بعد 145 عاماً من حريق شيكاغو الأميركية.. إليك أسوأ حرائق بالعالم حصدت أرواح الآلاف ودمرت مدناً بأكملها

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/08 الساعة 01:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/07 الساعة 13:53 بتوقيت غرينتش

شاهد العالم الكثير من الكوارث التي أودت بحياة الآلاف، ومن ضمنها الحرائق التي لا تلبث أن تشتعل حتى تأتي على الأخضر واليابس لتحوله رماداً.

وقد وقعت حرائق ضخمة وُصفت بأنها الأسوأ في التاريخ، وحصدت معها أرواح الآلاف وتسببت في كوارث جمّة دمرت مدناً بأكملها.

في 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري تحل ذكرى مرور 145 عامًا على حريق شيكاغو أو "الحريق الكبير"، ورغم الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة جراء الحريق فإنه كان بداية النهضة الحقيقية لها.

الحريق الذي اندلع في 8 أكتوبر 1871، تباينت الروايات حول أسباب اشتعاله، البعض أكد أن بقرة هي المتسببة بالحريق بعدما ركلت بقدميها أكثر من فانوس للإضاءة في حظيرة باتريك وكاثرين أوليري على إثره حرقت النيران المدينة، إلا أنه في عام 1997 برّأ مجلس شيكاغو السيدة أوليري وبقرتها من التسبب في الحادث، التي كانت قد توفت بعام 1895.

فيما أرجع آخرون أسباب الحريق إلى سيجارة ألقاها رجل بالمدينة، التي بُنيت منازلها من الخشب وساعد طقسها الجاف النيران على الانتشار والتهام المنازل والطرقات.

وقد استمر الحريق يومين كاملين، فيما امتد إلى 4 أميال، وتسبب في وفاة أكثر من 300 شخص، كما دمر نحو 17450 مبنى، تاركًا خلفه ما يقرب من 100 ألف مشرّد، فضلًا عن تدمير المنطقة التجارية في المدينة بشكل كامل.

وقد ساعد طقس شيكاغو الجاف وأبنيتها الخشبية الحريق على الانتشار، لاسيما أن المدينة قد شهدت ما يقرب من 20 حريقًا في الأسبوع الأول من أكتوبر 1871 أي قبل اندلاع الحريق الكبير بأسبوع واحد.

كما عانت شيكاغو من الحرائق المتتالية عام 1870، حيث قُدرت بحريقين اثنين يوميًا.

ورغم ذلك فإن المدينة لم تستسلم للدمار الذي لحق بها والنار التي أكلتها، بل بدأت شيكاغو عهدًا جديدًا من النمو والتنمية، فرغم الحريق احتفظت المدينة ببنيتها التحتية سليمة، وبدأت عملية الإعمار بها سريعًا حيث وضع المهندسون المعماريون الأساس لمدينة عصرية بها أول ناطحات سحاب بالعالم.

وفي غضون 9 سنوات من الحريق الكبير ارتفع عدد سكان المدينة من 324 ألف شخص إلى نحو نصف مليون، ومع حلول عام 1893 تحولت المدينة إلى مركزًا اقتصاديًا رئيسيًا وقُدر عدد سكانها بمليون ونصف، كما اختيرت شيكاغو في العام نفسه لتستضيف المعرض الكولومبي في العالم، وتحولت المدينة إلى منطقة جاذبة للسياح.

وهنا إليك قائمة بأسوأ الحرائق وأكثرها تدميرًا على الإطلاق:

حريق ميريكي – اليابان

وصف المؤرخون حريق ميريكي الذي وقع في اليابان بأنه الأكثر كارثية في التاريخ، إذ دمر نحو 70% من العاصمة اليابانية أيدو (طوكيو حاليًا)، وتسبب في مقتل نحو 100 ألف شخص.

الحريق الذي استمر 3 أيام متتالية، اندلع في 18 يناير/كانون الثاني عام 1657، عندما قام راهب بوذي بإحراق ثوب خوفًا من نقل مرض قاتل، إلا أن ريحًا هبت فجأة وتطاير الثوب المشتعل ما أدى إلى إحراق المعبد بأكمله، وانتقلت النيران إلى الخارج.

فيما انتشرت النيران بشكل سريع في المدينة التي صُنعت منازلها من الخشب وورق الأرز وكانت تستخدم الفحم في إشعال النيران، كما دمرت ما يقرب من 60% إلى 70% من المدينة وقتلت نحو 100 ألف من المواطنين، قدر المؤرخون الضحايا بثلث سكان المدينة الذين وصل عددهم في ذلك الوقت نحو 300 ألف مواطن.

وبعد هذه الكارثة المحققة ونتيجة الخسائر الهائلة تمت إعادة بناء المدينة من جديد بطريقة أكثر تطورًا للوقاية من الحوادث، حيث تم نقل المعابد والأضرحة إلى أطراف المدينة، وتم ضم عدد من الضواحي المحيطة بالمدينة إليها وشهدت توسعًا عمرانيًا وزادت مساحتها إلى الضعف تقريباً، فبعدما كانت "إيدو" مدينة نصف قطرها 8 كيلومترات توسعت لتصبح دائرة نصف قطرها 16 كيلومتراً.

حريق لندن الكبير – إنكلترا

يُعد حريق لندن الكبير واحدًا من أكبر الحرائق في العالم، حيث وصفته الصحف البريطانية بالكارثة.

اشتعل الحريق في الثاني من سبتمبر/أيلول 1666 واستمر 5 أيام، بعدما اندلع في منزل خباز الملك تشارلز الثاني وامتد إلى شارع التايمز الذي يكتظ بالمخازن المليئة بالمواد القابلة للاحتراق، وساعدت الرياح الجافة على انتشار الحريق بشكل واسع ومخيف.

وتسبب الحريق في إتلاف نحو 13 ألف منزل، و90 كنيسة فضلًا عن عشرات المباني العامة، كما طمس العديد من المعالم التاريخية بالعاصمة البريطانية لندن، وشرد نحو 100 ألف شخص دون مأوى، بينما لقى 16 شخصاً حتفهم في الحريق.

وبعد الكارثة تغيرت ملامح المدينة، إذ تم إنشاء المنازل من الطوب بدلاً من الخشب، وبُنيت كنيسة جديدة كبيرة وعدد من الكنائس الصغيرة، كما تم تصميم الشوارع بنطاق أوسع، وبحلول عام 1670 تم بناء عمود تذكاري يُخلد ذكرى الحريق.

حريق موسكو – روسيا

يُعد حريق موسكو الذي اندلع منذ نحو 204 أعوام في العاصمة الروسية موسكو واحدًا من أسوأ الحرائق في العالم، إذ تسبب الحريق في مقتل ما يزيد على 12 ألف نسمة، وتدمير نحو 75% من العاصمة الروسية.

الحريق الذي اندلع في 18 سبتمبر 1812، جاء بتحريض من الروس الذين أخلوا مدينتهم إبان الهجوم الفرنسي عليها بقيادة نابليون بونابرت، حيث حاولوا إحراقها بالفرنسيين.

فعندما حاول الجيش الفرنسي اقتحام العاصمة الروسية استقبل نابليون تقارير تؤكد وجود حرائق صغيرة داخل المدينة، إلا أنه تجاهلها فتحولت إلى نيران هائلة استمرت 3 أيام، وساعد على ذلك أن منازل المدينة كانت خشبية.

ويعتبر المؤرخون أن حريق موسكو غيّر مجرى التاريخ، إذ أجبر نابليون على التراجع من موسكو وكان بداية لنهاية إمبراطوريته.

موقع "روسيان لايف" أكد أن المواطنين ما لبثوا أن عادوا إلى موسكو وشرعوا في بنائها تدريجيًا وبنوا بيوتًا وأكشاكًا خشبية، وأن شكل المدينة تغير بشكل كلي بعد الحريق.

حريق ميشيغان – أميركا

شهرة مدينة شيكاغو الأميركية واتصالها مع العالم جعل لحريقها الكبير الذي أصابها شهرة كبيرة هو الآخر، إذ اندلع حريق هائل في 5 أكتوبر عام 1871 بولاية ميشيغان التهم مناطق شاسعة بالولاية، وقتل ما لايقل عن 2500 شخص، وتسبب في حريق ما يقرب من مليون ونصف فدان من الأراضي.

ويرجع الانتشار الكبير للحريق إلى عدم سقوط الأمطار وشهور الجفاف الطويلة التي عانت منها الولاية، فضلًا عن قيام عدد من المزارعين بقطع الأشجار وحرق الجلود ما ساعد على توهج النار واندلاع الحريق الهائل الذي امتد لأكثر من 2400 ميل مربع.

انتشر الحريق في مساحة كبيرة على شكل أعاصير من النيران، التهمت المباني الخشبية وحرقت الغابات، فيما حوصر السكان بالنيران من جميع الجهات حتى وصلت النيران إلى مياه خليج الأخضر، ولم يجد المواطنون مفرًا من النيران فقفز بعضهم إلى الآبار والمستنقعات التي غليت مياهها من شدة النيران، ومات آخرون نتيجة الاختناق، وتحول البعض الآخر إلى رماد، فيما قضى من نجا منهم ليلة كاملة في الأنهار والبرك التي ساعدت مياهها العذبة على تخفيض درجة حرارتها.

وبعد تلك المأساة ظلت الغابات التي احترقت كما هي دون تجديد لنحو 26 عامًا، إلا أن الحريق لفت نظر الحكومة إلى ضرورة استحداث نظام لإدارة الغابات لمنع وقوع مثل تلك الحوادث في المستقبل، ومؤخرًا تم إنشاء متحف يعرض بعض بقايا هذا الحريق الهائل.

حريق سيمرنا – تركيا

يُعد حريق سيمرنا واحداً من أكبر الحرائق في العالم، إذ خلف أكثر من 100 ألف قتيل، وتحول عشرات الآلاف من اليونانيين والأرمن إلى لاجئين، فضلًا عن عمليات السرقة والنهب التي تمت بحقهم.

فخلال القرن العشرين كانت المدينة التركية سميرنا (أزمير حاليًا) تعد إحدى أغنى المدن الأوروبية، وكان بها أكبر تجمّع لليونانيين والأرمن.

فيما اختلفت الروايات التاريخية حول المتسبب في حريق سيمرنا التركية، ففي الوقت الذي يؤكد فيه المؤرخون الأتراك أن حادثًا تسبب في اندلاع الحريق، يؤكد المؤرخون اليونانيون أن الجيش النظامي التركي الذي كان يقوده مصطفى كمال أتاتورك، تعمد إحراق الأحياء اليونانية بالمدينة التركية وعاثوا فيها فسادًا، وذلك حسب تقرير نشرته "نيويورك تايمز" إبان الحريق.

وفي سبتمبر/أيلول ١٩٢٢ استطاع الجيش التركي إعادة السيطرة على مدينة سيمرنا التي كانت تُعرف باسم (لؤلؤة الشرق) من السيطرة اليونانية التي امتدت أكثر من 3 سنوات.

إلا أن حريقًا كبيرًا اندلع بـ"سيمرنا"، في 13 سبتمبر 1922 بعد سيطرة الجيش التركي عليها، تسبب في مقتل نحو 100 ألف شخص من اليونانيين والأرمن في يومين، وتحول نحو 400 ألف يوناني إلى لاجئين، فيما استمرت الحرائق مشتعلة بالمدينة أكثر من أسبوعين.

حريق طوكيو – اليابان

كانت اليابان على موعد مع حريق آخر هائل قتل ما يزيد على 143 ألف شخص ودمر مساحات كبيرة من العاصمة اليابانية طوكيو، وذلك عقب زلزال كبير ضربها، إلا أن الحريق كان أشد فتكًا من الأول الذي شهدته ذات المدينة.

ففي الأول من سبتمبر 1923 ضرب زلزال بقوة 8.3 ريختر المنطقة (مركز الزلزال يبعد نحو 50 ميلاً عن الجنوب الشرقي من طوكيو)، واستمر 5 دقائق، ما تسبب في انهيار بعض المباني واندلاع الحرائق في الكثير من الأبنية.

كما نشبت آلاف من الحرائق الصغيرة في عدد من المنازل الخشبية التقليدية في العاصمة اليابانية طوكيو، وتفاقم الوضع في اليوم التالي ونتج عنه أعاصير من النيران اجتاحت المدينة، فضلًا عن أن الحرائق امتصت كمية هائلة من الأوكسجين، وانتشرت سحب ثاني أوكسيد الكربون القاتلة بكثافة تسببت وحدها في قتل نحو 30 ألف شخص خنقًا.

تلك الحرائق الهائلة امتدت بضعة آلاف من الأميال، كما دمرت 80% من إحدى المدن القريبة من طوكيو، فضلًا عن تدمير 60% من العاصمة اليابانية، كما امتد الحريق إلى مكتبة جامعة "إمبريال" التي تحوي عددًا من أندر وأقدم الكتب، إلا أن هذا الحريق أيضًا لم يستطع النيل من المدينة اليابانية التي استطاعت تجاوزه في سنوات قليلة.

وبحسب موقع smithsonian فإن الجهود الإغاثية التي قامت بها الولايات المتحدة ساعدت في إنقاذ الآلاف من ضحايا الحريق من الموت، وأبحرت السفن الأميركية تحمل مواد إغاثية وأطعمة، وقدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نحو مليوني دولار كتعويض للضحايا.

تحميل المزيد