ربما الفجوات بين الذكور والإناث تقل في مجالات الحياة المختلفة، خاصة بعدما أصبحت المرأة تعتلي أكبر المناصب التعليمية والسياسية، لكنها في التكنولوجيا الرقمية تأخذ طريقاً آخر، وربما لن تتحقق المساواة بين الطرفين إلا بعد 100 عام.
هذا ما تقوله دراسةٌ نُشِرَت في 21 يونيو/حزيران، أشارت إلى أن علوم الحاسوب ليست مُتباطئة فحسب، بل إنها أيضاً تمضي في الاتجاه الخطأ.
وتُبلوِر الدراسة، التي نُشِرت لأول مرة في صحيفة New York Times الأمريكية، مشكلةً أساسيةً تتعلَّق بالنوع الاجتماعي في مجال التكنولوجيا، وفق موقع Gizmodo الأمريكي.
وتقول الدراسة إن الذكور والبيض هم الأسوأ في فهم الأثر الذي تتركه العلوم والتطبيقات والخدمات على حياة النساء، وأعراق ذوي البشرة غير البيضاء.
وقد ظهرت المشكلة بوضوح في شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل فيسبوك، ومايكروسوفت، وجوجل، التي تعمل على بناء مستقبل تكنولوجي يرسم معالم القرن المقبل.
وربما يكون المثال الأوضح هو ظهور آليات التعرُّف على الوجوه، والتكنولوجيا التي يُشغِّلها الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي.
ففي بداية 2019، سلَّطَ جوي بولامويني وتيمنت غيبرو، الباحثان بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الضوء على إحدى طرق التحيُّز ضد السود التي تشوب تكنولوجيا التعرُّف على الوجوه؛ إذ إن تمثيل أصحاب الوجوه السمراء كان أقل مما ينبغي في قواعد البيانات المُستخدَمة للبرمجة.
وهو ما جعل خاصية التعرُّف على الوجوه أقل دقّة عند النظر إلى أصحاب البشرة السمراء.
وتوصَّل الباحثون إلى أنه حين كُلِفت خوارزميات التعرُّف على الوجوه بتحديد النوع الاجتماعي للأشخاص، أخطأت الخوارزميات بأن اعتبرت نحو 34.7% من النساء ذوات البشرة السوداء رجالاً، وذلك في حين أن مُعدَّلات الخطأ القصوى عند التعرّف على الذكور البيض كانت أقل من 1%.
وكتب الباحثون أن تحليل 2.87 مليون ورقة بحثية في مجال علوم الكمبيوتر في الفترة بين 1980 و2018 قد أظهر أنه "في أكثر الحالات تفاؤلاً، فمن المتوقّع أن يتحقق التكافؤ بين الجنسين بحلول عام 2100".
وأضافوا أنه "في المقابل، من المتوقّع أن يتحقق التكافؤ خلال عقدين إلى ثلاثة عقود في بحوث الطب الحيوي، وأخيراً، تكشف تحليلاتنا لاتجاهات التعاون بين الباحثين في علوم الكمبيوتر انخفاض مُعدَّلات التعاون بين مؤلِّفي الدراسات مختلفي الجنس".
وأصبحت سان فرانسيسكو مؤخَّراً أول مدينة تحظر استخدام خاصية التعرُّف على الوجوه، وتنظر مُدن أمريكية أخرى حالياً في المشكلة.
ولا تزال مُعدَّلات الزيادة البطيئة في نسبة الباحثات الإناث في علوم الكمبيوتر تشكِّل تحدياً للنساء اللاتي يدخلن هذا المجال، إضافة إلى أنهن يواجهن المزيد من التحدّيات في إيجاد فريق يتعاون معهنّ مقارنة بنظرائهن الذكور.