بشرط دفع قدر معين من الضرائب لتتمكن المرأة من استخدام صوتها، إلا أن هذا القانون لم يكن مرضياً حتى حصلت جميع النساء على الحق في التصويت دون شروط.

كما بدأ برلمان الدنمارك في مناقشة حق المرأة في استخدام صوتها في الانتخابات عام 1886، وبالفعل كان من حق السيدات الانتخاب، لكنه اقتصر في البداية على سيدات كوبنهاغن اللاتي يدفعن الضرائب فقط.

وقد ظل التصويت بهذا الشكل، إلى أن قامت بعض السيدات بالتحزب وتأسيس جمعية "منح المرأة حق التصويت" واستمررن في عقد الاجتماعات والضغط على أعضاء البرلمان، حتى حصلن على الحق في التصويت أخيراً عام 1915.

دول الاتحاد السوفييتي في المرتبة السادسة

بدأت المرأة الروسية في التصويت بالانتخابات عام 1917، في الوقت الذي كانت فيه دول الاتحاد السوفييتي السابق مثل أرمينيا وإستونيا ولاتفيا ما تزال تحت سيطرة الروس، إلا أن السيدات في تلك البلاد حصلن على الحق في التصويت بالانتخابات حتى قبل حصول بلادهن على الاستقلال.

كندا تمنح حق التصويت لأرامل الجنود

سيدات كندا حصلن هن الأخريات على حق التصويت عام 1917، إلا أنه كان مقصوراً على السيدات اللاتي ترملن في الحرب وعلى أمهات وزوجات الضباط، وفي عام 1918 تم توسيع نطاق القانون ليشمل جميع السيدات البيض، وتم استثناء السكان الأصليين من هذا الحق رجالاً ونساءً حتى عام 1960.

باقي دول العالم

تدريجياً، منحت دول العالم الأخرى المرأة حق التصويت، مثل: النمسا وألمانيا وبولندا وأذربيجان عام 191، ثم هولندا وبلجيكا وزمبابوي وكينيا في عام 1919، وتلتها الولايات المتحدة عام 1920، ثم السويد في العام التالي.

وفي عام 1928، منحت بريطانيا وإيرلندا المرأة الحق في التصويت، بعد ذلك جاءت إسبانيا عام 1931، ثم تركيا 1934، وفرنسا 1944، وفي الخمسينات والستينات زاد عدد الدول ليشمل معظم دول العالم.

سوريا.. أول دولة عربية تمنح المرأة حق التصويت

منحت سوريا المرأة الحق في التصويت والترشح عام 1948، لتصبح بذلك أول دولة عربية تمنح المرأة هذا الحق، والـ24 على مستوى العالم، إلا أنها ظلت تضع شروطاً على تصويت المرأة، بدءاً من ضرورة الحصول على المرحلة الابتدائية، إلى أن أُلغي هذا الشرط لتحصل على الحق في التصويت والترشح دون شروط مقيدة عام 1953.

تأتي أيضاً لبنان في مقدمة الدول العربية المانحة للمرأة الحق في التصويت والترشح، حيث أُقر ذلك عام 1952 ولكن بشرط الحصول على الشهادة الابتدائية، وما زال هذا الشرط معمولاً به حتى الآن رغم أنه ليس سارياً على الرجال أيضاً.

تلتهما فيما بعد مصر 1956، وتونس 1959، والجزائر 1962، والمغرب 1963، والسودان، وليبيا 1964، واليمن 1967، والبحرين 1973، والأردن 1974، والعراق 1980، وجيبوتي 1986، وعمان 1994، وقطر 2003، والكويت 2005، والإمارات 2006، وأخيراً السعودية عام 2011.

دول لم تمنح المرأة حق الانتخاب بعد

في الزمن الراهن، أصبحت مشاركة المرأة في الحياة السياسية وتصويتها في الانتخابات حقاً بديهياً لا جدال فيه، حيث إن جميع دول العالم قد منحت لها هذا الحق، إلا أن هناك دولة واحدة في العالم لا تمنح المرأة هذا الحق بعد وهي دولة الفاتيكان.

الحقيقة أنه في دولة الفاتيكان، موطن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ليست المرأة فقط هي المحرومة من الحق في التصويت؛ بل الرجال أيضاً يشاركونها في هذا، والسبب يرجع إلى أن انتخاب بابا الفاتيكان مقصور فقط على الكرادلة (كبار القساوسة) في الكنيسة الرومانية دون غيرهم.