حتى إنستغرام قد يُعرضك للاختراق.. 10 مشكلات خصوصية في أجهزة أبل

عربي بوست
تم النشر: 2023/01/06 الساعة 13:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/01/06 الساعة 13:59 بتوقيت غرينتش
مشاكل خصوصية قد تواجهها في أجهزة أبل /Shutterstock

تملأ شركة أبل لوحاتها الإعلانية منذ سنوات بشعارات كثيرة حول قوتها في حماية البيانات، فيما تفتقد منافساتها إلى هذه الإمكانية القوية في حماية البيانات.

لا خلاف على أن أبل تتعامل مع بياناتك بعنايةٍ واحترامٍ أكثر من العديد من شركات التقنية الأخرى؛ حيث لا تعتمد تجارة أبل على تعدين بياناتك والتربح منها، بعكس شركات أخرى؛ لكن هذا لا يعني أن امتلاك جهاز آيفون يساوي التمتع بخصوصيةٍ مثالية بالضرورة. 

إذ تحصد أبل الكثير من معلوماتك الشخصية في الواقع، وتفعل ذلك بطرقٍ لن تخطر ببالك إذا كنت مقتنعاً بوعود الشركة القائلة إن "ما يحدث على هاتف آيفون، يظل داخل هاتف آيفون". وتستخدم أبل تلك المعلومات للإعلانات، وتطوير المنتجات الجديدة، وأكثر.

التعقب حتى في حال إغلاق إعدادات الخصوصية 

في نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2022 ألقى الباحثون في شركة Mysk نظرة على بعض البيانات التي تقوم شركة أبل باستقبالها من آيفون، ووجدوا أن الشركة تجمع العديد من البيانات عن كيفية استخدامك للجهاز، حتى ولو قمت بتعطيل خاصية الأمان بالجهاز.

كما كشف الاختبار أن أدوات التحكم في خصوصية آيفون لا تؤثر على حصاد تطبيقات أبل فحسب، بل تضم تلك البيانات سلسلة فريدة من الحروف والأرقام التي تمكن من تحديد هوية واسم المرسل.

جميع تحركاتك داخل متجرها مسجلة 

حسب نفس الباحثين، فالبيانات التحليلية التي تجمعها أجهزة آيفون غالباً ما يتم التوصل إليها من خلال متجر آب ستور، حيث كشف اختبار الباحثين أن متجر آب ستور يحصد المعلومات عن كل الأشياء التي فعلها المستخدم في الوقت الفعلي. 

<strong>جميع تحركاتك داخل متجرها مسجلة </strong>/ shutterstock
جميع تحركاتك داخل متجرها مسجلة / shutterstock

وتشمل تلك المعلومات الأشياء التي نقرت عليها، والتطبيقات التي بحثت عنها، والإعلانات التي شاهدتها، والوقت الذي قضيته في النظر إلى تطبيقٍ بعينه، وكيف عثرت على ذلك التطبيق.

 وأوضح الباحثون أن تطبيق المتجر يرسل التفاصيل عنك وعن جهازك، ونوعية الجهاز الذي استخدمته، ودقة عرض الشاشة، ولغة لوحة المفاتيح، وطريقة اتصالك بالإنترنت، بالإضافة إلى المعلومات المستخدمة عادةً في بصمة الجهاز.

لا تبدو بيانات متجر التطبيقات من المعلومات الحساسة على نحوٍ خاص، لكن الأمر يعتمد على نوعية التطبيقات التي تستخدمها. وإذا بحثت عن تطبيقات مرتبطة بديانتك أو توجهك الجنسي أو مشكلات صحتك العقلية مثلاً، فمن المؤكد أن البيانات التي ستذهب إلى خوادم الشركة ستكشف بعض التفاصيل الخاصة عن حياتك.

رصد الأماكن التي تزورها عبر الخريطة 

لا تستخدم شركة أبل بياناتك لأغراض سيئة، لكن من الضروري معرفة نوعية المعلومات التي تجمعها الشركة عنك، ففي حال ألقينا النظر على جميع البيانات فسنجد أن هاتف آيفون يستخدم بيانات الموقع لخدمة مختلف المزايا المفيدة، مثل منحك توجيهات القيادة أو وضع علامات على صورك من خلال تطبيق إنستغرام؛ لكنك ربما لا تعرف أن الكثير من تلك البيانات يجري تخزينها لاستخدامها لاحقاً.

افتح إعدادات آيفون وتوجه إلى "الخصوصية والأمان"، واضغط على "خدمات الموقع"، ثم "خدمات النظام"، ثم "المواقع المهمة". وستعثر هناك على سجلٍ بنشاط حركتك الأخير، فضلاً عن الأماكن التي تتردد عليها بانتظام مثل عنوان المنزل والعمل.

أبل تقوم بمتابعتك في بعض الأحيان 

حسب "gizmodo" نشرت أبل في سنة 2021 إعداد خصوصية جديدة يدعى "شفافية تتبع التطبيقات ATT". ومن المؤكد أنك رأيت ذلك الإعداد إذا كنت تستخدم جهاز آيفون وطلب منك أحد التطبيقات الإذن بتتبع نشاطك.

ولا شك أن شفافية تتبع التطبيقات تعد خاصيةً بالغة الأهمية. إذ كان لها تأثير كبير على صناعة التقنية، لدرجة أنها ربما تسببت في قلب موازين الحرب بين تيك توك وفيسبوك لصالح التطبيق الصيني؛ لكن الإعداد نفسه لا يتحكم سوى في جزء واحد بعينه من البيانات. 

إذ إن تفعيل هذه الخاصية سيمنع التطبيقات من جمع بيانات "مُعرّف المعلنين IDFA" فقط. وليس من المفترض أن تتحايل التطبيقات على ذلك الإعداد من أجل تتبعك بطرقٍ أخرى، لكن ليس هناك ما يمنع تلك التطبيقات من فعل ذلك على الصعيد التقني. وتقول أبل إنها قد تحظر التطبيقات من متجر آب ستور في حال اكتشفت قيام المطورين بانتهاك تلك السياسة.

تقوم بمعرفة الأشخاص الذين تقضي وقتاً معهم من خلال البيانات 

وتوصل البحث في كلية الثالوث في دبلن إلى أن اتصالك بشبكة واي فاي على هاتف آيفون سيؤدي لإرسال عناوين التحكم بالنفاذ الوسيط (MAC address) لجميع الأجهزة المتصلة بالشبكة إلى شركة أبل. 

وفي حال تشغيل خدمات الموقع، فسوف تتضمن البيانات المرسلة معلومات دقيقة من نظام التموضع العالمي GPS بحسب الدراسة؛ مما يعني أن أبل تستطيع التعرف على أي شخص موجود على مقربةٍ منك إذا أردت ذلك، مثل الأصدقاء أو أفراد العائلة أو زملاء العمل أو غيرهم.

<strong>تقوم بمعرفة الأشخاص الذين تقضي وقتاً معهم من خلال البيانات </strong>/ shuterstock
تقوم بمعرفة الأشخاص الذين تقضي وقتاً معهم من خلال البيانات / shuterstock

بينما قال دوغ ليث، أستاذ كلية الثالوث الذي أجرى الدراسة، خلال مقابلةٍ مع منصة ScienceX: "من المخيب للآمال أن نشاهد أبل تجمع هذا القدر من بيانات الهواتف تحديداً. وأعتقد أن مستخدمي أبل لديهم قناعة بأن هواتفهم تمنحهم خصوصيةً أكبر من هواتف أندرويد عادةً، ومن المؤكد أن أبل تروج بشدةٍ لأهمية الخصوصية؛ لكن دراستنا وجدت أن أبل تجمع النوعية نفسها من البيانات التي تجمعها جوجل".

أبل وتقليل الخصوصية 

تُعَدُّ ميزة المحادثات المشفرة من طرف إلى طرف واحدةً من أفضل الأشياء في تطبيق آي مسج. فالمرسل والمستلم هما فقط من يمكنهما رؤية المحتوى الفعلي للرسالة، ولن يحالف الحظ أي شخص آخر يحاول اعتراض المراسلات بينهما، حتى لو كان ذلك الشخص هو أبل.

لكن هذا الأمر صحيحٌ فقط في حال كنت تراسل أحد مستخدمي آيفون. أما إذا كنت تتحدث مع واحد من مئات الملايين الآخرين الذين يستخدمون هواتف أندرويد، فسيقوم تطبيق آي مسج بإرسال محادثاتك باستخدام الرسائل النصية القصيرة SMS العادية وغير المشفرة. وتعتبر الرسائل النصية القصيرة من التقنيات العتيقة المليئة بمشكلات الأمان.

وحاولت جوجل، الشركة المصنعة لأندرويد، التعاون مع أبل لحل هذه المشكلة بتبني معيار جديد للرسائل النصية. لكن أبل ترفض الفكرة حتى الآن. وعندما سأل أحد المراسلين تيم كوك عن التوقيت الذي ستحل فيه أبل هذه المشكلة، جاء رد كوك ساخراً وطلب منه "شراء هاتف آيفون لوالدته" إذا كان قلقاً حيال ذلك الأمر.

التجسس من الإعلانات المستهدفة 

ربما لن يخطر اسم أبل في بالك عندما تفكر في "الإعلانات"، بعكس منصات مثل إنستغرام وفيسبوك وجوجل؛ لكن هذا الأمر يمكن أن يتغير مستقبلاً. إذ قيّدت أبل شركات التقنية الأخرى التي تجني أموالها من الإعلانات، ثم بدأت سراً في بناء شبكة إعلاناتها الخاصة. 

وسرّبت الشركة المزيد من الإعلانات إلى متجر التطبيقات، وتريد إدخال الإعلانات في خدمة أبل تي في، كما كشفت التقارير أنها تعمل على استقطاب مهندسي تقنية الإعلانات من الشركات الأخرى.

<strong>التجسس من الإعلانات المستهدفة </strong>/ shutterstock
التجسس من الإعلانات المستهدفة / shutterstock

تستخدم أبل في نظام إعلاناتها المستهدفة بيانات مثل اسمك، وموقعك، وعنوانك، وعمرك، ونوعك، والإعلانات الأخرى التي شاهدتها، والمنتجات والخدمات التي تستخدمها، والأشياء التي تبحث عنها في متجر التطبيقات، وأكثر. وتستخدم أبل جميع تلك البيانات من أجل تصنيفك ضمن فئات الجمهور الإعلاني المختلفة. كما تستخدم الشركة تلك البيانات لتزويد المعلنين بتقارير مجمعة حول مدى نجاح حملاتهم.

الشبكة الافتراضية VPN تخفي كل بياناتك

إليكم أحد الاكتشافات الأخرى التي توصل إليها الباحثون في Mysk. إذا كنت من المهووسين بخصوصيتك، فيمكنك تثبيت شبكة خاصة افتراضية على هاتفك من نوع آيفون لإخفاء حركتك على الويب. 

لكن باحثي Mysk وجدوا أن تلك الخطوة لن تحميك من أبل؛ حيث أجروا اختباراً كشف أن أبل تتحايل على شبكتك الخاصة الافتراضية من أجل جمع البيانات عن أنشطتك. ويمكنك مشاهدة حدوث ذلك في الوقت الفعلي خلال الفيديو المرفق مع التغريدة أدناه.

ما مدى خصوصية محادثاتك مع سيري؟

أعلنت أبل إطلاق آي أو إس 15 ليمثل آخر تحديثاتها لنظام تشغيل الهواتف المحمولة عام 2021. وتحدّث موظفو الشركة بابتهاجٍ عن بعض تحسينات الخصوصية التي توصلت إليها الشركة، إلى جانب العديد من التغييرات الأخرى، خلال مؤتمر أبل العالمي للمطورين.

إذ قالت كاتي سكينر، مديرة برامج خصوصية المستخدم في أبل: "سنقدم اليوم خاصية التعرف على الكلام داخل الجهاز؛ مما يعني أن ملفاتك الصوتية ستجري معالجتها على جهازك من نوع آيفون أو آيباد مباشرةً. وستحل هذه الخاصية أكبر مشكلة خصوصية نسمعها فيما يتعلق بالمساعدين الصوتيين، ألا وهي التسجيلات الصوتية غير المرغوبة".

حصاد بيانات الموسيقى، والأفلام، والأسهم، وأكثر

تريد أبل حصارك داخل نظامها الإيكولوجي. ولا يقتصر الأمر هنا على الهاتف أو الحاسوب فقط، بل يمتد إلى التطبيقات التي تستخدمها أيضاً. ويرجع السبب هنا إلى كم البيانات المهول التي تحب أبل الحصول عليها من تلك التطبيقات.

ولنتحدث عن تطبيق أبل ميوزك مثلاً.. من المؤسف أن بث الموسيقى تحول إلى وسيلةٍ أخرى للشركات من أجل التجسس عليك، وليست أبل استثناء في هذه الحالة. وليست تلك الممارسات سريةً أيضاً، لكنك يجب أن تبذل القليل من الجهد حتى تتمكن من اكتشافها.

 توجه إلى متجر آب ستور، وابحث عن تطبيق أبل ميوزك. وستعثر هناك على اعترافٍ من الشركة بأنها تستخدم الكثير من المعلومات المتعلقة بعاداتك في الاستماع إلى الموسيقى، وذلك من أجل أغراض الإعلانات.

علامات:
تحميل المزيد