«عماشة في الأدغال».. حين شارك فؤاد المهندس وراقصات مصر في عملية استخباراتية ضد إسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2019/10/10 الساعة 15:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/10 الساعة 16:18 بتوقيت غرينتش
الفنان فؤاد المهندس

عملية استخباراتية محبوكة التفاصيل، لن نستطيع أن نقول عنها إنها كالأفلام، لأنها فيلم حقيقي، أنتجته المخابرات المصرية ليغطي على عملية وطنية نفذتها إبان حرب الاستنزاف، بمساعدة عتاولة الكوميديا ونجوم مصريين، ليكون "عماشة في الأدغال"، وتكون تفجير حفار إسرائيلي بين أحراش إفريقيا.

أدى البطولة الفنان فؤاد المهندس، ومحمد رضا، والراقصتان سهير زكي، ونجوى فؤاد، و صفاء أبوالسعود، تدور أحداث الفيلم حول عماشة عكاشة "يقوم ببطولته محمد رضا" الذي ترك له جده كنزاً في الصحراء، تحت حراسة مجموعة من الرجال، يتعرف عماشة على عالم الآثار، الذي يقوم ببطولته فؤاد المهندس، لتستمر بينهما المواقف الكوميدية في الصحراء، وأثناء الرحلة يقع عماشة في حب مساعدة عالم الآثار التي تلعب بطولتها صفاء أبوالسعود، حتى يصلا إلى الكنز.

يقول نقاد عن الفيلم إنه ارتجالي من الدرجة الأولى، وإن كثيراً من تفاصيله غير محبوكة سينيمائياً، نظراً لسرعة كتابته التي تمت بأمر من المخابرات المصرية، لتدمير الحفار.

قصة الحفار

بعد خسارة مصر في حرب 1967، واحتلال إسرائيل سيناء، قررت التنقيب عن البترول فى صحراء سيناء باستخدام حفَّار هو الأحدث والأكبر فى العالم، ولم يكن أمام مصر حينها إلا استخدام الدبلوماسية في البداية تجنباً للحرب، خاصة أن المخابرات المصرية لم تكن تعرف مكان الحفار.

حاولت حينها رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي الوساطة، وتدخل الرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو، للتشاور مع الولايات المتحدة لإيقاف إسرائيل، وبعثت الحكومة المصرية رسائل احتجاج إلى كندا وبريطانيا بوسائل غير رسمية، وسرَّبت هذه المعلومات إلى الصحف الكبرى، لكن مساعيها باءت الفشل، فلم يكن أمامها سوى التدخل لوقف الحفار، وهنا بدأت رحلة البحث.

وبعد البحث عُثر عليه فى بحيرة على الحدود الشرقية بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية، استأجرته شركة أمريكية وكانت تحمله قاطرة تابعة لشركة هولندية اسمها "جاكوب فون ليمز ايرو"، و بالرغم من دخول أطراف أخرى كانت تعي مصر أن ضرب الحفار سيثير حفيظتهم إلا أنها أصرت على إتمام العملية.

التخطيط للعملية

دُرّب جاسوس المخابرات الشهير رفعت الجمال على تتبع حركة الحفار من بحيرة "إيري" الكندية إلى المحيط الأطلنطي، حتى دخل الحفار إلى ميناء "بونتا دالجادا" البرتغالي في جزيرة سان ميجيل، وعند وصوله على الحدود الإفريقية صدر قرار بضرب الحفار.

تحركت قوات من الضفادع البشرية المصرية، كان بعضهم قد شارك في تفجير المدمرة إيلات، وهي واحدة من أهم العمليات التي نفذتها الضفادع البشرية بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967، وصل الحفار إلى ميناء داكار بالسنغال، وبعد استعداد الضفادع البشرية لتنفيذ المهمة هناك، غادرت ناقلة الحفار بشكل مفاجئ، إلى ساحل العاج وبدأوا عملية التمويه لتنفيذ التفجير.

فريق الفيلم يفجر الحفار

استدعى ضابط المخابرات المسؤول عن العملية محمد نسيم أفراد فرقته، وسلمهم هويات مزيفة بصفتهم جزءاً من فريق عمل الفيلم السينمائي المصري.

وتمكن الفريق من تخبئة ألغام ومتفجرات ومعدات غوص داخل قطع الديكور المخصصة للتصوير، وبالفعل وصل 8 ضباط مع فريق عمل الفيلم، وأثناء انشغال الأجهزة الأمنية بمراسم احتفال وتأمين رائد الفضاء الأمريكي آلان شبرد الذي وصل إلى ساحل العاج في الوقت ذاته حانت ساعة الصفر.

خلال ساعة واحدة كانت المتفجرات تحيط بالحفار، وبالفعل تمت العملية، وغادر الفريق مع الفنانين والراقصات المشاركات في التمثيل.

نجح فيلم "عماشة في الأدغال"، وكان أول فيلم تصل إيراداته إلى 1000 جنيه مصري في اليوم الواحد، لكنه لم يعد يعرض على شاشات التلفزيون، بعدما اشترى زوج الفنانة صفاء أبوالسعود صالح كامل نيجاتيف فيلم "عماشة في الأدغال" بمبلغ وصل إلى 50 ألف دولار، ومنعه تماماً من العرض، بسبب ظهور أبوالسعود فيه بمايوه من قطعتين، وكانت أول فنانة تظهر في السينما المصرية ترتدي ملابس بحر من قطعتين، ومن حينها أصبح "عماشة في الأدغال" طيّ النسيان رغم المهمة النبيلة التي نفذ من أجلها.

علامات:
تحميل المزيد