لا تموت الحكاية حتى لو رحل راويها، تبقى مستمرة ومتناقلة، بل يكتسب أبطالها وجوداً بوصفهم أقرب للخلود.
هذا هو حال الأعمال الأدبيّة العظيمة، التي تبقى بيننا نتداول أخبار أبطالها. وبالرغم من أن مصدر هذه الشخصيات هو الخيال، إلا أنها حيّة بيننا، نذكرها ونستحضرها بين الحين والآخر.
فيما يلي قائمة بأشهر الشخصيات، علماً أنها غير واقعية:
1- دون كيخوتة:
دون كيخوتة دي لا مانشا، من أشهر الفرسان الذين ما زال ذكرهم قائماً حتى الآن. مغامراته مع طواحين الهواء والأميرات وعلاقته مع مساعده وصديقه سانشو تلهمنا دوماً، فالإتقان الذي رسم فيه الكاتب الإسباني سيرفانتس هذه الشخصية جعلها مثالاً للرومانسيين، وإلهاماً في سعيهم لتحقيق أحلامهم.
2- اكاكي اكاكافيتش:
صاحب المعطف الذي خطت ملامحه قصة الروسي نيكولاي غوغول، هو من أشهر الشخصيات التي تمثل حياة الموظف البيروقراطية. أكاكي أسير وظيفته، ذو أحلام بسيطة لا تتعدى معطف، السخرية والتنكيل الذي تعرض لهما.
3- أحدب نوتردام:
كوازيمودو، هو الشخصية التي كونّها فيكتور هوغو في روايته "أحدب نوتردام". فكوازيمودو، الأحدب القبيح، أمير المهرجين واللقيط الذي تعرض لقهر كاهن كنيسة نوتردام بسبب شكله القبيح.
يقع في غرام ازميرالدا، لينتهي الأمر بهروبهما سوية، فيكتشف الناس لاحقاً قبرا يجمعهما سويّة.
وما زال حتى الآن كوازيمودو حي بيننا، من خلال صراعه لأجل من يحب وثورته ضد السلطة الدينيّة والسياسية والاجتماعية. تحول إلى مثال يحتذى به حتى هذه اللحظة، ويُذكر دوماً في قصص الحب الفاشلة.
4- مدام بوفاري:
هي العاشقة الرومانسية التي خانت زوجها مع عشيقها وأغرقت في الأحلام كي تنال هذا العشيق.
الشخصية التي أحكم بنائها غوستاف فلوبير، تحضر كمثال عن المرأة الرافضة لوضعها الحالي، هي التي تطارد أحلامها كي تغير واقعها حتى لو كان في ذلك على حساب سمعتها. إيما بوفاري نتاج مجتمع يقف بوجه المرأة ويحاربها فكراً و جسداً.
5- آنا كارنينا:
النهاية المأساوية لآنا كارنينا تجعلها دائماً في بالنا، فهي التي أطاحت بنفسها بوجه القطار، منتحرة بعد علاقتها الطويلة مع عشيقها. حاك الكاتب الروسي ليو تولستوي شخصية آنا لتصبح من أشهر الشخصيات العاطفية، وهي تحضر بيننا كمعادل عن المرأة الرومانسية التي قد تضحي بحياتها لأنها أحبت شخصاً غير الذي فُرض عليها أن تتزوجه.
6- آليس:
هي الأشهر على الإطلاق، "أليس في بلاد العجائب"، الرواية والقصة الشعبية والفيلم السينمائي والأوبرا. غزت هذه الشخصية حياتنا وتناقلها الجميع، سواء كقصة للأطفال أو للكبار.
تعتبر محط الدراسات الأدبية والنقدية، فأليس هي الطفلة التي قرّرت أن تَحلم، أن تضيع في عوالمها الخاصة، جاعلة الصراع الأزلي بين الخير والشر أكثر غرائبية، بل ومرتبط بصراعاتنا وأهوائنا الشخصية حول المفهومين.
7- جيمس بوند:
العميل السري البريطاني، الذي أدهشنا بأدواته وعلاقاته الغرامية مع النساء، أصدقاء كُنّ أم أعداء. بوند، نتاج مخيلة الكاتب آيان فليمنغ، برقمه السري 007 الذي ما زال يغري الكثيرين، سواء الرجال الحالمين بحذاقته مع النساء، أو النساء أنفسهن.
8- فرانكشتاين:
تم تشكيل هذا الكائن من أعضاء البشر، فوقع في غرام إحداهن لدرجة أنه يعيد صناعتها من أعضاء البشر بعد موتها. وهو وليد مخيلة الكاتبة الإنكليزيّة ماري شيلي، والذي ما زال إلى اليوم حاضرا في السينما والأدب الدراسات النقدية، كمثال مجازي على طبيعة التكوين البشري.
وما زلنا حتى الآن نستخدمه كوسيلة لإخافة الأطفال، علماً انه يمثل حكاية الصراع البشري في سبيل الخلود، بل والتفاني في سبيل الحب لدرجة وحشية وقاسيّة.
9- شرلوك هولمز:
المحقق البريطاني المشهور صاحب القدرات الهائلة على ربط الحقائق والتحليل النفسي لحل الجرائم، وهو من أشهر الشخصيات المتخيلة، فذكاؤه الحاد مغرٍ للجميع. أبتكره السير آرثر كونان دويل، وهو مثال حاضر بيننا في السينما والمسرح والتلفزيون، للحديث عن المتحذلق أحياناً أو عن الشخص حاد الذكاء.