الجنسيات المختلفة تتشارك في الجينات.. علماء يفسرون كيف هاجر البشر القدماء من أفريقيا لأوروبا وآسيا؟

يظل سبب استغراق الناس عدة ألفيات حتى ينتشروا في أنحاء الكرة الأرضية لغزاً، ويحاول العلماء بشتى الطرق اكتشاف كيف انتشر البشر في أرجاء الكرة الأرضية والأسباب التي دفعتهم لذلك. إذ وجدت دراسة حديثة نشرها موقع Live Science الأميركي أنَّ التمايلات في مدار الأرض وميل محورها التي أدَّت إلى التقلُّبات الجوهرية في المناخ، هي السبب الذي دفع البشر قديمًا إلى الهجرة من أفريقيا.

عربي بوست
تم النشر: 2016/10/04 الساعة 07:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/10/04 الساعة 07:03 بتوقيت غرينتش

يظل سبب استغراق الناس عدة ألفيات حتى ينتشروا في أنحاء الكرة الأرضية لغزاً، ويحاول العلماء بشتى الطرق اكتشاف كيف انتشر البشر في أرجاء الكرة الأرضية والأسباب التي دفعتهم لذلك.

إذ وجدت دراسة حديثة نشرها موقع Live Science الأميركي أنَّ التمايلات في مدار الأرض وميل محورها التي أدَّت إلى التقلُّبات الجوهرية في المناخ، هي السبب الذي دفع البشر قديمًا إلى الهجرة من أفريقيا.

حيث يعود ظهور الإنسان في أفريقيا للمرة الأولى منذ حوالي 150,000 إلى 200,000 عام، فيما ألمحت اكتشافات أثرية وجينية إلى أنَّ هجرات الإنسان الحديث من أفريقيا بدأت قبل 100,000 عام على الأقل.

ورغم ذلك، فيرى العلماء أن معظم البشر خارج أفريقيا قد انحدروا على الأرجح من مجموعات غادرت القارة في وقت أقرب، منذ ما يتراوح بين 40,000 و70,000 عام.

فيما يشير بحث سابق إلى أنَّ التحولات في المناخ قد تساعد على تفسير سبب هجرات الإنسان الحديث من أفريقيا، فكُل 21,000 عام تقريباً على سبيل المثال، تمر الأرض بتغييرات طفيفة في مدارها وميل محوره.

ويرى العلماء أن تغيّر هذه السلسلة من التمايلات، والتي تُعرَف بدورات ميلانكوفيتش، غير مقدار ومكان سقوط ضوء الشمس على أجزاء مختلفة من الكوكب، وهو ما يؤثِّر بدوره على مستويات سقوط الأمطار، وبالتالي عدد الأشخاص الذين يُمكنهم العيش في تلك المنطقة.

كيف اكتشف العلماء ذلك؟


لذا قام العلماء بتطوير محاكاة حاسوبية جديدة للأرض لتحديد كيفية تأثير هذه التغييرات في المدار ومستويات الإشعاع الشمسي وتأثيره على سقوط الأمطار ودرجات الحرارة ومستويات البحر والثلج والحياة النباتية ومعدلات ثاني أكسيد الكربون وأنماط الهجرة العالمية للإنسان الحديث على مدار الـ 125,000 عام الماضية.

وقد لاحظ الباحثون أنَّ تنبوءات هذا النموذج تتَّفق مع الاكتشافات السابقة الخاصة بتأثير المناخ على هجرة الإنسان في أرجاء الكوكب.

إذ وجدوا أن الإنسان الحديث قد انتشر من أفريقيا في أرجاء متعددة عبر شبه الجزيرة العربية ومنطقة الشام، ومنطقة شرق المتوسط التي تدخل فيها سوريا وفلسطين.

وتتماشى هذه النتائج جيداً مع التقديرات السابقة حول توقيت وصول الإنسان الحديث إلى مناطق مثل الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأستراليا والأميركتين.

ووجد الباحثون أنَّ هطول الأمطارالمكثَّف في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والشام قد خلق ممرات خضراء صالحة للمعيشة ليهاجر الإنسان الحديث عن طريقها، ويعتقدون أن هذه الهجرات تمت خلال أربع فترات مختلفة – منذ حوالي 106,000 إلى 94,000 عام، ومنذ 89,000 إلى 73,000 عام، ومنذ 59,000 إلى 47,000 عام، ومنذ 45,000 عام إلى 29,000 عام-.

وهو ما مكَّن الجنس البشري (من جنس الهومو) من مغادرة شمال شرق أفريقيا والبدء في رحلته الكبيرة نحو أوراسيا وأستراليا والأميركتين" كما قال أكسل تيمرمان، الباحث الرئيس في الدراسة والباحث المناخي بجامعة هاواي لموقع Live Science.

من جانبه قال تيمرمان: "لعبت التمايلات الأرضية، التي تبلغ دورتها 21,000 عام، دوراً ضخماً في انتشارنا في أنحاء الكوكب وعلى الأرجح في تطورنا وتكيُّفنا أيضاً، فإذا كان المناخ قد ظلَّ ثابتاً على مدار الـ 125,000 عام الماضية، لكنَّا تطورنا بطريقةٍ مختلفة تماماً".

هجرة ثنائية الاتجاه


يرى الباحثون أنَّ هذه الهجرات من أفريقيا لم تكن في طبيعتها أحادية الاتجاه، فيقول تيمرمان: "ممر الهجرة الأخضر بين أفريقيا وشرق المتوسط كان يعني أنَّ الأفارقة كانوا يهاجرون إلى أوراسيا (أوروبا وآسيا)، والأوراسيون كانوا يهاجرون إلى أفريقيا، وربما يكون التدفق العكسي للجنس البشري إلى مناطق معينة، والتدفق العكسي المناظر له للجينات، حاسماً لفهم من نحن، ولماذا نكون، وأين كنا".

ويشير النموذج أيضاً إلى أنَّ الإنسان الحديث كان من المفترض أن يصل إلى جنوب الصين وأوروبا بالتزامن تقريباً منذ حوالي 80,000 إلى 90,000 عام، ولكن، أقدم الأحافير المعروفة للإنسان الحديث في جنوب الصين تسبق أقدم الأحافير المكتشَفة للإنسان الحديث في أوروبا زمنياً بحوالي 35,000 إلى 40,000 عام.

لذلك يعتقد الباحثون أنَّ بطء دخول الإنسان الحديث إلى أوروبا قد يكون راجعاً لوجود إنسان النياندرتال (الإنسان البدائي) هناك.

ويختم تيمرمان بقوله: "في المستقبل، أخطِّط لتضمين النياندرتال في نموذجنا الحاسوبي، وإدخال عوامل مثل التهجين والتبادل الثقافي والمنافسة على الغذاء في المعادلة".

– هذا الموضوع مترجم عن موقع Live Science الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

تحميل المزيد