بسبب غشّ منافسه أحدثَ ثورة في عالم الاتصالات.. قصة “الحانوتي” الذي اخترع جهازاً استخدمه كل العالم

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/08 الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/08 الساعة 11:37 بتوقيت غرينتش
إلمون ستروغر / Wikimedia Commons

حين اكتشف متعهد الدفن إلمون ستروغر أن زوجة منافسه، التي كانت تعمل في مكتب الهاتف الحكومي قبل اختراع البدالة الآلية، كانت تسرق زبائنه منه وتقوم بتحويل اتصالاتهم لمكتب زوجها؛ قام باختراع جهاز غيَّر عالم الاتصالات في العالم كله، وجعلها تفقد وظيفتها.

المنافسة غير النزيهة تُلهم إلمون ستروغر اختراع البدالة الآلية

ولد ألمون ستروغر في مدينة بينفيلد بنيويورك عام 1839. ومنذ صغره عرف عنه حبه لاختراع الأشياء. عندما تم تكليفه بمهمة، قيل إنه بدلاً من مجرد القيام بها، كان يحاول في كثير من الأحيان اختراع آلة للقيام بذلك نيابة عنه. 

في أواخر القرن التاسع عشر فتح إلمون ستروغر مكتباً يقدم خدمات الجنائز ودفن الموتى في مدينة كانساس. ولم يكن هناك سوى منافس واحد فقط، في المدينة التي كان عدد سكانها أكثر من 50 ألف شخص في ذلك الوقت. وتم اختراع الهاتف قبلها بسنوات، ما ساعد الزبائن بالتواصل مع ستروغر، لكن حدث أمر غريب.

إلمون ستروغر
إلمون ستروغر / Wikimedia Commons

لم يعد أحد يتصل بستروغر، وأصبح كل من يبحث عن متعهد دفن في المدينة يتصل بمنافسه بدلاً عنه. 

بعد أن بحث ستروغر عن السبب اكتشف أن زوجة منافسه كانت متورطة بالموضوع. 

في ذلك الوقت، حين تريد الاتصال بشخص ما، لم يكن الأمر بهذه السهولة، لم يكن باستطاعتك رفع سماعة الهاتف والاتصال بمن تريد، أولاً كان عليك الاتصال بمكتب الهاتف الذي يوجد فيه عشرات الموظفات، ثم تخبر الموظفة باسم الشخص أو الجهة التي تريد التواصل معها لتقوم الموظفة بتحويل مقبس مرتبط بسلك بمدخل لتوصلك بهاتف الشخص الذي تريد الاتصال به.

إلمون ستروغر
موظفات في مكتب الهاتف / Wikimedia Commons

وهنا كانت تحدث سرقة زبائن ستروغر، فزوجة منافسه كانت موظفة في مكتب هاتف المدينة، وكلما وصل مكتبَ الهاتف اتصالٌ من شخص يبحث عن متعهد موتى كانت تقوم بتحويل الاتصال لمكتب زوجها فقط، ولم تحول أي اتصال لمكتب إلمون ستروغر.

قدّم ستروغر شكوى لمكتب الهاتف، ولكنه اكتشف أن شكاواه غير مثمرة، لذلك تولى ستروغر زمام الأمور بنفسه، وقرر، من خلال تجميع دبابيس القبعات والمغناطيسات الكهربائية معاً، اختراع  البدالة الآلية الأولى.

البدالة الآلية الأولى براءة اختراع وثروة من بيع براءة الاختراع

جنّد ستروغر ابن أخيه وبعض الشركاء التجاريين للمساعدة في تطوير النموذج الثاني من البدالة الآلية ليكون عملياً وأكثر تعقيداً، وحصل ستروغر على براءة اختراع في عام 1891. كان التصميم الأساسي للجهاز يحتوي على 10 صفوف يحتوي كل منها على 10 جهات اتصال مختلفة، يعني أنه يمكن أن يخدم ما يصل إلى 99 عميلاً تلقائياً.

إلمون ستروغر
البدالة الآلية / Wikimedia Commons

لتسهيل هذه العملية، اخترع ستروغر أيضاً قرصاً دواراً، يُربَط بالهاتف ويحتوي الأرقام؛ ما يسمح للعملاء بتحديد رقم هاتف بسهولة عن طريق تدوير القرص لمسافة معينة. كان كل رقم ينبض بعدد معين من المرات، ويطلب من البدالة الآلية الانتقال إلى جهة الاتصال الصحيحة. 

باع ستروغر براءة اختراعه إلى شركائه في عام 1896 مقابل 1800 دولار، وهو ما يعادل حوالي 59 ألف دولار في وقتنا الحالي، ولكن شركاءه باعوا براءة الاختراع بعدها بسنوات، بعد أن حققت البدالة الآلية نجاحاً كبيراً، مقابل 2.5 مليون دولار، وهو ما يعادل حوالي 63 مليون دولار في وقتنا الحالي.

أما إلمون ستروغر فعاد لمهنة الجنائز ودفن الموتى، وتوفي عن عمر 63 عاماً بسبب تمدد الأوعية الدموية عام 1902، بعد أن خلد اسمه بين المخترعين الذين غيروا العالم. وبعد وفاته زعمت أرملته سوزان ستروغر، أن زوجها لم يتلقّ سوى 10 آلاف دولار مقابل اختراعه، في حين كان من المفترض أن يحصل على مليون دولار.

تحميل المزيد