نشرت شركة "فيرجن غالتيك"، الإثنين 3 أغسطس/آب 2020، على موقعها الرسمي، آخر تصميم لطائرتها الجديدة التي تعتبر الأسرع في العالم، كما أن سرعتها تتجاوز سرعة الصوت، ومن المرتقب أن تقطع المسافة الرابطة بين نيويورك والعاصمة البريطانية لندن، في 90 دقيقة فقط، بدلاً من 7 ساعات، كما تفعل حالياً الطائرات العادية.
حسب بيان نشرته الشركة الأمريكية العملاقة، فإن هذا التصميم الجديد الذي طرحته ما زال قيد التطوير، موضحةً أن المحركات الخاصة لهذه الطائرة سوف تتعاون في إنتاجها مع شركة "رويلز رويس" التي ابتكرت محركات الطائرة النفاثة "كونكورد" التي توقفت عن العمل، وفق بيان صحفي نشرته الشركة على موقعها الإلكتروني.
أسرع من الصوت: وفق المصدر نفسه، فإن سعة هذه الطائرة لن تتجاوز 19 شخصاً في رحلاتها، وستتراوح ما بين 9 و19 راكباً، كما أن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" وإدارة الطيران الفيدرالية ستقومان بعملية مراجعة التصميم قبل خروجه في شكله النهائي.
الشركة أوضحت أيضاً، أن هدفها الأساسي يتمثل في اختصار الوقت بشكل كبير في الرحلات الجوية، وتقديم الطائرة بأفضل تصميم ممكن.
"فيرجن غالتيك"، الشركة التي يملكها الملياردير ريتشارد برانسون، كان قد أسسها بهدف حمل السياح إلى الفضاء والتمتع بكوكب الأرض، بحيث يمكنهم النظر إليه من بعيد، والتمتع بانعدام الجاذبية داخل المقصورة.
وفق تقارير إعلامية أمريكية، فإن هذه الطائرة وعلى الرغم من كشف تصميمها فإنها تحتاج سنوات، من أجل أن تصبح عملية، إلى غاية دراسة جميع المخاطر التي قد تعترضها وكذا العيوب التي قد تشوبها.
بمقدور هذه الطائرة أيضاً السفر بسرعة "3 ماخ"، أي ما يعادل 2300 ميل في الساعة، أكثر من 3700 كم في الساعة، وذلك على ارتفاع 60 ألف قدم.
وهي السرعة التي تعتبر ضعف ما وصلت إليه طائرة كونكورد التي أُوقفت عن العمل في 2003، إذ وصلت سرعتها القصوى إلى 1300 ميل في الساعة.
ليست الأولى من نوعها: في الـ25 من نوفمبر/تشرين الثاني 2019، كشفت وكالة ناسا عن طائرة جديدة قادرة على اختراق سرعة الصوت، إذ ستتمكن من نقل ركابها من لندن إلى نيويورك في 4 ساعات فقط، وفق ما ذكرته صحيفة The Sun البريطانية.
أوضحت الصحيفة البريطانية، أن رحلات طائرات ناسا الجديدة ستكون أرخص من رحلات كونكورد السابقة، التي كانت تصل إلى نحو 13.000 دولار، وفقاً لصحيفة The Daily Mail.
تصميم الطائرة الجديدة، التي تُعرف بـX-59، سوف يحد من مستوى الضوضاء الناتجة عن اختراق الطائرة لسرعة الصوت.
وكانت هذه إحدى مشكلات طائرات الكونكورد، كان مستوى الضوضاء لا يسمح لها بالطيران فوق المدن، ولم تكن تُستغل سرعتها العالية في الطيران إلا فوق المياه.
كانت السرعات السابقة لطائرات الكونكورد تصل إلى 2.180 كيلومتراً في الساعة، وهي أسرع، مقارنة بالسرعة الحالية لطراز X-59 التي تصل إلى 1500 كيلومتر في الساعة. بينما تصل سرعة معظم رحلات الطيران التجارية حالياً إلى نحو 965 كيلومتراً في الساعة.
ولكن، وفقاً لوكالة ناسا، سوف تنخفض حدة "الصوت المدوّي" للطائرة بفضل شكل أنف الطائرة، التي تتجاوز سرعتها سرعة الصوت بمقدار 1.4 ضعف.
الرحلة الأولى للطائرة في 2021: وقال جيري بيكر، واحد من 500 مقيم استعانت بهم وكالة ناسا من أجل الاختبارات، لصحيفة The Daily Mail، إنهم سمعوا "دويّاً هائلاً عدة مرات" خلال التجارب، رغم أنهما كانا "مطبَّين هوائيَّين صغيرَين".
ويرجع تاريخ رحلة الركاب الأولى للطائرة كونكورد إلى عام 1976، قبل أن تتوقف كل رحلاتها عام 2003 لعدة أسباب، من بينها حادث تحطّم هائل عام 2000 وهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ثم استخدمتها وكالة ناسا لأغراض بحثية وجمع البيانات بحيث يمكن استخدامها لهندسة وتطوير طائرات ركاب تفوق سرعة الصوت في المستقبل.
كما تعمل وكالة ناسا أيضاً على تطوير طائرات كهربائية بالكامل تستخدم وقود الهيدروجين المجمد لتوفير خيارات أكثر ملاءمة من الناحية البيئية.
وقريباً سوف يصل السيّاح أيضاً إلى محطة الفضاء الدولية عن طريق ناسا بحلول عام 2020. ولكنها ليست رخيصة أيضاً، إذ تبلغ تكلفة الرحلة الواحدة 50 مليون دولار.