تصنيع الإيدز.. مجلس إدارة العالم.. والأطباق الطائرة.. لماذا نؤمن بنظريات المؤامرة؟

أطباق طائرة.. ادعاء الهبوط على القمر.. مجلس إدارة العالم، وغيرها من المؤامرات والأساطير الكثيرة التي تتردد على ألسنة الناس دون أن يتأكدوا من صحتها، منبعها الرئيسي هو الخوف وعدم القدرة.

عربي بوست
تم النشر: 2016/03/06 الساعة 01:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/03/06 الساعة 01:30 بتوقيت غرينتش

أطباق طائرة.. ادعاء الهبوط على القمر.. مجلس إدارة العالم، وغيرها من المؤامرات والأساطير الكثيرة التي تتردد على ألسنة الناس دون أن يتأكدوا من صحتها، منبعها الرئيسي هو الخوف وعدم القدرة.

وبحسب دراسة نُشرت في مجلة Applied Cognitive Psychology، فإن أول الأشياء المشتركة بين المؤمنين بنظرية المؤامرة هو عدم التحكم في حياتهم، لكن رغم ذلك فهناك أسباب أخرى تؤدي إلى انتشار نظريات المؤامرة.

أسباب انتشار نظرية المؤامرة


يقول المدرس المساعد في علم الاجتماع والنفس بجامعة أمستردام جان ويلم فان بروجين، إن نظريات المؤامرة دائماً ما تظهر عقب العمليات الإرهابية، والأزمات الاقتصادية، وحالات الوفيات الكثيرة والكوارث الطبيعية.

بروجين يضيف أن "الدراسات السابقة كشفت أن الناس سيحاولون تخمين ما حدث إذا كانوا لا يشعرون بالتحكم في حياتهم، وقد يقودهم التخمين إلى ربط النقاط ببعضها، مع أنها غير متصلة واقعياً ببعض".

هذه النتيجة دعمها أيضاً الباحثان جوزيف اونسكي وجوزيف بارنت، حيث قالا في كتابهما American Conspiracy Theories نظريات المؤامرة الأميركية، "إن القلقين وفاقدي التحكم يرون أنماطاً غير موجودة في الحقيقة، ويثيرون تفسيرات تعتمد على التآمر".

خصائص نظرية المؤامرة



يرى اونسكي وبارنت أن هناك خصائص 4 لأبطال أي نظرية مؤامرة، وهي:

1- مجموعة.

2- تعمل في سرية.

3- تكون بديلاً للمؤسسات، تغتصب السلطة، تخفي الحقيقة، وتجني فوائد.

4- تعمل ضد الصالح العام.

ومن خلال فحص 100 ألف ظرف أرسل لجريدة New York Times في الـ 121 سنة الأخيرة، تبين من خلال نظريات المؤامرة التي يحملها بعضها، أن العامل المشترك الذي تدور حوله هو السلطة، سواء الذي يملكها أو الذي يريدها.

وبحسب بحث اونسكي وبارنت، فإن التعليم يسهم في تقليص نسبة المؤمنين بنظرية المؤامرة، فـ 42% من أصحاب دبلومات المدارس الثانوية عندهم استعداد للإيمان بالمؤامرة، مقابل 23% من أصحاب الشهادات الجامعية فقط.

أشهر نظريات المؤامرة



لا تقتصر نظرية المؤامرة على عالمنا العربي فقط، فبعض النظريات تم استيرادها من الخارج كـ "مجلس إدارة العالم"، المستمد من النظرية التآمرية بخصوص النظام العالمي الجديد.

من ضمن أشهر نظريات المؤامرة التي تنتشر بيننا اليوم سواء في الواقع أو على الإنترنت، نظرية تجاهل الولايات المتحدة للإشارات التي سبقت تنفيذ عملية 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية، وغض الطرف عنها، بل يقول البعض إنها كانت جزءاً من الخطة.

من ضمن هذه النظريات، نظرية روسيويل والأطباق الطائرة ومحاولة الولايات المتحدة إخفاء أدلة وإثباتات القصة، إلى جانب نظرية تزوير "ناسا" لعملية الهبوط على سطح القمر، وأن الموضوع برمته ليس حقيقياً، بالإضافة إلى نظرية أن الإيدز مرض تم خلقه معملياً من قبل أجهزة الاستخبارات العالمية من أجل خفض عدد سكان العالم.

أحد أشهر النظريات التي لاقت رواجاً في الفترة الأخيرة، نظرية غاز الكيمتريل، ومفادها أن سحاباً أبيض ينتشر في السماء يشبه الخطوط المتكثفة التي تطلقها الطائرات، ولكنه يتركب من مواد كيميائية ولا يحتوي على بخار الماء، ويتسبب في الإضرار بصحة الإنسان، ويسبب الجفاف ويخلق الأعاصير والفيضانات والزلازل.

في المحصلة النهائية، إذا شعرت بالعجز أن التحكم بحياتك، فحاول مجدداً بدلاً من أن تلقي اللوم على الآخرين وتؤمن بنظريات المؤامرة التي تعتبر "شماعةً" يلجأ كثيرون لتعليق فشلهم عليها. لا تكن منهم!

علامات:
تحميل المزيد