في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا بخطى واسعة، أصبحت الهواتف الذكية لا تقتصر فقط على كونها أدوات للتواصل، بل تحولت إلى مساعدين ذكيين يعتمد عليهم المستخدمون في شتى مناحي الحياة. إذ أصبحت الهواتف تدعم الذكاء الاصطناعي، هذه التقنية الثورية، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من هذه الأجهزة، مما فتح آفاقًا جديدة للتفاعل بين الإنسان والآلة.
الهواتف المزودة بالذكاء الاصطناعي ليست فقط أدوات للترفيه والتواصل، بل أصبحت شركاء في العمل والتعلم والإبداع.
يشهد السوق اليوم منافسة محتدمة بين الشركات العملاقة لتطوير هواتف تتمتع بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة، حيث تتصارع لتقديم أفضل ما لديها من تقنيات تعلم الآلة والتعرف على الصوت والصورة. من سيري إلى جوجل أسيستنت، ومن بيكسبي إلى أليكسا، كلها أسماء باتت مألوفة في عالم الهواتف الذكية.
هذه التقنيات لا تسهم فقط في تسهيل الأعمال اليومية بل تفتح الباب لمستويات جديدة من الأمان وتخصيص استخدام الأجهزة. ومع ذلك، تظل هناك تحديات واسعة ومخاوف أخلاقية ترتبط بتوسع استخدام الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية.
سنذكر في فقرات هذا التقرير أبرز الهواتف التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي وكم تبلغ تكلفة كل واحدة منها.
هواتف ايفون 14 و15 والذكاء الاصطناعي
هاتف أبل آيفون 14 برو وهواتف آيفون 15 تعتبر نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية بفضل معالجها A16 Bionic، الذي يمثل قمة التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي. يتميز هذا المعالج بقدرته على تحليل البيانات ومعالجتها بسرعات فائقة، مما يعزز من تجربة المستخدم في عدة جوانب، خاصة في التصوير الفوتوغرافي.
الكاميرا في آيفون 14 برو تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الصور، من خلال التعرف على السيناريوهات المختلفة وضبط الإعدادات بشكل آلي للحصول على أفضل صورة ممكنة.
بالإضافة إلى ذلك، يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين أداء التطبيقات من خلال تعلم سلوك المستخدم وتوقع احتياجاته، مما يجعل الجهاز أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وأسرع في الاستجابة. هذا لا يقتصر فقط على تحسين الأداء ولكن يشمل أيضًا تعزيز الأمان، حيث يمكن للهاتف التعرف على الوجه بدقة أكبر وبسرعة فائقة.
أما عن سعر الهاتف، فإن آيفون 14 برو يأتي بسعر يبدأ من حوالي 999 دولار أمريكي للنسخة الأساسية. فيما قد يصل سعر آيفون 15 برو منه إلى 1800 دولار.
هواتف سامسونج جالاكسي S23 و S24
هواتف سامسونج من سلسلة جالاكسي S23 و S24 تستمر في تعزيز مكانتها كرائدة في سوق الهواتف الذكية بفضل استخدامها لأحدث التقنيات في معالجات إكسينوس وSnapdragon. هذه المعالجات تختلف بحسب السوق الذي يتم طرح الهاتف فيه، حيث تستخدم سامسونج معالج Snapdragon في الأسواق الأمريكية وبعض الأسواق الأخرى، بينما تستخدم إكسينوس في معظم الأسواق الدولية.
كلا المعالجين يتضمنان وحدات معالجة متقدمة للذكاء الاصطناعي تسهم بشكل كبير في تحسين أداء الهاتف في مجالات عدة. على سبيل المثال، في مجال التصوير الفوتوغرافي، يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل السيناريوهات وضبط إعدادات الكاميرا تلقائيًا لتقديم أفضل جودة صورة ممكنة. يشمل ذلك التعرف على الوجوه والمشاهد، وتحسين التفاصيل في الإضاءة المنخفضة، وتعزيز الألوان بشكل يعكس الواقع بأمانة.
فيما يخص تخصيص تجربة المستخدم، يستفيد الذكاء الاصطناعي من تعلم سلوكيات المستخدم لتحسين إدارة البطارية وأداء التطبيقات. يمكن للهاتف التعرف على الأنماط اليومية للمستخدم وتعديل الإعدادات بناء على ذلك لتقديم تجربة مستخدم أكثر سلاسة وفعالية.
مع كل إصدار جديد، تسعى سامسونج إلى دمج مزيد من التحسينات التي تعزز من قدرات الذكاء الاصطناعي، مما يجعل هواتف جالاكسي S23 وS24 ليس فقط أدوات للتواصل والترفيه ولكن أيضًا شركاء ذكيين يسهلون الحياة اليومية لمستخدميهم.
هواتف تدعم الذكاء الاصطناعي.. جوجل بيكسل 7
هاتف جوجل بيكسل 7 يمثل خطوة كبيرة لشركة جوجل في توظيف التكنولوجيا المتقدمة للذكاء الاصطناعي من خلال معالج Google Tensor. هذا المعالج ليس مجرد قلب نابض للهاتف، بل هو الأساس الذي تقوم عليه كافة تقنيات الهاتف الذكية، والذي يتميز بقدرات فائقة في التعرف على الصوت والتصوير الفوتوغرافي.
في مجال التعرف على الصوت، يعمل معالج Tensor على تحسين دقة التعرف على الأوامر الصوتية والتفاعل مع المساعد الصوتي Google Assistant، مما يجعله أكثر فعالية وسرعة في الاستجابة لطلبات المستخدمين. هذا الأمر يفيد بشكل خاص في البيئات الصاخبة حيث يتم تقليل الضوضاء الخلفية بكفاءة عالية، مما يضمن أداءً ممتازًا.
في جانب التصوير الفوتوغرافي، يستفيد الذكاء الاصطناعي في معالج Tensor من تحليل الصور بشكل دقيق، مما يسمح بتحسين التفاصيل والألوان والتعرض الضوئي بشكل تلقائي. يعمل الهاتف على التعرف على المشاهد واختيار أفضل إعدادات الكاميرا لكل موقف، مما يضمن صورًا ذات جودة استثنائية حتى في الظروف الصعبة مثل الإضاءة المنخفضة أو الحركة السريعة.
هاتف جوجل بيكسل 7 يعد بالتالي ليس فقط جهازًا للاتصال أو التصفح، بل شريكًا ذكيًا يفهم احتياجات المستخدم ويقدم تجارب تفاعلية تتجاوز التوقعات. بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، يعزز الهاتف من تجربة المستخدم بطرق مبتكرة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمحبي التكنولوجيا والتصوير.
هواوي ميت 50 برو
هاتف هواوي ميت 50 برو يستمر في تأكيد مكانة هواوي كرائدة في الابتكار التكنولوجي، خصوصاً مع استخدامه لمعالج Kirin المتقدم. يعد هذا المعالج من أبرز المعالجات في السوق بفضل تكامله مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يوفر تجربة مستخدم استثنائية ومتعددة الوظائف.
أحد أبرز مميزات هذا الهاتف هي قدرته على الترجمة الفورية، حيث يمكن للمستخدمين التقاط صورة لنص بلغة أجنبية والحصول على ترجمة دقيقة في الزمن الفعلي. يتم ذلك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة في المعالج، التي تعمل على تحليل النصوص وفهم السياقات لتقديم ترجمات دقيقة وسريعة، مما يجعل هذه الميزة مثالية للمسافرين والمهنيين الذين يحتاجون إلى تجاوز حواجز اللغة بكفاءة.
في مجال التصوير الفوتوغرافي، يعمل معالج Kirin على تحسين جودة الصور من خلال تعديلات ذكية تستند إلى تحليل البيئة وظروف الإضاءة. يستطيع الهاتف التعرف على مختلف السيناريوهات، مثل الطبيعة، الأشخاص، الأطعمة، والمباني، وتطبيق إعدادات الكاميرا المثالية لكل حالة.
هذا يضمن الحصول على صور عالية الجودة، بألوان غنية وتفاصيل دقيقة، حتى في الظروف المعقدة مثل الإضاءة المنخفضة أو الأجواء المتحركة.
One plus ون بلس 11
هاتف ون بلس 11 يبرز كواحد من الهواتف الذكية الرائدة في استخدام التقنيات الحديثة، وبشكل خاص مع معالج Snapdragon المتقدم الذي يقدم أداءً استثنائيًا في مجالات متعددة، خاصةً تلك التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
معالج Snapdragon في هاتف ون بلس 11 مزود بوحدات معالجة متخصصة تعمل على تحسين تجربة الاستخدام بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي. إحدى هذه المجالات هي التعرف على الوجه، حيث تساهم القدرات المتقدمة للذكاء الاصطناعي في تسريع وتحسين دقة هذه الوظيفة، مما يعزز من مستويات الأمان والراحة للمستخدمين. الهاتف قادر على التعرف على الوجوه بسرعة وفعالية حتى في ظروف الإضاءة المختلفة.
في جانب تحسين جودة الفيديو، يعمل الذكاء الاصطناعي المدمج في المعالج على تحليل الصور وتعديل الإعدادات بشكل ديناميكي لتحقيق أفضل جودة ممكنة. هذا يشمل تعزيز التفاصيل، تحسين الألوان، وتعديل التعرض للضوء بناءً على الظروف المحيطة. النتيجة هي فيديوهات بجودة استثنائية، حتى في البيئات ذات الإضاءة المنخفضة أو المتغيرة.
هاتف شاومي 13 و 14 برو
هاتف شاومي 13و 14 برو يعتبر أحد الهواتف الذكية الرائدة من شاومي، ويمتاز بتضمينه لمعالج Snapdragon الأحدث الذي يقدم تحسينات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي. هذه التقنيات تعمل على تعزيز تجربة المستخدم في مختلف الجوانب، بما في ذلك القدرات الفوتوغرافية وسرعة معالجة البيانات.
في جانب التصوير الفوتوغرافي، يستفيد معالج Snapdragon المتقدم في شاومي 13 برو من الذكاء الاصطناعي لتحسين الصور في ظروف الإضاءة المنخفضة. هذا يشمل التعرف الذكي على السيناريوهات وضبط إعدادات الكاميرا تلقائياً لتحقيق أفضل توازن في الإضاءة والتباين.
النتيجة هي صور ذات جودة عالية حتى في الأماكن ذات الإضاءة الضعيفة، حيث يتم تقليل الضوضاء وتحسين التفاصيل والألوان.
أما فيما يخص سرعة معالجة البيانات، فإن الذكاء الاصطناعي في المعالج يمكنه تحليل البيانات بكفاءة عالية، مما يسمح بأداء سريع وسلس للتطبيقات والألعاب. هذا يعني أن المستخدم يمكنه الاستمتاع بتجربة استخدام متميزة، بدون تأخير أو تباطؤ، حتى أثناء تشغيل المهام الثقيلة.
أوبو فايند X6 برو
هاتف أوبو فايند X6 برو يمثل أحدث إصدارات شركة أوبو في السوق، مزودًا بمعالج Snapdragon الذي يعزز من قدرات الهاتف، خصوصًا في مجال معالجة الصور وتقديم تجربة مستخدم مخصصة عبر استخدام الذكاء الاصطناعي.
من حيث معالجة الصور، يستفيد أوبو فايند X6 برو من الذكاء الاصطناعي لتعزيز جودة الصور، خاصة في ظروف الإضاءة المختلفة. يقوم الهاتف بتحليل البيئات المحيطة وضبط إعدادات الكاميرا تلقائيًا لتحسين الصورة، سواء كان ذلك عبر زيادة الوضوح، تعديل الألوان، أو تحسين التفاصيل. هذا الذكاء الاصطناعي يسمح بتقديم صور ذات جودة استثنائية حتى في الظروف الصعبة مثل الإضاءة الضعيفة أو المشاهد سريعة الحركة.
فيما يتعلق بتخصيص تجربة المستخدم، يستخدم أوبو فايند X6 برو الذكاء الاصطناعي لتعلم تفضيلات المستخدم وسلوكياته. هذا يشمل تحسين إدارة البطارية بناءً على الاستخدام اليومي، توفير اقتراحات تطبيقات وخدمات بناءً على النشاط السابق، وحتى تعديل إعدادات النظام لتوفير أفضل أداء ممكن. هذه التخصيصات تجعل الهاتف يبدو أكثر "ذكاءً"، حيث يتكيف مع احتياجات المستخدم لتوفير تجربة مستخدم سلسة وشخصية.
أوبو فايند X6 برو، بفضل هذه القدرات، يقدم لمستخدميه ليس فقط تكنولوجيا متقدمة ولكن تجربة استخدام غامرة ومتجاوبة تتفاعل مع تفضيلاتهم واحتياجاتهم الفريدة، مما يجعله خيارًا ممتازًا لمن يبحثون عن هاتف ذكي يمكن أن يتجاوز مجرد الوظائف الأساسية.