محمد البرادعي يصر على وجود “لبن العصفور”، الطيور تبيض ولا ترضع لكنها تطعم صغارها مادة تشبه اللبن بالفعل

وتنوعت ردود الفعل على التدوينة وشمل بعضها نوعاً من التهكم والسخرية باعتبار أن أغلب أنواع الطيور (عدا الخفافيش) من الثدييات ولا تعرف الرضاعة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/20 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/20 الساعة 15:01 بتوقيت غرينتش

أثار المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والسياسي المصري المقيم في النمسا محمد البرادعي الجدل على تويتر، بعدما نشر هذه التدوينة أمس

وتنوعت ردود الفعل على التدوينة وشمل بعضها نوعاً من التهكم والسخرية باعتبار أن أغلب أنواع الطيور (عدا الخفافيش) من الثدييات ولا تعرف الرضاعة.

لكن السياسي المصري الحاصل على جائزة نوبل للسلام، عاد ليؤكد ما قاله بإعادة نشر هذه التغريدة التي تحتوي على رابط لدراسة عن مادة شبيهة باللبن "a milk-like substance" أو إفرازات شبه لبنية تُفرز من أفواه بعض الطيور لتغذية صغارها.

وفي هذا الموضوع نتناول الحقائق العلمية المتعلقة بالموضوع كما هي

أولاً: الطيور تبيض ولا ترضع

تعتبر الطيور مجموعة من الفقاريَّات داخليَّة الحرارة، تتميَّز عن غيرها من الكائنات المُعاصرة باكتسائها بِالريش، وامتلاكها منقاراً عديم الأسنان، وبِوضعها بُيوضاً ذات قشرة خارجيَّة سميكة.

لكن هناك استثناءً لذلك، وهو الثدييات الطائرة

فبعض الثدييات هي من الخفافيش أو الثعالب الطائرة ـ980 نوعاً تقريباًـ وليست هذه الأنواع فقط القادرة على فعل ذلك فهناك عدة أنواع مثل السنجاب الطائر والغاليوبيتيك.مع العلم أنها لا تمتلك أجنحة بل أغشية جلدية تربط بين أصابعها.

وتتميز "الثدييات" بما فيها الخفافيش بأنها ذات أثداء، وجلدها (مع بعض الاستثناءات) مغطى بالوبر، وهي ولود تتكاثر بالولادة، وهذا يعني أن صغارها تكبر في أحشائها وتولد شبه كاملة.

أي أن الطيور ليست من الثدييات

والإناث من الثدييات تملك كلها غدداً ثديية تعطي الحليب، المادة الغنية بالعناصر المغذية والسهلة الهضم، وبالحليب يتغذى صغار الثدييات. وتجتمع الغدد الثديية عند كل الأجناس لتؤلف أعضاء مميزة لهذه الحيوانات.

لكن ذلك الاستثناء لا ينفي حقيقة أن الطيور تبيض ولا ترضع صغارها، ومع ذلك تبقى هناك حقائق علمية أخرى يجب أخذها في الاعتبار.

لكن هناك حقيقة أخرى

حليب الحوصلة أو لبن العصفور

لبن العصفور هو إفرازات شبه لبنية تُفرز من أفواه بعض الطيور لتغذية صغارها وتحدث عملية التغذية عند الطيور مثل الحمام وطائر النحام.

لكن حليب الحوصلة أو لبن العصفور ليس لبناً، بل هو إفراز أو فتات شبه صلب يشبه الجبن الأصفر الباهت، لكنه مغذ لصغار الطيور وغني بالبروتين والدسم أكثر بكثير من حليب البقر.

ويحتوي "لبن العصفور" على مضادات الأكسدة وعوامل تعزيز المناعة والأجسام المضادة، لكنه لا يشبه حليب الثدييات المستحلب بل يتكون من خلايا غنية بالمغذيات تتكاثر وتنفصل عن بطانة الحويصل.

وبخلاف الثدييات التي ترضع إناثها الحليب للصغار، يتشارك ذكور وإناث الحمام إنتاج "لبن العصفور" .

إذن، ماذا قصد البرادعي بتوضيحه؟

قام السياسي المصري المقيم بفيينا بإعادة نشر توضيح للبن العصفور

تقول الدراسة التي نشرها موقع sciencealert وأعاد نشرها البرادعي أن حليب الثدييات، يحتوي على مضادات الأكسدة وبروتينات تعزيز المناعة الهامة لنمو وتطور الشباب.

"إن إنتاج الحليب لإطعام الأطفال هو عادة مجال الثدييات، بما في ذلك البشر. ومع ذلك، فإن الحمام هو واحد من ثلاثة أنواع فقط من الطيور (الأخرى هي طيور الفلامنغو وطيور البطريق الإمبراطور) لإنتاج مادة تشبه الحليب لإطعام صغارها، أوضح الدكتور تامثين كراولي.

ينتج كل من الحمام الإناث والذكور مادة غنية بالمغذيات في محصولها لإطعام صغارها. وقد تم تشبيه هذه المادة بالرضاعة في الثدييات ويشار إليها باسم "حليب". وهذا "الحليب" ضروري لنمو وتطور صغار الحمام، وبدون ذلك فإنها تفشل في النمو

"عادة ما تستخدم محاصيل الطيور لتخزين الطعام. ومع ذلك، في الحمامة يتغير المحصول قبل "الإرضاع" استجابة للهرمونات ويعود إلى حالته "غير المرضعة" في نهاية فترة الرضاعة ، يشبه قليلاً الغدة الثديية " أوضحت الباحثة غيليسبي.

"خلال الرضاعة "، يتم إنشاء مادة تشبه اللبن الرائب من الخلايا المليئة بالدهون التي تبطن المحصول وتتجانس لإطعام الفراخ. يحتوي هذا "الحليب" على البروتين والدهون والمعادن والأجسام المضادة لتوفير التغذية للصغار".

كيف ينتج "لبن العصفور"؟

لا يعرف الكثير عن حليب الحويصلة، لكننا نعرف أن "الطيور تختلف عن الحيوانات الأخرى في أنها لا تحتوي على غدد عرقية ، ولكن لديها القدرة على تراكم الدهون في خلايا الجلد الخارجية (الخلايا الكيراتينية) التي تعمل مثل الغدد العرقية. ووجد العلماء أن تطور "لبن العصفور" يبدو أنه تطور من قدرة خلايا الجلد الخارجية هذه على تراكم الدهون.

"إن الطريقة التي يتم بها إنتاج" حليب "هي مثال مثير للاهتمام لتطور نظام له أوجه التشابه مع الرضاعة الثديية.

حول "حليب الحويصلة"

https://abunawaf.com/wp-content/uploads/2016/02/%D8%AD%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%85%D8%A9.jpg

عادة ما تستخدم الحويصلة في معظم أنواع الطيور كمنطقة لتخزين الطعام. وهي تقع بين المريء وأعلى معدة طائر حيث يتم ترطيب الطعام قبل مزيد من الهضم من خلال الجهاز الهضمي.

الحمامة هي واحد من ثلاثة أنواع من الطيور فقط (الأنواع الأخرى هي طيور الفلامنغو وطيور البطريق الإمبراطور) التي يمكنها إنتاج "الحليب" لإطعام صغارها.

في الحمام، يبدأ إنتاج الحليب في محصول الطيور الأم قبل يومين من تفريخ البيض.

وخلال "الإرضاع" ، يتم صناعة مادة تشبه اللبن الرائب من الخلايا المليئة بالدهون التي تبطن المحصول وتتجانس لإطعام الفراخ. يتكون هذا "الحليب" من البروتين (حوالي 60٪) ، والدهون (بنسبة تصل إلى 36٪) ، وكمية صغيرة من الكربوهيدرات (تصل إلى 3٪) ، ومجموعة من المعادن والأجسام المضادة.


واقرأ أيضاً..

يعيش الفلامنغو فترة أطول من بعض البشر لكنه لم ينجب جيلاً جديداً منذ 15 عاماً.. والآن حدث لأول مرة بفضل "حر الصيف"

البرادعي يغرّد عن "فتية الكهف".. ويسأل سؤالاً صادماً!