لا شكَّ في أن الأسواق التكنولوجية باتت تكتظ بمئات الأصناف من الهواتف الذكية، لدرجة أن من يريد شراء واحد جديد عليه أن يقضي ساعات وهو يقارن بينهما ليجد الأفضل وما يناسب احتياجاته.
بكل بساطة، هناك أنواع من الهواتف تعمّد صانعوها تخصيصها لمُحبي التصوير، فتراها بكاميرات متعددة وبدقّة خيالية تصل أحياناً إلى أكثر من 100 ميغابيكسل، في حين أن هناك هواتف أخرى مخصصة لمُحبي الألعاب فيكون الاعتماد على قوة معالجها.
اليوم بإمكان أي شخص أن يجد الهاتف الذي يناسب احتياجاته، ولكن في الأمس لم يكن هناك سوى هاتف واحد قد تحتاج كثيراً من الأموال لشرائه، فما الذي تعرفه عن أول هاتف ذكي في العالم؟
أول هاتف في العالم يعمل على شبكة الإنترنت
في عام 1996 وتحديداً في معرض الكمبيوتر CeBIT الذي يقام بشكل سنوي حتى يومنا هذا بمدينة هانوفر الألمانية، قدمت شركة نوكيا الفنلندية ابتكارها الذي من شأنه أن يُحدث ثورة في عالم التكنولوجيا، وهو هاتف "نوكيا 9000 كوميونيكيتور".
صحيحٌ أن اسم الهاتف صعب قليلاً، لكن المهتمين به كانوا كثراً وتحديداً فئة رجال الأعمال الذين وجدوا فيه مخلّصاً لهم من الوجود الدائم في المكاتب، وبات بإمكانهم استخدامه في إرسال البريد الإلكتروني ومعالجة النصوص وجداول البيانات وحتى توجيه الفاكسات.
لكن رغم ذلك فإن الوصول إلى الإنترنت في تلك الفترة كان محدوداً جداً، بسبب الأسعار المرتفعة جداً من قِبل المشغلين، وفقاً لما ذكره موقع Pigdom التكنولوجي.
وفتح هذا الابتكار الذكي من نوكيا إلى تشجيع شركة Blackberry على إتقان الفكرة وإصدار عدة هواتف تعمل على الإنترنت ولكن بعد نحو عقد من الزمن، قبل أن تدخل شركة Apple أيضاً هذا المجال عن طريق هاتف iPhone بشاشة متعددة اللمس في عام 2007.
مواصفات هاتف نوكيا 9000 كوميونيكيتور
كان هاتف نوكيا 9000 كوميونيكيتور عبارة عن كمبيوتر محمول ولكنه صغير الحجم، مع لوحة مفاتيح وشاشة بالأبيض والأسود بقطر 11.5 سم، وكان أول هاتف بالتاريخ يحتوي على العديد من الخدمات في هاتف واحد مثل خدمة الإنترنت مع لوحة مفاتيح احترافية وشاشة عالية الجودة والعديد من تطبيقات رجال الأعمال.
كما أنه كان يحتوي على جميع مزايا الكمبيوتر من خلال تصفُّح الويب والبريد الإلكتروني والفاكس ومعالجة النصوص. بعبارة مبسطة، كان هاتف نوكيا 9000 كوميونيكيتور عبارة عن جهاز كمبيوتر صغير يمكن حمله بالجيب.
مواصفات قبيحة لكنها ثورية في عصرها
أما بالنسبة لمواصفاته فقد كانت ثورية في عصرها، وهي وفقاً لما ذكره موقع GSMArena:
نوع الشاشة: LCD بتدرج رمادي
دقة الشاشة: 640 * 200 بيكسل
تقنية الشبكة: GSM
الوزن: 397 غراماً
السماكة: 3.5 سم
المعالج: إنتل 33 ميغاهيرتز
البطارية: ليثيوم أيون غير قابلة للإزالة، تعمل 35 ساعة وتحتاج 3 ساعات للشحن.
الذاكرة الداخلية: 8 ميغابايت فقط، موزعة على مايلي: 4 ميغابايت على نظام التشغيل والتطبيقات، و2 ميغابايت على تنفيذ البرامج، و2 ميغابايت تخزين بيانات المستخدم.
ذاكرة خارجية (كارت ذاكرة): لا يوجد.
سجل المكالمات: 10 مكالمات واردة، و 10 مكالمات صادرة.
(كاميرا: لا يوجد، مكبر صوت: لا يوجد، بلوتوث: لا يوجد، شبكة WLAN: لا يوجد، GPS: لا يوجد، راديو: لا يوجد)
من هذه المواصفات نستنتج أن شاشة الهاتف كانت عالية الدقة بالنسبة للشاشات غير الملونة، وحجمها الطولي كان يساعد جيداً على تصفح الويب والتحقق من البريد الإلكتروني، ولكن عليك الانتظار 30 ثانية حتى يتصل الهاتف بالإنترنت الذي تبلغ سرعة التحميل فيه 9.6 كيلوبايت في الثانية.
سعر هاتف نوكيا 9000 كوميونيكيتور
أما بالنسبة إلى سعر هاتف نوكيا 9000 كوميونيكيتور الذي أطلق في البداية بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد كان نحو 800 دولار أمريكي ولم يكن يشتريه سوى رجال الأعمال؛ لتسهيل أعمالهم.
ولكن فيما بعد أتبعت نوكيا الهاتف بهواتف أخرى مثل نوكيا 9210 كوميونيكيتور الذي أطلقته في عام 2000 والذي أدى إلى تسريع رحلة الشركات التكنولوجية نحو هواتف أصغر حجماً وأرخص وبمواصفات قد نراها حالياً خيالية.
صحيحٌ أن نوكيا كانت صاحبة أول هاتف ذكي في العالم، لكنها للأسف لم تتمكن من مجاراة شركات الهواتف الأخرى مثل سامسونغ الكورية الجنوبية، وتشاومي وهواوي الصينيتين، وآبل الأمريكية، لتعلن عن انسحابها من سوق الهواتف الذكية وبيع أسهمها لشركة مايكروسوفت في عام 2014.
يُذكر أنه من بين قرابة 7.8 مليار شخص يعيشون على كوكب الأرض، يوجد 5.13 مليار شخص بينهم يمتلكون هواتف محمولة؛ أي نحو 66.5% من سكان العالم، في حين يبلغ عدد الأشخاص الذين يحملون هواتف ذكية 2.71 مليار؛ أي نحو 35.13% من السكان، وذلك وفقاً لبيانات استخبارات GSMA التي تعد الذراع البحثية التابعة للهيئة التجارية التي تمثل مصالح شبكات الهاتف الجوال في جميع أنحاء العالم.