لطالما كانت الكفاءات المصرية حاضرة في مختلف الصناعات والمواقع العالمية المتقدمة، لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون أن عالماً مصرياً وخبيراً في الكيمياء استطاع أن يُنقذ مفاعلاً نووياً في اليابان من التسبب في كارثة محققة!
هو الخبير والكيميائي المصري شريف الصفتي، الذي أنقذ اليابان من كارثة مفاعل فوكوشيما النووي عام 2011، بعد أن ضرب البلاد زلزال قوي وتسونامي غير مسبوق كادا أن يمحوا اليابان من على وجه الأرض، ويتسببا في كارثة نووية كان ليعاني منها العالم بأسره في نهاية المطاف لعقود متتالية.
من هو شريف الصفتي؟
هو العالم والخبير الكيميائي المصري شريف الصفتي، الذي يعمل حالياً على رأس المجموعة البحثية لعلوم المواد النانومترية في المركز القومي للبحوث في اليابان، وهو أستاذ بجامعة واسيدا اليابانية اليوم.
الخبير المصري كان أستاذاً للعلوم بجامعة طنطا، شمال مصر، قبل أن يقرر الانتقال إلى بريطانيا للحصول على الدكتوراه من جامعة ساوثهامبتون بإنجلترا.
بعد الحصول على الدكتوراه انتقل الصفتي للعمل في اليابان، حيث تمكن هناك من تطوير خبراته، فحصل على براءة نحو 20 اختراعاً في مجال النانو، بحسب بوابة الأهرام المصرية.
وهو التقدم العلمي الكبير الذي أهَّله للترشُّح لنيل جائزة نوبل في الكيمياء من اليابان عام 2013، قبل أن يخسرها أمام العالم النمساوي الأمريكي مارتن كاربلوس، والأمريكي البريطاني مايكل ليفيت، والإسرائيلي الأمريكي آرييه ورشيل، لتطويرهم نماذج متعددة النطاقات للأنظمة الكيميائية المعقدة، بحسب وكالة أنباء "أ ف ب" الفرنسية.
لكن أبرز ما حققه العالم المصري لم يكن مركزه العلمي فحسب، بل دوره المؤثر في إنقاذ مفاعل فوكوشيما النووي في اليابان من التسبب في كارثة بعد تدهور وضع الحماية والتفاعلات على أثر زلزال اليابان الأقوى عام 2011.
كارثة المفاعل النووي فوكوشيما
تسببت موجات تسونامي الناجمة عن الزلزال الكبير في اليابان عام 2011 في مقتل أكثر من 15 ألف شخص وفقدان أكثر من 2500 آخرين، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية.
ونتيجة للزلزال، وقعت مشاكل في التبريد بالمفاعل النووي الأهم في اليابان وآسيا، ما أدى إلى ارتفاع في ضغط المفاعل وحدوث سلسلة من الانفجارات الضخمة التي أدت لانبعاث كميات كبيرة من المواد المشعة.
إذ تسببت موجات المد بزيادة الحرارة في المحطات الأولى والثانية والثالثة، ونتج عن ذلك انصهار قلب المفاعل وانطلاق غاز الهيدروجين، وهذا أدى بدوره إلى وقوع انفجار داخل مبنى احتواء المفاعل في المحطات الأولى والثالثة والرابعة.
كما تسربت الإشعاعات النووية في المنطقة، مما أدى حينها إلى تعرض أكثر من 8 ملايين شخص للإشعاعات النووية، بحسب الأمم المتحدة.
كيف تمكن الصفتي من إنقاذ المفاعل؟
تمكن الباحث المصري، شريف الصفتي، من استخدام تكنولوجيا "النانو متر" فى تنقية المياه من الإشعاع الذي سببه التسرب الإشعاعي آنذاك نتيجة التسرب.
وبحسب صحيفة المصري اليوم، تمثل الاكتشاف العلمي الجديد من نوعه وقتئذ للتخلص من الإشعاع النووي في مدينة فوكوشيما من خلال المواد النانومترية التي استُخدمت في فصل الملوثات، سواء كيميائية أو بيولوجية أو بكتيرية أو فيروسية.
وذلك لما لديها من قدرة على الإمساك بالملوثات، حتى لو كانت بنسبة أقل من ألف جزء من المليون، والتخلص منها تماماً.
فوكوشيما اليوم والخطر المستمر
تقول منظمة الصحة العالمية إن كارثة فوكوشيما تركت آثاراً مدمرة لا تزال تبعاتها مستمرة حتى اليوم، إذ تم إجلاء السكان وإعادة توطينهم بعد أن تكشفت مستويات عالية من الإشعاع بالمكان.
كما تم الإبلاغ عن وجود ارتفاع حاد في معدلات الوفاة بين المسنين الذين وُضعوا في دور الإيواء المؤقت، في أعقاب الكارثة.
ولا يزال من المحظور على السكان العودة إلى مناطق تبعد 30 كيلومتراً عن المفاعل، بسبب التلوث الإشعاعي هناك.
كما صدرت تقارير حديثة عن حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بين الأطفال الذين تعرضوا لجرعات منخفضة من اليود المشع نتيجة حادث فوكوشيما.