أمازيغ الجزائر يرفضون التخلي عن نمط عمرانهم التاريخي

لا يزال الأمازيغ في الجزائر، يحافظون على النمط المعماري لبيوتهم الذي يعود إلى مئات السنين، رغم التغيرات المعاصرة في الهندسة ومواد البناء.

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/17 الساعة 07:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/17 الساعة 07:15 بتوقيت غرينتش

لا يزال الأمازيغ في الجزائر، يحافظون على النمط المعماري لبيوتهم الذي يعود إلى مئات السنين، رغم التغيرات المعاصرة في الهندسة ومواد البناء.
عشرات القرى الجزائرية المنتشرة بالسلسلة الجبلية من وسد الجزائر وحتى الحدود الشرقية للبلاد تعد شاهداً على هذا النوع من العمارة.

القرميد والحجر ينافسان أحدث مواد البناء


ويعد القرميد والحجر مادتين رئيسيتين في البناء بهذه المناطق، ويقول سليمان بن رمضان إنه وعائلته المكونة من 8 أفراد يعيشون في منزل مشيد منذ العام 1955، من الحجر والطين، وأجريت عليه بعض الترميمات للحفاظ على شكله التاريخي.

ويوضح في حديثه لـ"هافينيغتون بوست عربي" أن المباني المشيدة قديماً ما زالت تحافظ على مبانيها رغم مرور السنوات، عكس المباني المشيدة حديثاً والتي تشهد تشققات بعد تشييدها بسنوات قليلة.

فلل فاخرة بهندسة أمازيغية


حتى أثرياء منطقة الأمازيغ في الجزائر، اختاروا الاستقرار بالمناطق الجبلية وتشييد فلل فاخرة، معتمدين على هندسة تضاهي تلك التي كانت قبل مئات السنين.
عبد المجيد شيبان رجل أعمال من العاصمة، مستقر في منطقة قنزات، قام ببناء فلة فخمة، بطراز المباني القديمة، باستعمال الحجر والتسقيف بالقرميد.

شيبان يقول: "في الحقيقة أحن إلى الماضي، ولا أتخيل أني قادر على الاستقرار بشقق العمارات أو المباني المشيدة على الطراز الحديث، فالقرميد والحجر بالنسبة لي رمز للتاريخ والأصالة، وتضفي على المنطقة جمالية كبيرة، تعكس طبيعة المنطقة الجبلية".

من ناحيته يقول فيصل بوعروري، مالك مكتب دراسات "بتالة إيفاسن" شرق الجزائر، إن السكان بمنطقة القبائل ذات الطراز الأمازيغي متعلقون كثيراً بالنمط المعماري القديم.

مؤكدا لـ"هافينيغتون بوست عربي" أن مكتبه يستقبل حتى الآن طلبات من أجل تشييد مبانٍ على الطراز القديم، ويشترط فيه المواطنون إدراج القرميد والحجر كمادة أساسية لبناء منازلهم.

ويضيف "نقترح تصميمات عصرية تشيد على الطراز القديم وهو ما يطلبه المواطنون".

وللسياحة أيضاً


يقصد منطقة القبائل أو الأمازيغ في الجزائر سياح من داخل وخارج الوطن، للاستمتاع بالنمط المعماري القديم، خاصة بما يسمى "بالقصبات" وهي مباني مشيدة على النمط القديم وتتميز بضيق شوارعها والتصاق مبانيها.

ويؤكد في حديث لـ"هافينيغتون بوست عربي"، عمر علاوي رئيس جمعية الثقافة والسياحة بمنطقة بني ورثيلان التاريخية شرقي الجزائر، أن عدد السياح الذين يقصدون المناطق الجبلية خاصة من فرنسا يزداد من سنة لأخرى.

التنمية تهدد المعمار القديم


يؤكد فيصل بوعروري، مالك أحد مكاتب الدراسات الهندسية والمعمارية، أن المشاريع التنموية التي بدأت "تدب" في المناطق الجبلية في الجزائر، تهدد النمط السكني الآمازيغي.

إذ يتطلب شق الطرقات، وتوصيل شبكات المياه والغاز الطبيعي، هدم العديد من هذه البيوت نظراً إلى ضيق الشوارع والممرات.

ويطالب فيصل المشرفين على بعض المشاريع التنموية، مراعاة طبيعة هذه المناطق وإعداد دراسات من شأنها أن تحافظ على طبيعة البنايات التي تعد مرجعاً تاريخيًّا لأصل الجزائر الأمازيغي.

تحميل المزيد