لم تكن انتخابات رئاسية فقط.. مدينة أمريكية تصوت لمنع استخدام تقنية التعرف على الوجوه

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/07 الساعة 19:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/07 الساعة 19:29 بتوقيت غرينتش
تقنية التعرف على الوجوه (IStock)

بينما يتابع العالم بترقب، نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية والحرب الكلامية التي أشعلها دونالد ترامب على تويتر، بإعلانه أن نتائج الانتخابات تم التلاعب بها، يتجاهل كثيرون النتائج الأخرى التي تأتي مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الرغم من أهميتها، في هذا العام صوَّت الأمريكيون لمنع استخدام تقنية التعرف على الوجوه Face recognition في مدينة بورتلاند في ماين بواسطة قوات الشرطة أو غيرها من جهات إنفاذ القانون المحلية.

أسئلة الاقتراع: كيف يستطيع أي مواطن أمريكي تغيير القانون المحلي؟

في بعض الدول الديمقراطية يوجد مسار للمواطنين لتغيير القوانين أو اقتراح قوانين جديدة بعيداً عن السياسيين والأحزاب، وفي الولايات المتحدة يكون هذا المسار عبر جمع التوقيعات حول قضية بعينها ثم استفتاء الشعب عليها خلال الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، تختلف القواعد حول الشروط المطلوبة، من أجل إدراج قانون بعينه للاستفتاء، ولكن بشكل عام لكي يتم طرح موضوع للاستفتاء الشعبي ينبغي أن يقوم عدد من المواطنين بصياغة مبادرة ثم بدء حملة جمع توقيعات من المواطنين، إذا ما قام عدد معين من المواطنين بالتوقيع لدعم المبادرة، ينبغي أن تقوم الولاية أو المدينة بطرح الموضوع للاستفتاء الشعبي خلال الانتخابات القادمة. 

تقنية التعرف على الوجوه

بدأت عدة شركات تكنولوجية بتطوير تقنيات التعرُّف على الوجوه باستخدام الذكاء الصناعي، ومع تطوُّر قدرة الحاسبات أصبحت الحواسيب أكثر قدرة على تمييز الوجوه بشكل أفضل من العين البشرية، فخوارزمية ديب فيس التي طوَّرها فيسبوك، على سبيل المثال، تستطيع التعرف على الوجوه بنسبة 97.35% ± 0.25%، في حين تستطيع العين البشرية التعرف على الوجوه بنسبة 97.53%.

ومع اندلاع حركة الاحتجاجات الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية عقب مقتل جورج فلويد على يد قوات الشرطة الأمريكية، اكتشف عديد من النشطاء أن الشرطة الأمريكية قامت باستخدام خوارزميات التعرف على الوجوه، لتحديد وتعقُّب النشطاء المشاركين في المظاهرات، مما جعل قلق الأمريكيين يزداد حيال هذه التقنية.

ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI قد قام باستخدام هذه التقنية للكشف عن 390 ألف مواطن، وبإمكان قوات الشرطة استخدام الخوارزمية للبحث في قاعدة بيانات تشمل أكثر من 117 مليون مواطن أمريكي قاموا بتسليم صورهم الشخصية للحكومة؛ إما لاستخراج رخصة قيادة أو جواز سفر أو غيرهما من الأسباب. 

مخاوف وقلق من استخدام الحكومات لتقنية التعرف على الوجوه

تقنية التعرف على الوجوه (IStock)
تقنية التعرف على الوجوه (IStock)

على الرغم من الفائدة الكبيرة التي توفرها تقنية التعرف على الوجوه لقوات الشرطة، حيث يمكنك معرفة بيانات أي مجرم باستخدام صورته فقط، فإن هناك قلقاً متصاعداً تجاه الأمر، خاصة بعدما قامت الصين باستخدام هذه التقنية في بناء ما يسمى نظام التقييم الاجتماعي، وهو نظام يقوم بمراقبة المواطنين في الشوارع عبر الكاميرات المختلفة ويقوم بإعطاء كل مواطن تقييماً وفقاً لتصرفاته، ويمكن أن تخسر جواز سفرك وإمكانية سفرك للخارج، على سبيل المثال، إذا كان مجموع نقاطك دون المستوى.

وكذلك فقد أجبرت الصين مواطنيها علي مسح الوجه كشرط لاستخدام الهواتف المحمولة، وقامت باستخدام نفس التقنية فى مراقبة وتتبع المسلمين الإيغور.

وهناك مشكلة أكبر تخص هذه التقنية في الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً وهي العنصرية، حيث إن عنصرية الذكاء الصناعي (التي يمكنك القراءة عنها من هنا)، تتسبب في عدم استطاعة تقنية التعرف على الوجوه تحديد المواطنين ذوي البشرة السمراء بالدقة نفسها التي تحدد بها المواطنين ذوي البشرة البيضاء، مما يعني أن المواطنين الأمريكيين من أصول إفريقية قد يصبحون أكثر عرضةً للاتهام بجرائم لم يرتكبوها، وظهر هذا الأمر أيضاً بوضوح خلال الاحتجاجات الأخيرة، وهو الأمر الذي دعا النشطاء السياسيين إلى بدء حملة لجمع التوقيعات، لكي يتم استفتاء المواطنين على منع استخدام الشرطة هذه التقنية.

بورتلاند تجرِّم استخدام الشرطة لتقنية التعرف على الوجوه

لم يعدّ بإمكان الشرطة فى ولايتي بورتلاند وماين استخدام تقنية التعرف على الوجوه (IStock)
لم يعدّ بإمكان الشرطة فى ولايتي بورتلاند وماين استخدام تقنية التعرف على الوجوه (IStock)

وقامت مدينة بورتلاند بطرح العريضة التي تطالب بوقف استخدام قوات الشرطة لتقنية التعرف على الوجوه، ومنذ اليوم لا تستطيع قوات إنفاذ القانون استخدام أي من هذه التقنيات للتعرف على المشتبه فيهم أو لأية أغراض أخرى، الأمر الذي رحَّب به عمدة بورتلاند، تيد ويلير، في تصريح خاص لموقع "سي إن إن"، قائلاً: "التكنولوجيا وُجِدت لكي تجعل حياة الناس أسهل، لا لكي تستخدمها جهات وأفراد كأسلحة في مواجهة المواطنين، الذين من المفترض على هذه الجهات خدمتهم في المقام الأول".

تحميل المزيد