أواخر شهر يناير/كانون الأول الماضي، قام إيلون ماسك، الملياردير ورائد الأعمال، بخطوة جريئة عندما أتاح لشركته الناشئة "نيورالينك" الفرصة لأول إنسان يتعامل مع تكنولوجيا واجهة دماغية حاسوبية.
تمت هذه الخطوة من خلال زرع شريحة صغيرة تحت جمجمة المريض المجهول، وذلك لربط الشعيرات الدقيقة بين هذه الشريحة والدماغ، الهدف الرئيسي لهذا الإجراء هو تمكين الشريحة الإلكترونية المزروعة من استقبال التعليمات عبر الأفكار وحدها، وهو ما يشكل تحدياً هائلاً في مجال التكنولوجيا الطبية وعلوم الدماغ.
تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من التجارب والبحوث التي أجرتها نيورالينك على الحيوانات والتي أثارت الكثير من الجدل. تُعَد الشريحة، أو ما يُعرَف بـ "واجهة الدماغ الحاسوبية" من أبرز الابتكارات التي تم تطويرها من قبل هذه الشركة منذ عام 2016، وهي تهدف إلى تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية أو التواصلية.
من جهة أخرى، يعتبر إيلون ماسك شخصية مثيرة للاهتمام، حيث قاد شركات ناجحة مثل تسلا للسيارات الكهربائية وسبيس إكس للصواريخ وتويتر X حالياً، وقد أطلق العديد من الادعاءات الجريئة حول تكنولوجيا الواجهة الدماغية في الماضي.
الجدير بالذكر أن نجاح هذا المشروع يتطلب تقييماً دقيقاً على المدى الطويل، وهذا ما يُؤكده آن فانهوستنبرغ، أستاذة الأجهزة الطبية القابلة للزرع في كلية كينغز في لندن. فالتحديات التي تواجه هذه التكنولوجيا تبقى كبيرة وتحتاج إلى الكثير من البحث والتطوير.
فيما يلي تسعة طرق يمكن أن تؤثر بها واجهة الدماغ الحاسوبية التي تطورها نيورالينك على حياة المرضى وعلى عالمنا بشكل عام، إذا تم تحقيق الأهداف التي وضعها إيلون ماسك:
الشريحة الإلكترونية المزروعة والتحكم بلوحة المفاتيح
في ظل سباق التكنولوجيا نحو المستقبل حيث تمتزج حدود الإنسان والآلة، تقدم شركة نيورالينك، بقيادة الرائد التكنولوجي إيلون ماسك، خطوات جبارة نحو تحقيق هذه الرؤية. معلومات قليلة فقط تكشفت حول هوية المشارك الأول في التجارب السريرية لنيورالينك، التي استهدفت بشكل خاص الأفراد المعانين من الشلل الرباعي نتيجة لإصابات بالعمود الفقري أو الأمراض العصبية الحركية المتقدمة، في دعوة مفتوحة للمشاركة في هذه التجربة الرائدة.
الكشف الأخير من ماسك في 30 يناير/كانون الثاني 2024 يعد بثورة تكنولوجية؛ إذ أعلن عن الإطلاق القادم لمنتج "Telepathy"، الذي يمهد الطريق لعصر جديد من التفاعل التكنولوجي، حيث يمكن التحكم بالهواتف الذكية والحواسيب الشخصية، بل وأي جهاز تقريباً، عبر قوة الفكر وحدها. هذا الابتكار لا يستهدف فقط تسهيل الحياة اليومية، بل يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص الذين فقدوا القدرة على استخدام أطرافهم، مما يعد بتحسين كبير في جودة حياتهم.
تاريخ الجهود لربط الدماغ بالآلة يعود إلى التسعينات، حين بدأ العلماء بزراعة الأقطاب الكهربائية في الدماغ البشري. ومع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي، شهدنا تقلص حجم رقائق الكمبيوتر لأبعاد مجهرية، وتطور برامج الذكاء الاصطناعي التي سهلت تفسير الإشارات العصبية بدقة متناهية. هذه التطورات ليست مجرد إنجازات علمية، بل تعكس تحولاً جذرياً في كيفية تفاعل الإنسان مع الآلة، وتعد بإحداث ثورة في الطب التكنولوجي والتواصل البشري.
من خلال الجمع بين التقدم في تكنولوجيا الرقائق وبرمجيات الذكاء الاصطناعي، تقود نيورالينك الطريق نحو تحقيق رؤية المستقبل؛ حيث يمكن للتفكير وحده أن يكون وسيلة للتواصل والتحكم في العالم المادي، مما يعد بفتح عالم من الإمكانيات للتحسين البشري والتكامل بين الإنسان والآلة.
للحصول على معلومات دقيقة ومفصلة حول تطورات شركة نيورالينك وتجاربها السريرية، يُنصح بمتابعة الإعلانات الرسمية من الشركة والمقابلات مع إيلون ماسك، إلى جانب الأبحاث العلمية المنشورة في المجلات المتخصصة في مجال تكنولوجيا الأعصاب والذكاء الاصطناعي.
إمكانية استعادة الرؤية عند المكفوفين
حسب صحيفة Telegraph البريطانية، هناك تطور مذهل يبشر بثورة في مجال الطب التكنولوجي، كشف إيلون ماسك، العقل المدبر وراء شركة نيورالينك والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، عن ابتكار جديد يحمل وعداً كبيراً للأشخاص الذين يعانون من ضعف الرؤية. في إعلان مثير للإعجاب يوم الثلاثاء، أطلق ماسك على هذه التقنية اسم "BlindSight" أو "رؤية العميان"، مشيراً إلى قدرتها على توفير "رؤية مباشرة إلى الدماغ" للأشخاص الذين فقدوا بصرهم. عبر تحفيز القشرة البصرية في الدماغ، تعمل الشريحة الإلكترونية المزروعة على إنشاء صورة ذهنية للبيئة المحيطة، مما يفتح آفاقاً جديدة لاستعادة الرؤية.
هذا الإعلان ليس الأول من نوعه في مجال السعي لتعزيز الإدراك البشري عبر التكنولوجيا؛ فقد سبق أن حققت تجارب أخرى نجاحات ملموسة. على سبيل المثال، في العام 2021، أحرز باحثون من جامعة ميغيل هيرنانديز بمدينة أليكانتي الإسبانية تقدماً كبيراً في هذا المجال.
في دراسة رائدة، تمكن العلماء من ربط شريحة بالقشرة البصرية لبيرنا غوميز، معلمة متقاعدة، التي تم توصيلها بعد ذلك بنظارات مزودة بكاميرا فيديو. النتيجة كانت مذهلة؛ إذ استطاعت غوميز تمييز عدة حروف أبجدية والمشاركة في لعبة بسيطة، مما يدل على الإمكانيات الهائلة لهذه التكنولوجيا في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية.
مثل هذه التطورات تشير إلى فجر جديد في مجال الربط بين الدماغ والآلة، حيث تتجاوز الأبحاث الحالية مجرد النظرية لتصبح تطبيقات عملية تعيد تعريف الإمكانيات البشرية. "BlindSight" والتجارب المماثلة تفتح باب الأمل ليس فقط للمعانين من ضعف البصر ولكن أيضاً للعديد من الحالات الطبية الأخرى التي كانت تُعتبر حتى وقت قريب خارج نطاق العلاج.
بينما يستمر العلماء والمهندسون في دفع حدود ما هو ممكن تكنولوجياً، يبقى السؤال المهم حول الأخلاقيات والتأثيرات طويلة الأمد لهذه التكنولوجيات على الحياة البشرية. ومع ذلك، لا يمكن إنكار الإمكانات الهائلة التي تقدمها التقنيات مثل "BlindSight" لتحسين نوعية الحياة واستعادة الوظائف الحيوية للأشخاص حول العالم.
التحكم في الشاشة
شركة ساينكرون، الناشئة الأسترالية، تقدم نفسها كمنافس رئيسي في مجال تكنولوجيا واجهة الدماغ الحاسوبية، مقدمة بديلاً مبتكراً لمقاربة نيورالينك التي تقودها الشخصية التكنولوجية الشهيرة، إيلون ماسك. في تحول مثير للانتباه، ساينكرون تسلك طريقاً مختلفاً عبر تطوير دعامات تشبه تلك المستخدمة في الإجراءات الطبية للقلب والأوعية الدموية، لكن مع تركيز فريد على تفسير إشارات الدماغ.
ما يميز تقنية ساينكرون عن نيورالينك هو أسلوب التطبيق والوظيفة. تُصمم دعامات ساينكرون لتعمل داخل الجسم دون الحاجة إلى عملية جراحية معقدة لزراعتها، مما يقلل من المخاطر ويسهل عملية الاستخدام. الشركة تتباهى بقدرة تقنيتها على مساعدة المستخدمين في تنفيذ المهام اليومية بسهولة مثل جدولة المواعيد الطبية، إرسال الرسائل النصية، أو حتى التسوق لشراء الهدايا، كل ذلك بقوة الفكر.
هذا التطور يأتي في وقت يشهد فيه مجال واجهة الدماغ الحاسوبية نمواً وتنافساً متزايدين، مع توجه الأنظار نحو إمكانيات هذه التكنولوجيا في تحسين جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقات، وكذلك توسيع قدرات الإنسان العادي. بالمقارنة مع نيورالينك، التي تسعى لزراعة شرائح دقيقة في الدماغ، يبدو أن ساينكرون تقدم نهجاً أقل توغلاً وربما أكثر قابلية للتطبيق على نطاق واسع في الاستخدامات العملية.
تعكس مبادرة ساينكرون الطموح في هذا المجال التزام الصناعة بالابتكار المستمر والبحث عن حلول ذكية تربط بين القدرات البشرية والتكنولوجيا المتقدمة. مع هذه الخطوات الثورية، يتجه العالم نحو مستقبل حيث تصبح التكنولوجيا متكاملة أكثر فأكثر مع جسم الإنسان، مما يوسع الأفق لما يمكن للبشرية تحقيقه من خلال التآزر بين العقل والآلة.
خطوة جديدة للمساعدة على المشي
في عام 2021، أطلق إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة نيورالينك، تصريحات جريئة، متوقعاً أن تكون تكنولوجيا شركته قادرة على استعادة وظائف الجسم بالكامل للأشخاص الذين يعانون من إصابات في الحبل الشوكي. بينما لم تقدم نيورالينك بعد الدليل القاطع الذي يدعم هذه الادعاءات الطموحة، فإن البحث في مجال واجهات الدماغ والعمود الفقري يشهد تقدماً ملموساً في أماكن أخرى.
تشير البروفيسورة تارا سبايرز جونز، رئيسة جمعية علم الأعصاب البريطانية، إلى أن التجارب البحثية الأخيرة، والتي لا تنتمي إلى نيورالينك، قد حققت نجاحات كبيرة. العلماء في هذه الدراسات تمكنوا من زراعة واجهات بين الدماغ والعمود الفقري تساعد الأشخاص المصابين بالشلل على استعادة القدرة على المشي، مما يمثل خطوة هائلة نحو تحقيق ما توقعه ماسك.
واحدة من القصص الملهمة في هذا المجال هي قصة جيرت جان أوكسام، رجل هولندي أصيب بشلل نتيجة حادث دراجة. تم تزويده بالشريحة الإلكترونية المزروعة دماغياً تتواصل لاسلكياً مع شريحة أخرى في عموده الفقري، مما أتاح له القدرة على المشي مرة أخرى. هذا الإنجاز يمثل إنجازاً كبيراً في مجال التكنولوجيا الطبية ويعطي أملاً جديداً للأشخاص المصابين بشلل.
مع ذلك، يجدر بالذكر أن هذه التقنيات، كما تشير سبايرز جونز، تتطلب "جراحة أعصاب غزوية"، مما يعني أن هناك تحديات كبيرة تواجه تطبيقها على نطاق واسع. الجراحات الغزوية تحمل مخاطرها الخاصة وتتطلب فترة تعافي طويلة، مما يعني أن الوصول إلى مثل هذه العلاجات على نطاق واسع قد يستغرق سنوات عديدة من البحث والتطوير.
هذه التطورات تشير إلى أن المستقبل قد يحمل في طياته القدرة على تجاوز الحدود الحالية للعلاج الطبي وتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من إصابات الحبل الشوكي بشكل كبير. ومع ذلك، تظل الحاجة قائمة لمزيد من البحث والتطوير لجعل هذه التكنولوجيات أكثر أماناً وإتاحة للجميع.
الحل الأمثل للصرع
توقعات إيلون ماسك بشأن استخدام زراعات الشريحة الإلكترونية في الدماغ للتحكم في نوبات الصرع تعكس إمكانات مذهلة في مجال الطب العصبي. في عام 2020، طرح ماسك فكرة أن زراعات الدماغ يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في معالجة الصرع الشديد، عبر "اكتشاف نوبات الصرع في الوقت الفعلي وإطلاق نبض مضاد" لمنع حدوثها. هذه التكنولوجيا، إن تم تطويرها بنجاح، قد تمثل ثورة في كيفية التعامل مع الصرع، وهو اضطراب يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.
الصرع هو حالة عصبية تتميز بنوبات متكررة ناتجة عن دفعات غير طبيعية من النشاط الكهربائي في الدماغ. هذه النوبات يمكن أن تؤدي إلى مجموعة واسعة من الأعراض، من الحركات اللاإرادية إلى فقدان الوعي. العلاج الحالي للصرع يعتمد بشكل كبير على الأدوية المضادة للصرع، التي قد لا تكون فعالة لدى جميع المرضى ويمكن أن تحمل آثاراً جانبية كبيرة.
التجارب العلمية في هذا المجال قد بدأت بالفعل في استكشاف قدرات زراعات الدماغ للتنبؤ بنوبات الصرع والتدخل لمنعها. عبر استخدام نبضات كهربائية موجهة بدقة، يمكن لهذه الزراعات التدخل بمجرد اكتشاف أنماط النشاط الكهربائي التي تسبق نوبة الصرع، وبالتالي منع النوبة من الحدوث أو تخفيف شدتها.
مثل هذه التقنيات تمثل جبهة جديدة في العلاج العصبي، وتعطي أملاً للمرضى الذين لا تجدي معهم الأدوية النمطية أو الذين يعانون من آثار جانبية صعبة. ومع ذلك، مثل أي تكنولوجيا طبية جديدة، تتطلب زراعات الدماغ تجارب سريرية واسعة النطاق لضمان فعاليتها وأمانها قبل أن تصبح متاحة على نطاق واسع للمرضى.
التحديات القائمة تشمل تحسين دقة التنبؤ بنوبات الصرع، تقليل المخاطر المرتبطة بالجراحة العصبية، وضمان أن النبضات الكهربائية المطلقة لا تؤثر سلباً على وظائف الدماغ الأخرى. ومع ذلك، إذا تم تجاوز هذه العقبات، يمكن أن توفر زراعات الدماغ مستقبلاً حيث يمكن للأشخاص المصابين بالصرع العيش دون خوف من نوبات مفاجئة، مما يحسن بشكل كبير من نوعية حياتهم.
لعب ألعاب الفيديو
التقدم في تكنولوجيا واجهة الدماغ الحاسوبية يفتح آفاقاً جديدة للتفاعل مع الأجهزة الرقمية، وذلك بطرق كانت تُعتبر خيالية في الماضي. إحدى اللحظات البارزة في هذا المجال كانت العرض التوضيحي الذي قدمته شركة نيورالينك، حيث تمكن قرد من لعب لعبة الفيديو Pong باستخدام إشارات دماغه فقط. هذه التجربة لم تظهر فقط القدرات الفريدة لتكنولوجيا الشركة، بل أيضاً كشفت عن الإمكانات الهائلة للتحكم في الأجهزة الرقمية مباشرةً عبر الفكر.
قصة ماثيو ناغل، الذي تمكن من لعب نفس اللعبة عام 2004 على الرغم من إصابته بالشلل، تعد شاهداً آخر على التقدم المحرز في هذا المجال. تجربته، التي اعتمدت على جهاز ضخم مرتبط بدماغه، تعطينا نظرة على كيفية تطور هذه التكنولوجيا من معدات طبية كبيرة الحجم إلى زراعات دقيقة قادرة على تفسير إشارات الدماغ وتحويلها إلى أوامر رقمية.
التحول من استخدام المعدات الطبية المعقدة إلى أجهزة مثل ماسحات تخطيط كهربية الدماغ (EEG) يوضح كيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تصبح أكثر قابلية للوصول. هذه الأجهزة، التي تلتقط إشارات الدماغ عبر أقطاب كهربائية موضوعة على فروة الرأس، تقدم طريقة غير جراحية وأقل خطورة للتفاعل مع الأجهزة الرقمية، مما يجعلها أكثر جاذبية للاستخدام اليومي وللتطبيقات الترفيهية.
كوجيتات، الشركة الناشئة التي انبثقت من كلية لندن الإمبراطورية، تقدم مثالاً على كيفية استخدام هذه التكنولوجيا لأغراض إعادة التأهيل. بتطوير ألعاب تعتمد على التحكم بالأفكار وحدها، تهدف كوجيتات إلى مساعدة مرضى السكتة الدماغية على إعادة تأهيل أجسادهم. هذه الألعاب، التي تشجع المستخدمين على تخيل تحريك أيديهم، تستفيد من قدرة الدماغ على تشكيل مسارات عصبية جديدة، مما يساعد في عملية الشفاء.
ما يعلنه الدكتور آلان بونياه، الرئيس التنفيذي لشركة كوجيتات، يسلط الضوء على الجانب الإيجابي لهذه التكنولوجيا، حيث يمكن أن تساهم في "عملية إعادة توصيل الدماغ" بعد حدوث سكتة دماغية. هذا النهج يعطي الأمل للعديد من المرضى ويقدم مثالاً على كيف يمكن لتكنولوجيا واجهة الدماغ الحاسوبية أن تتجاوز الاستخدامات الترفيهية لتقدم فوائد طبية حقيقية.
تعزيز ذاكرة الإنسان
من بين ادعاءات ماسك الأكثر تكهنية -وغير المُثبتة على الإطلاق- أن شريحة نيورالينك يمكن استخدامها لتعزيز الذاكرة البشرية. وفي مقطع فيديو من عام 2020، ادعى ماسك أن الشريحة "ستكون قادرةً على حفظ الذكريات وإعادة تشغيلها".
وأضاف: "كل ما تم ترميزه في الذاكرة، يمكنك تحميله. يمكنك بشكل أساسي تخزين ذكرياتك كنسخة احتياطية". لم يكن جميع الخبراء معجبين بالفكرة. ووصف الدكتور آدم رذرفورد، محاضر علم الوراثة في جامعة كاليفورنيا، هذه الادعاءات بأنها "هراء مطلق".
توارد الأفكار
تكهن رجل الأعمال أيضاً بأن عمليات زرع الدماغ يمكن أن تسمح للبشر بالتواصل باستخدام أفكارهم فقط. وفي حديثه لمذيع البودكاست جو روغان، ادعى أنك "لن تحتاج إلى التحدث".
ولا يقتصر الأمر على ماسك الذي يفكر في هذا الاحتمال. طرحت ورقة بحثية نشرتها وكالة الأبحاث المتقدمة والاختراع التابعة لحكومة المملكة المتحدة، السؤال التالي: "لقد مكنت الواجهات المزروعة في قشرة الدماغ الأفراد المصابين بالشلل من استخدام إشارات الدماغ لتوليد الكلمات بمعدل يقترب من معدل الكلام العادي. في المستقبل، هل يمكن لمثل هذه الأنظمة أن تتيح طرقاً جديدة تماماً للتواصل بين الأفراد الأصحاء؟".
ومع ذلك، اعترف ماسك بأن مثل هذا التقدم قد يستغرق وقتاً طويلاً. وعند الضغط عليه لتحديد جدول زمني، قال: "من خمس إلى عشر سنوات".
التعايش مع الذكاء الاصطناعي
ادعاءات إيلون ماسك حول الدور المحتمل لشريحة نيورالينك في تجنب نهاية العالم على يد الذكاء الاصطناعي (AI) تعكس تصوره العميق للمستقبل، حيث يرى الاندماج بين الذكاء البشري والاصطناعي كخطوة ضرورية للحفاظ على السباق التكنولوجي. في عام 2019، أوضح ماسك أن واجهات الدماغ الحاسوبية يمكن أن تمكن من "الاندماج مع الذكاء الاصطناعي"، بما يسمح للبشرية بـ"تحقيق التعايش مع الذكاء الاصطناعي" وبالتالي زيادة القدرات المعرفية للبشر إلى مستويات تتجاوز طاقة البشر العادية.
ماسك يعتقد أن هذا الاندماج سيوفر للبشرية فرصة للبقاء ذات صلة في عالم يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي المتطور. هذه النظرية تقوم على فكرة أن الذكاء الاصطناعي، في تطوره المتسارع، قد يصل إلى نقطة يتجاوز فيها القدرات البشرية بشكل كبير، مما يجعل البشر، في أفضل الأحوال، غير ذات صلة وفي أسوأ الأحوال، عرضة للخطر.
بينما يعتبر الهدف الأكثر قبولاً والمعلن عنه لشريحة نيورالينك هو مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة، تعد فكرة ماسك حول الاندماج مع الذكاء الاصطناعي أكثر جرأة واستفزازاً. هذا الهدف الطموح يتعدى مجرد تحسين القدرات البشرية ليشمل إعادة تعريف العلاقة بين البشر والتكنولوجيا على المستوى الأساسي.
مع ذلك، هناك تحديات كبيرة تواجه تحقيق هذه الرؤية، بما في ذلك القضايا الأخلاقية، التنظيمية، والتقنية. المنظمون والمجتمعات العلمية سيحتاجون إلى التأكد من أن مثل هذه التكنولوجيا آمنة، وفعالة، وتخدم مصلحة البشرية قبل إجراء تجارب بشرية واسعة النطاق.