في ذكرى رحيلها الـ23.. أشهر نظريات المؤامرة حول مقتل “أميرة القلوب” ديانا

كيف فارقت الأميرة ديانا الحياة؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/08/31 الساعة 15:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/31 الساعة 15:57 بتوقيت غرينتش
ذكرى رحيل "أميرة القلوب" ديانا. هل كان موتها حادثاً عرضياً أم اغتيالاً مدبراً؟

بعد منتصف ليل يوم 31 أغسطس/آب 1997، اصطدمت سيارة مرسيدس كانت تقل الأميرة ديانا بحاجز إسمنتي لنفق في العاصمة الفرنسية باريس. كانت أميرة ويلز قد طلقت رسمياً الأمير تشارلز ولي عهد إنجلترا قبل عام واحد فقط، ومنذ ذلك الحين طاردها المصورون، خاصة أثناء زيارتها لباريس مع صديقها "دودي" فايد الذي ينحدر من عائلة مصرية ثرية.

مثّل موت الأميرة الثلاثينية في حادث السيارة الشهير صدمة كبيرة لشعب بريطانيا والعالم؛ فهي "ملكة القلوب" التي عرفت بحبها لفعل الخير وقربها من الشعب.

بعيداً عن الصدمة التي عاشها العالم لأشهر بعد رحيل ديانا المأساوي، شكك كثيرون بأن حادث السيارة الذي أودى بحياتها وحياة الفايد لم يكن مجرد حادث عرضي، بل كان جريمة اغتيال مدبرة. لكن قبل استعراض أبرز نظريات المؤامرة حول موت "أميرة القلوب"، دعونا نتعرّف عليها وعلى قصّتها مع العائلة المالكة.

من هي ديانا سبنسر 

ولدت ديانا فرانسيس عام 1961 لعائلة سبنسر الإنجليزية النبيلة التي تعود لأصول ملكية تلقب بالشرفاء‏. كانت المولودة الرابعة والابنة الثالثة لجون سبنسر الإيرل الثامن والشريفة فرانسيس شاند كايد. بعد أن ورث والدها لقب إيرل سبنسر، حصلت ديانا على لقب "الليدي" أي السيدة سنة 1975.

انضمت ديانا سبنسر إلى العائلة المالكة في 29 يوليو/تموز 1981، عندما تزوجت من الأمير تشارلز، ابن الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب، في كاتدرائية القديس بولس. كانت قد بلغت العشرين من عمرها للتو. في العام 1982، أنجبت الأميرة ديانا ابنها ويليام وبعد ذلك بعامين أنجبت هاري.

مشاكلها مع العائلة الحاكمة وانفصالها عن الأمير تشارلز

انتهجت أميرة ويلز طريقاً لم ترض عنه العائلة المالكة، فقد قررت أن تكون أميرة في قلوب شعبها وليس أميرة على العرش. فقد اشتهرت الأميرة ديانا بعملها الخيري، والذي تضمن مساعدة المصابين بالإيدز وإزالة الألغام الأرضية. كانت محبوبة من قبل الشعب لقربها منهم وتواجدها بينهم حتى في الأماكن العام والمتاجر وتعاطفها الظاهر معهم. كان توني بلير، رئيس الوزراء آنذاك، أول من أشار إليها على أنها "أميرة الشعب" واستمر اللقب حتى اليوم.

في هذه الأثناء، تباعد أمير وأميرة ويلز تدريجياً – وبشكل علني للغاية – عن بعضهما البعض. ادعت الأميرة ديانا أن ذلك يرجع جزئياً إلى علاقة الأمير تشارلز السرية بزوجته الحالية كاميلا باركر بولز. وانفصل أمير وأميرة ويلز رسمياً في العام 1996.

في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC في عام 1995، كشفت أميرة ويلز صراحة عن صراعاتها الشخصية مع الاكتئاب والعائلة المالكة، مما جعلها محبوبة أكثر لدى الشعب. وأشارت لخلافها مع العائلة المالكة التي لا تتفق مع ديانا في طريقة حياتها ومنهجها كأميرة وكيف شككوا بقدراتها ومؤهلاتها للحكم.

مقتل الأميرة ديانا

خلال صيف عام 1997، تعرفت ديانا على عماد الدين الفايد الملقب بـ"دودي" وأصبح الاثنان على علاقة عاطفية. زعمت الصحف الشعبية أن العائلة المالكة لا توافق على العلاقة واعتبرتها علاقة عابرة للتسلية. لكن في اليوم السابق لوفاة الأميرة ديانا في حادث سيارة، اشترى فايد لها خاتم خطوبة ليتقدم لها رسمياً، بحسب ما جاء في صحيفة The Guardian البريطانية الشهيرة. وكثرت الإشاعات عن خطوبتهما القريبة وحمل ديانا من "دودي" الذي يدين بالإسلام.

في 30 أغسطس/آب 1997، قرب منتصف الليل، خرجت ديانا و"دودي" من فندق ريتز كارلتون في باريس من الجهة الخلفية لتجنب المصورين المنتظرين في الخارج. كان في السيارة في رفقة ديانا و"دودي" الحارس الشخصي للأميرة ديانا تريفور ريس جونز، وسائقهما هنري بول.

ومع ذلك، سرعان ما شاهد المصورون سيارة المرسيدس التي تقل ديانا و"دودي". أسرع السائق محاولاً الهرب من المصورين الذين حاولوا اللحاق بهم على دراجاتهم النارية.

قاد السائق هنري بول المصورين في مطاردة عالية السرعة، تجاوز فيها ضعف حد السرعة القانوني. في الساعة 12:19 صباحاً، فقد السائق السيطرة على سيارة المرسيدس واصطدم بأحد أعمدة نفق "بونت دي ألما" بجوار نهر السين.

توفي بول والفايد على الفور، لكن الأميرة ديانا نجت من الحادث وتم نقلها إلى مستشفى Pitié-Salpêtrière القريب. ثم خضعت لعملية جراحية لمدة ساعتين لم تنج منها. تم إعلان وفاتها في الساعة 4 صباحاً في 31 أغسطس/آب 1997. أما الحارس الشخصي فقد توضح أنه قد ربط حزام الأمان ونجا من الحادثة.

 اختصاصي الطب الشرعي د. ريتشارد شيبارد قال لاحقاً إن تمزق رئة ديانا تسبب في وفاتها في النهاية وأنها لو كانت تربط حزام الأمان لكان احتمال نجاتها أكبر بكثير، بحسب ما جاء في موقع All That Is Interesting.

نظريات المؤامرة حول موت ديانا

حتى هذا اليوم تكثر نظريات المؤامرة حول الحادث. في حين أن النظريات مختلفة، فإن النظريات تشترك في نقطة واحدة: لم يكن موت ديانا مجرد حادث، بل كانت عملية قتلٍ مخططٍ لها. دعونا نستعرض أبرز هذه النظريات:

ديانا كانت حاملاً

بحسب رجل الأعمال المصري الشهير محمد الفايد، والد "دودي"، حمل ديانا كان سبب قتلها. الفايد قال إن العائلة المالكة "لا يمكنها قبول أن يكون المصري المسلم في نهاية المطاف زوج الأم لملك بريطانيا المستقبلي".

تم تداول إشاعة الحمل المحتمل حتى قبل وفاة ديانا. خلال عطلة في فرنسا قبل أسابيع قليلة، تكهنت بعض الصحف بأنها قد تكون حاملاً وكانت هذه التكهنات مدعومة بالتعليقات الغامضة التي قدمتها ديانا حول "مفاجأة كبيرة".

لكن لم تكن هناك أي علامة على الحمل أثناء تشريح الجثة. ووجدت اختبارات أخرى أجريت على دم ديانا أنه لا توجد أي علامة على الحمل هناك أيضاً. ولا يوجد دليل حتى على أن ديانا اشتبهت في أنها قد تكون حاملاً، بل قال العديد من الأصدقاء المقربين وغيرهم إنها كانت تستخدم وسائل منع الحمل وأنها لم تذكر حتى إمكانية أن تكون حاملاً لأصدقائها المقربين، كما ذكر موقع The Independent.

ديانا توقعت قتلها

اعتقدت ديانا أنها ستقتل من قبل العائلة والدليل هو الرسالة التي كشف عنها بول بوريل، كبير خدم ديانا ذات مرة، والذي قال إنه تم تسليمها له لحفظها.

تقول الرسالة، "أنا جالسة هنا على مكتبي اليوم في أكتوبر/تشرين الأول، أتوق إلى شخص ما يعانقني ويشجعني على الحفاظ على قوتي ورفع رأسي عالياً. هذه المرحلة بالذات في حياتي هي الأكثر خطورة. […] يخطط لـ"حادث" في سيارتي من أجل تمهيد الطريق أمام تشارلز للزواج، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.

عندما كتبت ديانا الرسالة واجهت مشاكل مع سيارتها وأعربت عن مخاوفها وتوفي حارسها الشخصي في حادث اعتقدت أنه كان مؤامرة. من الواضح أن ديانا كانت لديها مخاوف بشأن سلامتها: هذا ليس نظرية مؤامرة. لكن يبدو أنه لا يوجد ما يشير رسمياً إلى أنها ستُقتل بالفعل، حتى لو كان هناك عداء بين بعض أفراد العائلة المالكة وديانا.

المصورون تسببوا عمداً بحادث السيارة

تم إلقاء اللوم على المصورين مراراً وتكراراً في وفاة ديانا. اشتعلت القصة جزئياً لأنها عكست القلق الذي كان يلاحق ديانا طوال حياتها؛ أن الاهتمام بها في كثير من الأحيان كان يسبب لها الأذى.

هذه النظرية لها ثلاثة أشكال: الأول يدَّعي أن مجموعة المصورين طاردوا ودفعوا سيارة ديانا المرسيدس؛ حتى تتمكن من جعل الحادث يحدث، ويقول الثاني إن المصورين شجعوا بيئة يمكن أن يحدث فيها حادث، بينما يشير الادعاء الثالث إلى أن المصورين خلقوا عن طريق الخطأ موقفاً استغله المتآمرون لقتل الأشخاص في السيارة.

توصلت التحقيقات الرسمية إلى أن سيارة المرسيدس التي كانت ديانا في داخلها، يبدو أنها سارت بسرعة؛ للهروب من المصورين. لكن ذلك كان نتيجة السلوك الطبيعي للمصورين، وأنهم لم يشاركوا في أي مؤامرة إجرامية، وتم الإفراج عنهم بعد أن تم اعتقالهم على ذمة التحقيق مقابل غرامة مالية بسيطة، بحسب The Guardian.

السائق هنري بول تسبب عمداً في الحادث

كان هنري بول رئيسَ الأمن بفندق "ريتز كارلتون" في باريس، لكن منظِّري المؤامرة يعتقدون أنه كان يتقاضى أجراً من منظمة واحدة أخرى على الأقل: الأجهزة الأمنية في فرنسا أو المملكة المتحدة أو كلتيهما.

يقول الأشخاص الذين يشككون في المسار الرسمي للأحداث، إن ادعاء أن السيد بول كان مخموراً وقت وقوع الحادث لم يكن كاذباً فحسب، بل كان كذبة انتشرت في وسائل الإعلام للتستر على القتل. وكان ذلك جزئياً عن طريق مبادلة فحصه بشخص آخر، حتى تظهر النتائج الرسمية صحيحة.

هناك عدد من الأسباب التي تجعل الناس يعتقدون ذلك.

بول لم يكن يبدو عليه أنه مخمور في وقت مبكر من الليل، كما أنه كان يمتلك مالاً أكثر من المتوقع . ولكن أظهرت العديد من الاختبارات أنَّ دم السيد بول كان يحتوي على الكحول، وأن السيد بول كان يشرب بالفعل، كما جاء في صحيفة The Independent.

كانت هناك مشكلة في سيارة المرسيدس

يدَّعي منظِّرو المؤامرة أن مسار السيارة كان مسدوداً أو أنها كانت تسير بسرعة غير عادية أو أن شيئاً ما تم العبث به في السيارة، حيث إن السيارة تمت سرقتها قبل 4 أشهر من الحادث، كما جاء في موقع France24.

أفاد الناس بأن السيارة تسير بسرعة بالتأكيد في تلك الليلة، ولكن لم يكن هناك شيء غير عادي حول الطريقة التي كانت تسير بها.

لكن يبدو أن جزءاً كبيراً من الالتباس هنا ينبع من حقيقة أنه من الصعب للغاية تقدير السرعة. من المحتمل أن الشهود الذين أبلغوا عن أشياء مختلفة لم يكونوا مخطئين ولكن من الصعب للغاية معرفة مدى السرعة التي يسير بها شيء ما عندما تكون خارجه.

كانت هناك أضواء قوية وعربات غريبة على الطريق

أبلغ سائق الدراجة فرنسوا ليفستر شرطة التحقيقات أنه رأى ضوءاً شديد السطوع وقت الحادث موجَّهاً باتجاه سيارة ديانا ثم وقع الحادث، بحسب موقع CBC. لكن المشكلة تكمن في أن العديد من الأشخاص أبلغوا عن رؤيتهم أضواء مختلفة في أوقات مختلفة ومن أماكن مختلفة.

صرحت الجهات الرسمية بأنه كانت هناك أضواء كثيرة في تلك الليلة: المصورون الذين يتتبعون السيارة، وضوء المصابيح الأمامية للمركبات. لكن لا يوجد دليل على أن أياً منهم كان مقصوداً أو جزءاً من مؤامرة.

تم قتل ديانا من قِبل الطاقم الطبي

يعتقد منظِّرو المؤامرة، أن الأطباء سمحوا لديانا بالموت عن قصد، من خلال عدم إسعافها في مكان الحادث بالطريقة الصحيحة، وقيادتهم سيارة الإسعاف ببطء عن الذهاب للمشفى بحجة وضع ديانا الدقيق، وقد زعموا أنه لو تم نقلها إلى أقرب مستشفى وعولجت هناك، فربما نجت، كما جاء في موقع The Guardian.

يأتي جزء من الإيمان بهذه النظرية من حقيقة أن النهج الفرنسي لأطقم الطوارئ يختلف ببساطة عن المملكة المتحدة. في فرنسا، تركز أطقم الطوارئ على تقديم العلاج في مكان الحادث قبل نقل الشخص إلى المستشفى. أما في المملكة المتحدة، فيهتمون بالوصول إلى المستشفى عاجلاً.

مثل هذه المؤامرة تتطلب كسر أخلاقيات عدد كبير من الأطباء الخبراء ومقدمي الرعاية الآخرين ثم الكذب بشأن القيام بذلك. لذلك لم تكن مقنعة رسمياً. كما أن من المستحيل قول ما إذا كان ستوجد فرصة للنجاة أم لا إذا تم نقل ديانا إلى المستشفى. لكن في كلتا الحالتين، قال الأطباء إنه كان من المستحيل تقريباً أن تنجو من إصابتها.

تحميل المزيد