يلجأ العديد من النشطاء والمدافعين عن الخصوصية إلى الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) لإخفاء نشاطهم على شبكة الإنترنت عن الأعين المتلصصة، لكن يبدو أن بعض مزودي خدمات VPN عرضوا مستخدميها للخطر. إذ نقل موقع VPNMentor عن موقع The Register أن بيانات مهمة لمستخدمي سبع خدمات VPN مجانية في هونغ كونغ تزعم إن سياستها هي عدم تسجيل أنشطة المستخدمين، تم الكشف عنها على شبكة الإنترنت. وتضمن ذلك التسريب سجلات الاتصال والعناوين وبيانات المدفوعات وكلمات المرور النصية والنشاط على شبكة الإنترنت.
وكل تلك الشركات تستعمل خدمة من مزودٍ آخر وتعيد تسويقها لحسابها.
ولم تعد بعض المعلومات على الأقل متاحة على شبكة الإنترنت، غير أنها ظلت موجودة على محرك بحث إنترنت الأشياء Shodan.io لثمانية عشر يوماً.
UFO VPN تنكر!
إحدى تلك الخدمات، UFO VPN، قالت إنها لم تتمكن من الحفاظ على بياناتها سريعاً بسبب تغير في طاقم العمل مرتبط بجائحة فيروس كورونا. وشددت الشركة على أن السجلات تُستعمل فقط في مراقبة الأداء وأن هويات المستخدمين مخفية. لكن موقع CompariTech وكذلك VPNMentor يكذبان مزاعم UFO، إذ إن عينة من البيانات تنشر أسماء صريحة، ومن الواضح أن مزاعم عدم الاحتفاظ بالسجلات غير حقيقية بالمرة.
وهذه الواقعة توضح المشاكل المصاحبة لخدمات VPN المعاد تسويقها. فمن السهل جداً على بعض الشركات أن تعيد تسويق خدمات من مزود آخر وتضع عليها علامتها التجارية دون تحمل المسؤولية عن عيوب تلك الخدمات. وإن كنت مهتماً بخصوصية بياناتك، من الأفضل اللجوء إلى العلامات التجارية المعروفة.
وتزداد خطورة الأمر في هونغ كونغ، إذ إن منتقدي الحكومة يستعملون الشبكات الخاصة الافتراضية في تجنب المراقبة الصينية. ومثل هذا التسريب لا يهدد فقط خصوصية هذه الخدمات، بل يسهل مهمة المسؤولين الصينيين في قمع الاحتجاج. ومع أننا ما زلنا نجهل كيف خرجت هذه المعلومات إلى العلن، يمكن أن يؤدي هذا التسريب إلى مسارعة المستخدمين إلى خدمات أخرى وتغيير بيانات الدخول إلى حساباتهم.