ملايين البراميل أهدرت في مياه الكوكب.. أسوأ كوارث التسرب النفطي في التاريخ

ناك آثار جانبية سلبية، أو مخاطر تحيط بالخطوات التي يتخذها البشر. ومن بين هذه الآثار الجانبية المدمرة التي دائماً ما تأتي مع استخدام الوقود الأحفوري هي كوارث التسرب النفطي

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/11 الساعة 15:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/11 الساعة 15:17 بتوقيت غرينتش

منذ أن بدأ الإنسان في استخدام الوقود الأحفوري في نهايات القرن الـ19 تغير وجه الحضارة البشرية بشكل كبير، ولكن كما هي العادة مع أغلب الابتكارات الإنسانية، دائماً ما تكون هناك آثار جانبية سلبية، أو مخاطر تحيط بالخطوات التي يتخذها البشر. ومن بين هذه الآثار الجانبية المدمرة التي دائماً ما تأتي مع استخدام الوقود الأحفوري هي كوارث التسرب النفطي.

وبخلاف كونه لا يزال الوقود الأكثر استخداماً، وبالنظر إلى طبيعته ذات الخطورة الكبيرة نتابع في تقريرنا التالي أسوأ حوادث تسرب النفط والتي كلفّت العالم الكثير من الأموال بجانب الضرر الشديد على البيئة.

تسرب نهر كولفا – روسيا 

في 8 سبتمبر/أيلول عام 1994، شهدت جمهورية كومي التابعة للاتحاد الروسي واحدة من أسوأ حوادث تسرب النفط التابعة لشركة كومينفط، عندما بدأت البنية التحتية لأحد أنابيب إمداد النفط في التآكل مع عوامل الضغط والتعرية الطبيعية.

خط الإمداد الذي ربط بين حقل بترول خاريغا ومقاطعة يونيسك كان قد بدأ في تسريب النفط قبلها بحوالي 8 أشهر، ولكن جاءت الضربة القاصمة بعاصفة من سوء الأحوال الجوية أدت إلى انهيار الأنبوب الرئيسي الذي طاله الصدأ في سبتمبر/أيلول 1994.

 أسوأ كوارث التسرب النفطي في التاريخ

أسفر هذه التسرب الكارثي عن سيلان أكثر من 2 مليون برميل نفط من خط الإنتاج إلى نهر كولفا، وهو ما كلفّ الشركة آنذاك ما يقرب من 600 ألف دولار غرامة رسمية للدولة، بخلاف التلوث الذي استمر لسنوات.

تسرب أتلانتيك إمبريس – البحر الكاريبي

في يوليو/تموز عام 1979، وأثناء عبور السفينة ناقلة النفط اليونانية أتلانتيك إمبريس البحر الكاريبي قرب ساحل ترينيداد وتوباغو اعتقد طاقم الناقلة أن العاصفة الاستوائية التي توقعها الخبراء قد تمر مرور الكرام، ولكن ما لم يكن في الحسبان هو الخطأ البشري الذي تزامن مع مرور ناقلة نفط أخرى في الموقع نفسه.

 أسوأ كوارث التسرب النفطي في التاريخ

في الساعات الأولى من النهار اصطدمت أتلانتيك إمبريس بناقلة النفط ايجيان كابتن ما تسبب في اشتعال النيران بهما وتسرب النفط منهما، وقدر التسرب النفطي بما يقرب من 90 مليون غالون من النفط الخام، بخلاف الخسائر البشرية، إذ تسبب الحادث في مصرع 26 شخصاً من أفراد طاقم سفينة أتلانتيك إمبريس بسبب الانفجار الذي نتج عن اشتعال الوقود المحترق. 

بئر Ixtoc1 – خليج المكسيك

في يونيو/حزيران عام 1979، شهد خليج كامبيتشي على ساحل المكسيك حادث تسرب النفط من البئر المملوكة لشركة البترول المكسيكية بيميكس والتي كان يشار إليها بالاسم بئر Ixtoc1 بعد حادث تقني في الجزء المسئول عن التنقيب في البئر.

 أسوأ كوارث التسرب النفطي في التاريخ

التسرب نتج عنه انسكاب ما يقرب من 140 مليون جالون نفط خام في مياه الخليج على مدار عشرة أشهر. والأكثر سوءاً هو امتداد التسرب النفطي في مساحة بلغت  2849 كيلومتراً مربعاً، واستمر العمل على ردم البئر قرابة 9 أشهر.

وبخلاف الآثار المدمرة الناتجة عن هذا الحادث، لا يزال العالم يذكر جهود الكثير من المؤسسات البيئية من أكثر من دولة في العالم في إنقاذ ملايين السلاحف البحرية التي تنتشر في هذه المنطقة بشكل كبير، والتي نُقلت كميات كبيرة منها إلى أجزاء أخرى في المحيط بعيداً عن التلوث.

ديب ووتر هوريزون – خليج المكسيك

في أبريل/نيسان عام 2010، حدثت واحدة من أكبر حوادث التسرب النفطي حتى اليوم، والمعروف باسم حادث ديب ووتر هوريزون، وهو اسم المنصة البحرية التابعة لشركة بريتش بتروليوم والتي قبعت على سواحل خليج المكسيك. 

 أسوأ كوارث التسرب النفطي في التاريخ

نتج عن الانفجار مقتل 11 شخصاً من العاملين على متن المنصة، بخلاف تسرب نفطي استمر قرابة 3 أشهر، وقُدر حجم التسرب النفطي في خليج المكسيك بعد هذا الحادث المؤسف بما يقرب من 53 ألف برميل من النفط الخام يومياً.

ووفقاً لإحصائيات مركز التنوع البيولوجي فقد تسبب الحادث في مقتل قرابة 90 ألف طائر من فصائل مختلفة، و25 ألفاً من الثدييات البحرية، و6 آلاف من السلاحف البحرية، وعشرات الآلاف من الأسماك.

الكارثة النفطية كانت محوراً لأحد أهم الأفلام الأمريكية بالعنوان ذاته ديب ووتر هورايزون، والذي حاول تسجيل أوقات المأساة العصيبة في إطار تشويقي جدير بالمشاهدة.

تسرب النفط في الخليج العربي – الكويت

في 19 يناير/كانون الثاني عام 1991، وأثناء حرب الخليج بين الكويت والعراق فتحت القوات العراقية صمامات آبار النفط الكويتية وخطوط الأنابيب في محاولة لإبطاء زحف القوات الأمريكية ضدها، وفي محاولة أيضاً للضغط على أمريكا بإهدار احتياطيات النفط.

 الحادث الذي يعتبر حتى يومنا هذا الأبرز بين الكوارث النفطية غطى مياه الخليج العربي بُسمك 10 سنتيمترات من النفط الخام، بامتداد 28 ألف كيلومتر مربع، وهي الكمية التي قُدرت بحوالي 12.4 مليون برميل يومياً، وفي أبريل/نيسان رُدم آخر مصدر للتسرب بعدما أهدر قرابة 240 مليون برميل من النفط الخام.

 

 

تحميل المزيد