من المعروف أن طقوس التضحية بالنفس البشرية تبدو غريبةً ومثيرةً للاشمئزاز، إلا أن العديد من الثقافات القديمة حول العالم اتبعت تلك الطقوس.
دراسة جديدة نشرتها النسخة الأسترالية من "هافينغتون بوست"، حاولت اكتشاف السبب الذي يدفع بعض الأشخاص إلى تقديم أنفسهم للذبح طواعيةً عندما يطلب آخرون تنفيذ عمليات القتل.
وتحاول الدراسة التي أجرتها جامعة أوكلاند النيوزلندية سبر أغوار النفس البشرية فيما يتعلق بهذا الأمر، حيث وجدت أن التضحية بالنفس البشرية غالباً ما تنفذها الفئات الاجتماعية الأعلى داخل أي مجتمع للمحافظة على السلطة والتحكم في زمام الأمور.
وقال المشارك الرئيسي في كتابة البحث جوزيف واتس، إنهم وجدوا دليلاً على تنفيذ طقوس الموت بالحرق، والغرق، والصلب، والضرب بالعصي، والدفن، وتقطيع الجسد إلى أجزاء، والسحق تحت قارب، والرمي من فوق أسطح المنازل، وقطع الرأس.
لماذا إذن يصير الأشخاص البعيدون عن قمة الهرم الاجتماعي للمجتمعات، ضحايا للتضحية بالنفس البشرية؟
يقول واتس "استطاعت صفوة المجتمع التي تمتلك السلطة بناء نموذج للتحكم المجتمعي وحافظت عليه من خلال استغلال التضحية بالنفس البشرية لمعاقبة الانتهاكات المحرمة، وذلك بهدف إضعاف الطبقات الدنيا وبث الخوف في نفوسها من الطبقات الأعلى".
ورغم أن حضارتي الآزتيك والمصريين القدماء كانوا مشهورين بتلك الممارسات، فقد حللت تلك الدراسة ثقافاتٍ أخرى من الشعوب المتحدثة بالأسترونيزية – مدغشقر وجزيرة القيامة وتايوان والفلبين وهاواي وأجزاء من مايكرونيزيا ونيوزيلاندا -، فاكتُشف أن من بين الثقافات الـ 93 التي أجريت عليهم الدراسة، مارست 40 منها طقوس قتل البشر.
وقد اكتُشف أنه كلما كان شكل المجتمع محل الدراسة أكثر ميلاً للتسلسل الهرمي الاجتماعي، كلما زاد احتمال ممارسته لطقوس القتل، حيث بلغت نسبة ممارسة طقوس القتل 67% من المجتمعات التي تتسم بوجود تسلسلس هرمي اجتماعي، مقارنة بـ 25% لدى المجتمعات التي اتسمت بالمساواة بين أفرادها.
وقال كوينتن اتكينسون الذي شارك في كتابة البحث، إن تلك الأشكال البربرية من التحكم في المجتمعات قادتنا في حقيقة الأمر إلى النماذج التي نراها الآن.
وختم اتكينسون "ما وجدناه أن تلك التضحيات بالنفس البشرية كانت القوة المحركة للمجتمعات نحو نموذج الحكم الأكثر هرمية، وأنها أبعدتهم عن العودة إلى المساواة بين أفراد المجتمع الواحد".
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأسترالية من "هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.