إحداهما انطلقت من المغرب.. قمّة ماليزيا ليست الأولى لتقريب الدول الإسلامية

ظهر العديد من الأسئلة بعد الإعلان عن القمة الإسلامية في ماليزيا والتي ستحضرها دول إسلامية محدودة، من ضمن هذه الأسئلة: ما هي التجارب السابقة التي حاولت تقريب وجهات نظر الدول الإسلامية؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/12/11 الساعة 14:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/12/11 الساعة 14:26 بتوقيت غرينتش

ظهر العديد من الأسئلة بعد الإعلان عن القمة الإسلامية في ماليزيا والتي ستحضرها دول إسلامية محدودة: تركيا، وماليزيا، وقطر، وباكستان، وإيران، ومن بين تلك الأسئلة التحديات التي تواجهها هذه القمّة الإسلامية خصوصاً أنّها ليست التجربة الأولى التي حاولت تجميع الدول الإسلامية تحت مظلّةٍ واحدة، في إطارٍ من التعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي.

فقد سبقت هذه التجربة، التي يبدو أنّ منظميها وأعضاءها يأملون بتحقيق نتائج مختلفة هذه المرة، تجربتان، كانتا تمثلان أهدافاً مشابهة لتلك الأهداف الحالية، وإن كانت نتائجهما لم تحقق الأهداف المرجوّة.

منظمة التعاون الإسلامي.. عندما اجتمع القادة المسلمون لأجل القدس

في أحد أيّام الصيف من عام 1969، بالتحديد في 21 أغسطس/آب، دخل متطرّف أسترالي يدعى "دينيس مايكل روهان" المسجد الأقصى وأشعل النيران فيه. شبّت النيران في الجناح الشرقي للمصلّى الواقع في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، وقد تسببت النيران في تضرر واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه التاريخية النادرة، وتضرر المسجد بشكلٍ كبير، كما تطلّب ترميمه عدّة سنوات.

  منظمة التعاون الإسلامي
إحدى مؤتمرات منظمة التعاون الإسلامي

وحسب ما ذكر في موقع الجزيرة نت، فقد قالت غولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل حينها: "عندما حُرق الأقصى لم أنَم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق، لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سباتٍ عميق".

أمّا الردّ الإسلامي والعربي، فقد جاء متأخراً بعض الشيء، ففي 25 سبتمبر/أيلول، اجتمع قادة 30 دولة مسلمة وقرروا إنشاء منظّمة المؤتمر الإسلامي، التي سمّيت لاحقاً "منظّمة التعاون الإسلامي".

في تعريفها بنفسها، اعتبرت المنظّمة التي زاد عدد أعضائها ليصل حالياً إلى 57 دولة، اعتبرت أنّها هي "الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنها دعماً للسلم والانسجام الدوليين وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم".

وتعتبر المنظّمة نفسها هي المظلّة التي تنضوي تحتها كل الدول الإسلامية التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليار نسمة، وتمتلك ما نسبته حوالي 70% من الموارد الطبيعيّة في العالم كلّه. تهدف المنظّمة لـ "حماية صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها، والتصدِّي لتشويه صورة الإسلام، وتشجيع الحوار بين الحضارات والأديان".

كما يمثّل "احترام حق تقرير المصير، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، واحترام سيادة الدول الأعضاء واستقلال ووحدة أراضي كل دولة عضو" إحدى ركائزها الأساسية التي تنطلق منها.

كان الأمل في هذه المنظمة أيضاً أن تؤكّد دعمها لحقوق الشعوب وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الإسلامية وبعضها، من أجل "تحقيق التكامل الاقتصادي فيما بينها بما يفضي إلى إنشاء سوق إسلامية مشتركة".

ومنذ إعلان رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، عن قمة ماليزيا التي ستعقد في الشهر الجاري بدأت بعض الأسئلة حول ماهيّة هذه القمّة وهل ستكون بديلة لمنظمة التعاون الإسلامي أم لا؟

وقد كتب مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مقالاً نشرته الجزيرة نت، بعنوان: قمة كوالالمبور: هل هي بديل لمنظمة المؤتمر الإسلامي؟، تطرّق فيه للإجابة على هذا السؤال.

ابتدأ أقطاي مقاله بذكر ما اعتبره "تخبُّط" الإعلام السعودي في تغطيته لقمّة ماليزيا، ومبرراً أنّ هذه القمّة سبقها بالفعل أربع قمم بين أغلب الدول الخمس المشاركة، ومجيباً على التساؤل السابق؛ بأنّ قمّة كوالالمبور ليست بديلاً عن منظمة التعاون الإسلامي، مدافعاً عن القمّة بقوله: "قمة كوالالمبور ليست لديها نية أن تطرح نفسها بديلاً، إلا أن مَن عليهم أن يثبتوا قدرتهم على حل الأزمات؛ عندما لا يقومون بذلك، فإن أناساً أكثر خيرة منهم يملأون الفراغ بأن يعكفوا على معالجة تلك الأزمات".

مجموعة الدول الثماني الإسلامية.. حلم نجم الدين أربكان الذي لم يتحقق

التجربة الثانية التي سبقت القمة الإسلامية في كوالالمبور انطلقت من تركيا هذه المرة، ولم يكن سببها بحالٍ من الأحوال حريق المسجد الأقصى كسابقتها. كان الأمر بمجمله حلماً لدى رئيس الوزراء التركي نجم الدين أربكان، الذي يعتبره الرئيس التركي الحالي أستاذه.

نجم الدين أربكان
نجم الدين أربكان

كانت أحلام أربكان تتمحور حول ما سماه "النظام العادل"، وبالطبع حين نعرف تفاصيل هذا "النظام العادل" سنعرف أين كانت أحلام أربكان تأخذه، حتّى وإن اصطدمت هذه الأحلام بصخرة الواقع وتحدياته التي لم تُبقِ على أربكان نفسه في كرسي رئاسة الوزراء.

النظام العادل، كما يعرّفه أربكان له مساران يتحرك خلالهما، فداخلياً يقوم النظام على رفض الربا والعديد من الضرائب، كما أنّ هذا النظام لديه مشكلاتٌ مع النظام المصرفي الحالي ونظام القروض أيضاً.

أمّأ خارجياً، فإنّ هذا النظام يتحرّك من منطلق تأسيس منظّمات إسلامية على غرار المنظمات العالمية الأخرى، فيقترح تأسيس منظمة "يونسكو" إسلامية، وصندوق نقد إسلامي وأيضاً حلف دفاع عسكري إسلامي!

دعا نجم الدين أربكان 7 دول أخرى غير تركيا لهذه المنظمة "مجموعة الدول الثماني الإسلامية"، كان حلم أربكان أن تكون هذه الدول الثماني نواةً لتغييرٍ كبير في شكل التعاون بين الدول الإسلاميّة، لكنّ الظروف الداخليّة في تركيا منعته من الوصول لأيّ نتيجة، فبُعيد نجاح أوّل مؤتمر لهذه المنظّمة بحوالي أسبوعين أجبر أربكان على الاستقالة من منصب رئاسة الوزراء، وأصبحت نشاطات المنظّمة من بعده مقارنةً بما كان يأمله منها، مجرّد مؤتمرات سنويّة وبعض المشاريع الصغيرة الأخرى بين بعض الدول.

تحميل المزيد