شكله ربما ألهم شخصية الغول “شريك”.. موريس تيلت “الملاك الفرنسي” الذي حوّله مرضه إلى عملاق ضخم

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/11 الساعة 09:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/11 الساعة 09:41 بتوقيت غرينتش
موريس تيلت والغول شريك / Wikimedia Commons

خلال حياته تمتَّع "موريس تيلت" بمسيرة ناجحة نسبياً في مصارعة المحترفين، وفاز بلقبين للوزن الثقيل، واعتُبر مصدر جذب كبيراً في شباك التذاكر في ذروة مسيرته في الأربعينيات. 

بمرور الزمن كانت قصته قد نُسيت، ولكن في عام 2001 أعادت شخصية الغول شريك قصة موريس تيلت للأذهان مرةً أخرى، بعد أن لاحظ البعض الشبه الغريب بين الشخصيتين، وهو ما ولَّدَ مقارنات بين "الملاك الفرنسي" المنسي وغول الرسوم الكرتونية، حتى ادعى البعض أن تيلت هو شريك الحقيقي.

"الملاك".. بدايات حياة موريس تيلت وبداية تضخم الأطراف 

في جبال الأورال في روسيا وُلِدَ "موريس تيلت" عام 1904 لأبوين فرنسيين، وبسبب شعره الأشقر وشكله الجميل حين كان طفلاً حصل تيلت على لقب "الملاك". تُوفِّي والد تيلت عندما كان لا يزال طفلاً صغيراً جداً، تاركاً والدته لتربيته بمفردها، وهو الأمر الذي واجهت صعوبة في تحقيقه، خاصةً عندما قلبت الثورة الروسية البلاد، انتقل تيلت ووالدته من جبال الأورال إلى ريمس بفرنسا. 

كانت حياة "موريس تيلت" حياة عادية، وكان يطمح لأن يكون محامياً، لكن في بداية العشرينيات من عمره تغيير كل شيء، عندما بدأ تيلت يلاحظ تورماً غريباً في قدميه ويديه ورأسه.

عندما استمرت المشكلة في التفاقم سعى تيلت للحصول على رعاية طبية، وبعد إجراء مجموعة من الفحوصات أعطاه الطبيب تشخيصاً مثّل صدمة لموريس تيلت؛ كان تيلت يعاني من "تضخم الأطراف". 

شريك الحقيقي
موريس تيلت / Wikimedia Commons

وهي حالة نادرة تُفرز فيها الغدة النخامية الكثير من هرمون النمو بصورةٍ أكثر من اللازم، غالباً ما تكون النتيجة هي تضخم الأطراف وتوقف التنفس أثناء النوم، وحتى حدوث تغيير كامل في المظهر الجسدي، وهو بالضبط ما حدث لموريس تيلت لاحقاً. 

رغم المرض وبداية ظهور أعراضه على جسد تيلت، والخوف المتزايد من أنه لن ينجح أبداً بسبب مظهره "الوحشي"، لكن ذلك لم يمنع تيلت من تحقيق حلمه، ونجح في الحصول على شهادة في القانون من جامعة "تولوز".
اكتفى تيلت بالشهادة فقط، ولم يسعَ إلى تحقيق حلمه الحقيقي في أن يصبح محامياً، وقرر دخول البحرية الفرنسية، ليصبح مهندساً، وخدم في البحرية بشرف لمدة خمس سنوات.

"الملاك الفرنسي" المصارع الذي لا يمكن إيقافه في الحلبة

مع تطوّر مرض ضخامة الأطراف تغيَّر وجه "موريس تيلت" الملائكي بشكل جذري، أخذ فكه شكلاً مربعاً أثناء نموه، وبارزاً قليلاً، واتسع وجهه بالكامل، واستطالت جمجمته حتى ظهرت أذناه في غير مكانهما، وأصبحت يداه وقدماه ضخمة جداً.

في عام 1937، سافر تيلت إلى سنغافورة، حيث التقى المصارع المحترف "كارل بوجيلو"، وقد أعجب بوجيلو ببنية تيلت القوية، وأقنعه بأن يصبح مصارعاً، حتى عرض عليه الانتقال إلى باريس لتدريبه. وجد تيلت نجاحاً معتدلاً كمصارع محترف في فرنسا وإنجلترا.

شريك الحقيقي
موريس تيلت في حلبة المصارعة / Wikimedia Commons

لكن الحرب العالمية الثانية أجبرت تيلت على الهجرة إلى الولايات المتحدة، حيث ذهب في نهاية عام 1939، وبعد عام واحد فقط لفت تيلت انتباه المروّج المقيم في بوسطن "بول بوزر". 

أدرك بوزر الإمكانات الفائقة في الشاب تيلت، وشكله الفريد وموهبته في المصارعة، وبدأ في حجزه في سلسلة من المباريات. 

ولمدة 19 شهراً متتالية، كان تيلت، الذي حمل آنذاك اسم "الملاك الفرنسي"، لا يمكن إيقافه، حيث حصل على اللقب في الوزن الثقيل، في مايو/أيار 1940، وهو اللقب الذي حمله لأكثر من عامين. في عام 1942 انتزع أيضاً بطولة العالم للوزن الثقيل في مونتريال، كندا.

ولكن بحلول الوقت الذي أحرز فيه لقبه الثاني في بطولة العالم للوزن الثقيل، بدأ موريس تيلت الذي كان يوصف بأنه "أبشع رجل في المصارعة" يعاني من تدهور في صحته. 

ولسوء الحظ، كما هو الحال مع جميع مرضى ضخامة الأطراف تقريباً، تدهورت صحة تيلت بشكل كبير، ولم يعد قلبه قادراً على مواكبة متطلبات جسده الضخم، وتوفي بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، في 4 سبتمبر/أيلول 1954، في شيكاغو، وكان يبلغ من العمر 51 عاماً فقط.

هل كان موريس تيلت "الغول شريك" الحقيقي

لعقود طويلة لاحقة نُسيت قصة "موريس تيلت"، ولكن حين ظهر فيلم "شريك" عام 2001،

لاحظ البعض التشابه الكبير بين شخصية الغول شريك وشكل موريس تيلت، حتى ادعى البعض أن شخصية "شريك" الغول، صاحب القلب الطيب، مستوحاة من شكل "موريس تيلت"، وظهرت منشورات كثيرة بهذا المعنى.

لكن رغم أوجه الشبه الجسدية الغريبة بين تيلت وشريك، فإن استوديو "DreamWorks"، الذي أصدر الفيلم لم يردّ رسمياً على الشائعات التي تُفيد بأن مظهر موريس تيلت كان بمثابة الأساس للشخصية المتحركة.
ولم يرد متحدث باسم الشركة على طلب للتعليق، من موقع هافينغتون بوست حول الموضوع. 

تحميل المزيد