شركة تقنية تابعة لجوجل تسحب استثماراتها من إسرائيل.. بعد اسهامات في تطوير تقنيات بالذكاء الاصطناعي

عربي بوست
تم النشر: 2024/07/01 الساعة 10:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/07/01 الساعة 10:46 بتوقيت غرينتش
شركة تقنية تابعة لجوجل تسحب استثماراتها من إسرائيل / Shutterstock

أعلنت شركة Verily للصحة والبيانات، وهي إحدى الشركات التابعة لعملاق التكنولوجيا جوجل، عن إغلاق مركزها للبحث والتطوير في إسرائيل، بعد ثلاث سنوات من تأسيسه.

توقعات تشير إلى أن موظفي Verily في إسرائيل سيغادرون البلاد بنهاية الربع الثالث من عام 2024، وذلك في إطار الإغلاق الكامل للعمليات. يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه الشركة تحديات كبيرة وإعادة تقييم لاستراتيجياتها العالمية، وخصوصًا في مجال البحث والتطوير الذي يتطلب استثمارات ضخمة وإدارة دقيقة.

يبقى مراقبو الصناعة والخبراء في انتظار توضيحات إضافية من Verily بشأن الأسباب الدقيقة وراء هذا القرار المفاجئ، وكيفية تأثيره على خطط الشركة المستقبلية وعلى المشهد التكنولوجي في إسرائيل، الذي كان يُعد حتى الآن نقطة جذب للابتكار والاستثمار في مجالات التكنولوجيا الحيوية والصحية.

ما هي شركة Verily؟ 

في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم، برزت Verily Life Sciences LLC، والمعروفة اختصارًا بـ Verily، كرائدة في مجال الأبحاث العلمية المتعلقة بالعلوم الحياتية. تأسست الشركة في الأصل كقسم ضمن Google X، الذراع البحثي لشركة جوجل، قبل أن تعلن في 10 أغسطس/آب 2015 عن استقلاليتها كشركة فرعية تحت مظلة Alphabet Inc.، الشركة الأم لجوجل. هذا الانفصال والتحول جاء بإعلان من سيرجي برين، مما مهد الطريق لمستقبل جديد ملؤه الاستقلالية والتخصص.

بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول 2015، أكملت الشركة عملية إعادة هيكلتها، مما سمح لها بتعزيز تركيزها على الأبحاث المتقدمة في مجالات متعددة مثل الطب الحيوي، تحليل البيانات الصحية، وتطوير الأدوات الطبية المبتكرة. تميزت Verily بسعيها المستمر لاستخدام التكنولوجيا المتطورة لتحسين جودة الحياة، وتقديم حلول علمية تساهم في مواجهة التحديات الصحية العالمية.

<strong>ما هي شركة Verily؟ / shutterstock </strong>
ما هي شركة Verily؟ / shutterstock

في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2015، أُعيد تسمية Google Life Sciences إلى Verily، في خطوة تؤكد على التزام الشركة بخلق هوية مميزة تعكس طموحاتها وتوجهاتها العلمية المتخصصة. تستمر Verily في التأثير في القطاع الصحي من خلال مشاريعها الريادية وشراكاتها الاستراتيجية التي توسع أفق الابتكار في مجال العلوم الحياتية، مواصلةً رحلتها نحو المستقبل بثقة وريادة.

شركة Verily من التوسع إلى الإغلاق 

في مسار تطورها وتوسيع نطاقها، قامت شركة Verily Life Sciences بعدة خطوات استراتيجية أثرت بشكل مباشر على توجهاتها وهيكلتها. في 9 سبتمبر/ أيلول 2014، استحوذت الشركة على Lift Labs، الشركة المصنعة لأجهزة Liftware، وهي أدوات مساعدة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الحركة.

أما في يناير/ كانون الثاني 2019، تمكنت Verily من جمع تمويل بقيمة مليار دولار، مما يعكس الثقة الكبيرة في قدراتها البحثية والتطويرية.

بحلول نهاية عام 2019، باعت Verily حصتها في المشروع المشترك للجراحة المساعدة بالروبوتات Verb Surgical إلى شريك التطوير Johnson & Johnson. وفي أغسطس/آب 2020، دخلت الشركة إلى سوق التأمين من خلال إطلاق Coefficient Insurance Company، وهي شركة فرعية مدعومة من وحدة التأمين التجاري في مجموعة Swiss Re.

<strong>شركة Verily من التوسع إلى الإغلاق  / shutterdtock </strong>
شركة Verily من التوسع إلى الإغلاق  / shutterdtock

أما في سبتمبر/ أيلول 2022، أعلنت Verily عن تنحي الرئيس التنفيذي طويل الأمد، أندي كونراد، الذي خلفه ستيفن جيليت في يناير/ كانون الثاني 2023. فيما سُرِّحَ خمسة عشر بالمئة من عمال Verily خلال نفس الشهر كجزء من إعادة هيكلة أوسع نطاقاً برعاية الشركة الأم Alphabet.

ووفقًا لتقارير صدرت في أغسطس 2023، فإن جيليت أخبر الموظفين بأن الشركة ستتوقف عن الاعتماد على Alphabet في مجموعة واسعة من الخدمات الشركاتية، مما يشير إلى إمكانية تحول Verily إلى شركة مستقلة.

وفي يونيو/ حزيران 2024، قررت Verily إغلاق عملياتها في إسرائيل، بعد ثلاث سنوات من افتتاح مركز للبحث والتطوير في البلاد. يُتوقع أن يغادر موظفو الشركة في إسرائيل بحلول الربع الثالث من عام 2024. وقد أشارت الشركة إلى أن هذا القرار جاء كجزء من جهود لإعادة التركيز على المنتجات والمشاريع الأساسية.

سبب اغلاق فرعها في إسرائيل 

أعلنت شركة Verily، المتخصصة في مجال تكنولوجيا الصحة والبيانات، عن إغلاق مركز البحث والتطوير الخاص بها في إسرائيل، والذي يقع في حيفا وتل أبيب. هذا القرار، الذي جاء بعد مراجعة دقيقة لاحتياجات العمل، يأتي كجزء من خطة الشركة لتبسيط عملياتها العالمية والتركيز على المنتجات والمشاريع الأساسية، حسبما أفاد متحدث باسم الشركة.

وفي توضيح للظروف المحيطة بالقرار، أكد المتحدث أن الأحداث الجارية، مثل النزاعات العسكرية، لم تؤثر على هذا القرار، مشيراً إلى أن إغلاق المركز لا يرتبط بالوضع السياسي أو الأمني في المنطقة. منذ افتتاحه في عام 2021، كان المركز يعمل على تعزيز التعاون مع المستشفيات والمنظمات الصحية المحلية، وساهم الفريق في إسرائيل بتطورات مهمة، خاصة في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي على المشكلات الطبية الحيوية.

<strong>شركة جوجل الشركية الرئيسة لفيريلي / shutterstock</strong>
شركة جوجل الشركية الرئيسة لفيريلي / shutterstock

وفقًا للمتحدث، من المتوقع أن يغادر الفريق الحالي في إسرائيل الشركة بحلول نهاية الربع الثالث من عام 2024، وستستمر الأبحاث والابتكارات التي بدأت هناك في مواقع الشركة الأخرى بالولايات المتحدة. هذا الإغلاق يأتي في إطار خطة أوسع لخفض التكاليف داخل Verily وشركتها الأم Alphabet، التي قامت بدورها بتسريح 12000 موظف في العام الماضي، بالإضافة إلى 1000 آخرين في يناير الماضي، بعد فشل الشركة في تحقيق توقعات الإيرادات لعام 2023.

جوجل وفصل 28 موظف بسبب الاحتجاج ضد اسرائيل 

أقدمت شركة "جوجل"، التابعة لمجموعة "ألفابت"، على إنهاء خدمة 28 من موظفيها في العام 2024، على خلفية مشاركتهم في احتجاجات ضد عقد أبرمته الشركة مع الحكومة الإسرائيلية. وفقًا للشركة، تمثلت مشاركة بعض الموظفين المحتجين في دخولهم إلى مقرات الشركة وتعطيل العمل فيها، مما دفع الشركة لإجراء تحقيقات فردية أدت إلى إنهاء خدماتهم.

في بيان نشر على موقع "ميديام"، وصف موظفون في جوجل منتسبون إلى حملة "لا تكنولوجيا للفصل العنصري" فصل الزملاء بأنه انتقام صارخ من الشركة. وأشاروا إلى أن بعض الأشخاص الذين لم يشاركوا بشكل مباشر في الاحتجاجات التي وقعت يوم الثلاثاء، تم فصلهم أيضًا. وأكد البيان أن العمال لديهم الحق في الاحتجاج السلمي على شروط وأحكام العمل.

<strong>جوجل وفصل 28 موظف بسبب الاحتجاج ضد اسرائيل / Shutterstock </strong>
جوجل وفصل 28 موظف بسبب الاحتجاج ضد اسرائيل / Shutterstock

الاحتجاج الذي تم الإشارة إليه، كان ضد مشروع نيمبوس، وهو عقد بقيمة 1.2 مليار دولار تم منحه لجوجل وأمازون في عام 2021 لتزويد الحكومة الإسرائيلية بالخدمات السحابية. وتزعم الحملة الاحتجاجية أن هذا المشروع يدعم تطوير الأدوات العسكرية للحكومة الإسرائيلية.

بالإضافة إلى ذلك، شهد الثلاثاء الماضي اعتقال عدد من موظفي شركة جوجل بعد تنظيم اعتصام استمر لأكثر من 8 ساعات في مكتب توماس كوريان، الرئيس التنفيذي للشركة في كاليفورنيا، احتجاجًا على العلاقات المستمرة بين الشركة وإسرائيل. وقد تمت أيضًا تنظيم احتجاجات مماثلة في مكاتب جوجل في سياتل ونيويورك.

وتأتي هذه الأحداث في أعقاب تعميق جوجل لشراكتها مع الجيش الإسرائيلي، حيث وقعت اتفاقية جديدة بقيمة مليون دولار قبل نحو شهر. وفي السنوات السابقة، نجح الموظفون في دفع الشركة لتأجيل عقد مع الجيش الأمريكي، وهو مشروع مافن، الذي كان يهدف إلى تحليل الصور الملتقطة بالطائرات المسيرة مع قابلية استخدامها في الحرب.

صفقة جوجل مع وزارة الدفاع الإسرائيلية 

كشف مؤخرًا عن أن شركة جوجل تقدم خدماتها السحابية لوزارة الدفاع الإسرائيلية. تشير الوثيقة، التي حصلت عليها مجلة تايم، إلى أن الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا كانت تتفاوض لتعميق شراكتها خلال الحرب الأخيرة في غزة.

حسب الوثيقة المكتشفة، فإن وزارة الدفاع الإسرائيلية لديها ما يعرف بـ"منطقة هبوط" خاصة في خدمة جوجل السحابية. هذه المنطقة تمكن الوزارة من تخزين البيانات ومعالجتها، والوصول إلى خدمات الذكاء الاصطناعي. في السياق ذاته، طلبت الوزارة استشارات من جوجل لتوسيع وصولها إلى الخدمات السحابية، مما يسمح لـ"وحدات متعددة" بالوصول إلى تقنيات الأتمتة.

تفاصيل العقد والمدفوعات

مسودة العقد، التي تم تحديد تاريخها في 27 مارس/آذار 2024، تبين أن جوجل تقدم فواتير لوزارة الدفاع الإسرائيلية تزيد عن مليون دولار مقابل هذه الخدمات الاستشارية. وعلى الرغم من عدم توقيع جوجل أو الوزارة على العقد بعد، فإن تعليقاً من أحد موظفي جوجل بتاريخ 27 مارس/آذار أشار إلى أن العقد لا يزال قيد التنفيذ ويعتبر جزءًا من مشروع "نيمبوس".

<strong>صفقة جوجل مع وزارة الدفاع الإسرائيلية  / shutterstock</strong>
صفقة جوجل مع وزارة الدفاع الإسرائيلية  / shutterstock

الجدل حول نيمبوس Nimbus

مشروع نيمبوس Nimbus هو اتفاق بقيمة 1.2 مليار دولار يعني بالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي بين الحكومة الإسرائيلية وشركتي جوجل وأمازون. الجدل يحيط بهذا المشروع لأن التقارير الإسرائيلية السابقة أشارت إلى أن العقد لا يسمح بتوفير التكنولوجيا للجهات العسكرية.

استخدامات عسكرية محتملة وردود فعل جوجل

وصفت جوجل مؤخرًا عملها لصالح الحكومة الإسرائيلية بأنه لأغراض مدنية بشكل كبير، مؤكدة على أن عقد نيمبوس مخصص للوزارات المدنية مثل المالية والرعاية الصحية. ومع ذلك، تزعم التقارير الإسرائيلية الحديثة أن الجيش الإسرائيلي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف في غزة، ما يشير إلى استخدام محتمل للبنية التحتية السحابية في التطبيقات العسكرية.

تحميل المزيد