على الرغم من أن كثيراً من المراهقين يعتبرون الحصول على هاتف ذكيّ من حقوقهم المشروعة، فلا شك أن امتلاك هاتف يُعد امتيازاً قد لا يستحقه جميع الأبناء. وثمة مرات عديدة يكون فيها سحب الامتيازات هو أفضل ما تُقدمه لابنك المراهق. إذ يتوجب عليك كمربٍّ أن تراقب العلامات الدالة على وجود تأثير سلبي لاستخدام ابنك لهاتفه الذكي على سلوكه وتحصيله الدراسي وحياته الاجتماعية ونشاطاته اليومية عامةً.
لذلك سنقدم لك 9 أسباب تدفعك للتدخل وتحديد أوقات وقواعد استخدام ابنك لهاتفه الذكي، نقلاً عن موقع Very Well Family الأمريكي:
1- ابنك يخرق قواعد استخدام الهاتف
إذا كان ابنك يستخدم الهاتف لأوقات طويلة أو بطرق غير مُرضية لك، فقد يكون السبب عدم وضوح قوانينك فيما يتعلق به أو عدم وجود عواقب لذلك. من المهم أن تضع قواعد واضحة خاصة باستخدام الهاتف الذكي لتُحدد توقعاتك. وينبغي أن تضع قواعد عامة صريحة متعلقة بآداب استخدامه، مثل عدم استخدامه والدردشة وإرسال الرسائل النصية أثناء تناول العشاء، إلى جانب القواعد المتعلقة بالأمن والسلامة.
وينبغي أيضاً أن تتناول القواعد الجانب المادي، إذ يجب أن يتحمل ابنك المراهق المسؤولية المادية والتكاليف إذا تجاوز حد البيانات المسموح له بسبب تحميل الأفلام، أو إذا احتاج هاتفاً جديداً لأنه فقد هاتفه على سبيل المثال. بإمكانك أيضاً سحب منه امتياز امتلاك الهاتف حتى يُسدد الفواتير أو يتمكن من شراء هاتف جديد.
2- تأثُّر درجات ابنك الدراسية
إذا بدأ معدل درجات ابنك الدراسية ينخفض، فربما يكون سحب هاتفه رد فعل مناسباً. إذ سوف يعني وضع حد لاستخدام الهاتف لبعض الوقت تقليل المُشتتات أثناء تأدية واجبه المنزلي.
لكن الأهم من ذلك أن بإمكانك استغلال الهاتف كدافع تحصيل درجات عالية. بإمكانك أن تقول له مثلاً: "عندما تنتهي من واجباتك كلها يمكنك أن تسترد هاتفك". وهكذا يمكن أن يكون كسب امتياز الحصول على الهاتف هو الدافع الذي يحتاج له للعمل على الواجبات المنزلية بجد.
3- ابنك يعاني من صعوبات في النوم
في حين تعيق جميع الإلكترونيات حصولنا على نومٍ هادئ في الليل، تمثل الهواتف الذكية مشكلة قائمة بذاتها. وإذا كان ابنك المراهق يعاني في الاستيقاظ للمدرسة صباحاً أو يُطيل السهر في العطلات الأسبوعية، فقد يكون ذلك علامة على أن هاتفه يُبقيه مستيقظاً في الليل.
قد يكون السبب هو استقبال الرسائل النصية من الأصدقاء في منتصف الليل أو تفقد الشبكات الاجتماعية عندما يستيقظ في الثانية صباحاً. لذلك لا تدع ابنك المراهق ينام وهاتفه الذكي في الغرفة.
ضع قاعدة تقضي بإغلاق جميع الهواتف الذكية عند ساعة معينة، ولتكن التاسعة مساءً مثلاً. ثم اشحن الهواتف في المطبخ أو أي غرفة عامة أخرى خلال ساعات الليل، عندها لن يشعر ابنك بالاضطرار إلى الانخراط في محادثات مع أصدقائه في وقتٍ متأخر من الليل.
4- أن ينشر معلومات لا ينبغي نشرها
إذا كان ابنك المراهق يستخدم هاتفه الذكي لمشاركة رسائل غير لائقة على الشبكات الاجتماعية، أو إذا علمتَ أنه يُعطي عنوانه للغرباء، فينبغي أن تتدخل. وقد لا يقتصر الأمر على تدمير ابنك سمعته على الإنترنت، لكنه قد يتورط كذلك في أنشطة ضارة وخطيرة على حياته.
ضع قواعد واضحة لنشر المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعية ومشاركة المعلومات على شبكة الإنترنت، والأهم أن تشرح لابنك دوافعك ومدى خطورة مشاركة مثل هذه المعلومات أو الصور والعواقب المحتملة للإفراط في مشاركة الأشياء الخاصة.
إضافة إلى ذلك تحدث إليه عن مخاطر نشر الشائعات والتنمر الإلكتروني والانخراط في محادثات غير لائقة. وناقش كيف يقول الناس أحياناً أشياء على شبكة الإنترنت لا يقولونها في الواقع، وتأكد أنه يعرف مدى الأذى الذي قد يسببه الاستخدام غير المسؤول لهذه الشبكات.
5- يبدو أن ابنك أصبح مدمناً على هاتفه
هناك أسباب تفسّر شعور المراهقين المستمر بالحاجة إلى التواجد على الشبكات الاجتماعية. إذ إن التفاعل الإيجابي عليها أو تلقي رسالة سريعة يمنحهم دفعة من الثقة والرضا. ولذا فهم يواصلون العودة إليها للحصول على مزيد من التعليقات الإيجابية.
لكن الانجذاب إلى الهاتف الذكي طيلة اليوم يمكن أن يكون مشكلة حقيقية. وفي حال كان ابنك يرسل الرسائل ويستقبلها ويتصفح هاتفه وينخرط في الألعاب بشكل يتعارض مع إنجاز مهماته اليومية، فضع بعض الحدود الصحية للوقت المسموح فيه باستخدام الهاتف.
قد يكون من الجيد أن تحدد عطلة أسبوعية خالية من الشاشات لجميع أفراد الأسرة، أو اجعل أيام السبت خالية من استخدام الهواتف. ويمكن ابتكار نشاطات لا تشمل أي تكنولوجيا لتذكر نفسك وعائلتك أنه يمكن قضاء وقت لطيف وممتع بعيداً عن الهواتف.
6- الإصابة بهوس التقاط الصور الذاتية
في حين قد لا يبدو التقاط الصور الذاتية (السيلفي) ضاراً، إلا أن الانغماس في ذلك باستمرار يمكن أن يتسبب في مشاكل متعددة. ويمكن أن تصير مهمة التقاط الصورة المثالية هوساً حقيقياً بالنسبة لبعض المراهقين.
بينما بالنسبة لآخرين، تؤدي الرغبة في التقاط صورة مذهلة إلى اتخاذ قرارات خطيرة. إذ يخاطر بعض المراهقين بحياتهم من أجل التقاط صورة ذاتية على حافة عالية أو أثناء تأدية حركات خطرة، وكلها في محاولة لجذب الانتباه والإعجاب.
لذلك، إن لاحظت ظهور هذا الهوس عند ابنك، سارع للتدخل وشرح مخاطره واسمع لأبنائك عن سبب تعلقهم بهذه الصور وعزز ثقتهم بنفسهم.
7- أن يرتبط تقديره لذاته بنشاطاته على الشبكات الاجتماعية
يتزايد اعتماد بعض المراهقين على الشبكات الاجتماعية لتغذية ثقتهم بأنفسهم. وعندما يتلقون تعليقات إيجابية وإعجابات على الإنترنت ينتابهم شعورٌ جيد. وعندما لا يجذبون القدر الكافي من الانتباه الإيجابي ينهار اعتزازهم بأنفسهم.
ويصنع بعض المراهقين شخصيات خاصة بالإنترنت تختلف عن شخصياتهم الواقعية. وينشئون حسابات بأسماء وهمية على الشبكات الاجتماعية أو يتحدثون مع غرباء بادعاءات كاذبة لأنهم يستمتعون بانتحال شخصيات أناس آخرين.
ومن الخطر أن يستمد المراهقون تقديرهم لذاتهم من نشاطاتهم على شبكة الإنترنت. والأمر لا يقتصر على تعريض أنفسهم للخطر الإلكتروني -مثل التنمر- لكنهم كذلك يقيسون قيمتهم الذاتية وفقاً لمعايير غير صحية. ومن المهم أن تساعد مراهقك في الشعور بالثقة لما هو عليه كشخص، وليس وفقاً لشعوره المعتمد على تواجده على شبكة الانترنت.
8- أن تفوته الحياة الواقعية
سواءً كنت في عطلة في جبلية أو على البحر أو تحضرون فعالية رياضية محترفة، أصبح من الشائع أن ترى المراهقين غارقين في عالمهم الخاص على هواتفهم. ومن الشائع كذلك أن ترى المراهقين يتجاهلون الأشخاص الواقفين أمامهم ليتمكنوا من إرسال رسالة نصية عبر الهاتف.
إذا كان استخدام مراهقك لهاتفه يتجاوز كونه أداة للتسلية أحياناً أو لقضاء بعض المهام، ويتحول إلى شيء يعيق ممارسة الأنشطة الحياتية، فضع حداً لهذا الاستخدام. إذ إنه قد يحتاج منك مساعدته في وضع حدود لكم الوقت المسموح له فيه بالتحديق في هاتفه عندما يفقد السيطرة على نفسه.
9- أن يستخدم هاتفه أثناء قيادة السيارة
إذا كان ابنك لا يستطيع مقاومة الرد على الرسائل النصية أثناء القيادة، أو تصفح الشبكات الاجتماعية في كل مرة يقف فيها عند إشارات المرور، فقد يكون لهاتفه عواقب وخيمة وخطيرة. اتبع سياسة صارمة تماماً مع السماح باستخدام الهاتف أثناء القيادة.
وسواءً وضعت تطبيقاً يمنعه من استخدام الهاتف، أو بإخباره بوضع هاتفه في درج السيارة؛ فعليك التحدث معه عن مخاطر القيادة بذهن مشتت. وفي حال كان مراهقك غير ناضج بما يكفي لاتباع القواعد، فهو غير ناضج بعد للقيادة. وعندها فقد تحتاج إلى سحب امتياز قيادة السيارة كذلك إلى جانب سحب امتياز استخدام الهاتف.
مخاوف عامة تراود الآباء بشأن سحب الهاتف من ابنهم
هناك أسباب متعددة تجعلك تتردد في وضع قواعد صارمة لاستخدام الهاتف. في ما يلي بعض من الأسئلة الأكثر شيوعاً والمخاوف التي تراود الآباء.
- هل يمكنني أخذ هاتفه إذا كان اشتراه بنفسه؟ نعم، إذ سواءً كان هاتفه هدية من جدته أو كان قد اشتراه من ماله الخاص، ما يزال في وسعك أخذه منه طالما هو قاصر ويعيش في منزلك. حتى لو كان يدفع فواتيره، ما يزال بإمكانك وضع حدود استخدامه لهاتفه.
- ماذا عن سلامته؟ الأرجح أن ترك مراهقك يذهب إلى المدرسة أو جعله يسير في الشارع دون هاتفه لن يضره. إذ ربما أنت نفسك ترعرت دون هاتف ذكي. وفي حال كانت هناك نشاطات بعينها يحتاج فيها إلى هاتفه ليكون أكثر أماناً، أعطه هاتفه خلال تلك الأوقات فقط.
- ما المدة التي ينبغي أن أحتفظ فيها بهاتفه؟ يعتمد هذا على المشكلة. فقد لا تحتاج إلى سحب هاتف مراهقك إلا لساعات قليلة خلال اليوم. وقد تقول إن بوسعه كسب هاتفه مجدداً عندما تتحسن درجاته المدرسية أو ينتهي من الأعمال المنزلية في موعدها. لكن تأكد أن لا تعاقبه لأجل غير مسمى، إذ يؤدي ذلك لنتائج عكسية.
- هل أسمح له بأن يستخدم أجهزته الإلكترونية الأخرى؟ إذا كان ابنك يواجه صعوبة في الحفاظ على سلامته ومعلوماته الشخصية على الشبكات الاجتماعية أو ينخرط في تنمر شبكي، فربما عليك سحب جميع الأجهزة الإلكترونية حتى تتأكد من مساعدته في تحسين سلوكه وإدراكه مخاطر ما يقوم به.
التكنولوجيا مصدر غني، ساعد ابنك المراهق في الاستفادة منه
لا نستطيع إنكار حقيقة أن الهاتف الذكي قد يساعد ابنك المراهق على تنظيم حياته بشكلٍ أسهل عند استخدامه بالشكل الصحيح.
راقب استخدام ابنك لهاتفه دون أن تتجسس. وابحث عن المواقف التعليمية التي يمكنك فيها أن تؤسس عادات صحية لاستخدام الأجهزة الذكية.
ومن خلال الإرشاد والمراقبة الملائمين، سيكتشف ابنك كيف يدمج التكنولوجيا في حياته بأمان. تأكد فقط أن تتدخل إذا أبدى طفلك ما يدل على اكتساب عادات غير صحية أو إذا كان هاتفه يتسبب له بمشكلات جديدة في حياته.