رغم ما حققته شركة أبل في صناعة الموسيقى، من خلال تطبيقها الشهير iTunes فإنه حسب إعلان الشركة الشهيرة، فإنها سوف تستغني عن هذا التطبيق لطرح ثلاثة تطبيقات أخرى أحدث منه.
شركة أبل سوف تلغي تطبيق iTunes
قالت شبكة CNN الأمريكية إن التطبيقات الحاسوبية الثلاثة التي تنوي طرحها هي Music، وTV، وPodcasts، بدلاً من iTunes؛ بنفس الطريقة التي تُقسَّم بها خدمات هذه التطبيقات على هواتف الآيفون وأجهزة الآيباد.
لكن تطبيق iTunes سوف يبقى قائماً باعتباره تطبيقاً مستقلاً بذاته على نظام تشغيل الآي أو إس، وعلى الحواسيب التي تعمل بنظام ويندوز.
وقال متحدث باسم الشركة إنَّ عمليات الشراء السابقة ومكتبات الأغاني سوف تبقى في كل تطبيق جديد على حواسيب الماك.
وخلال مؤتمر أبل العالمي للمطورين، المُنعقد في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، عرضت أبل الجيل القادم من أنظمة تشغيل هواتفها المحمولة "آي أو إس 13″، الذي أُضيف إليه وضع الرؤية الداكنة، وتحسنت معه قدرات المساعد الشخصي الذكي "سيري"، وإيماءة التراجع عن إتمام الإجراء، إضافةً إلى إصدار جديد من حواسيبها المكتبية "ماك برو"، بتصميم يشبه مبشرة الجبن.
خاصة أن تحركات الشركة للاستغناء عن هذا التطبيق لم تكن مفاجئة
حيث إن التحرك من أجل الاستغناء التدريجي عن iTunes لم يشكل مفاجأةً كبيرة، نظراً إلى أنَّ الشركة كانت تدفع مستخدميها نحو خدمة الاشتراكات في تطبيق Music. ففي النهاية، تستطيع أبل فرض رسومٍ شهرية على المستخدمين لزيادة إيراداتها، بدلاً من انتظار أن يشتري أحد المستهلكين عدداً قليلاً من الأغاني.
ووفقاً للتطبيقات الجديدة، فإن تطبيق Music يركز على الموسيقى وترشيحات الأغاني حسب التفضيلات الشخصية، فيما يسمح تطبيق Podcast للمستخدمين بالبحث عن المقاطع الصوتية بمساعدة التعلم الآلي، وسوف يدمج تطبيق TV محتوى الشبكات التي على شاكلة HBO وShowtime، إضافةً إلى البرامج الأصلية التي تقدمها شركة أبل.
وقالت الشركة إنَّ مستخدميها سوف يظلون قادرين على شراء وتنزيل الأغاني عبر سوق الموسيقى على تطبيق iTunes، ويمكنهم شراء الأفلام والبرامج التلفزيونية في تطبيق Apple TV. وأخبر متحدث باسم الشركة موقع CNN Business بأنَّ بطاقات الهدايا على iTunes سوف تظل سارية.
وتضيف الشركة أنَّ الأشخاص الذين استخدموا تطبيق iTunes لمزامنة أجهزتهم سوف يكونون الآن قادرين على القيام بذلك، عن طريق أداة يمكن تحديد موقعها عبر الشريط الجانبي في تطبيق البحث Finder بأجهزة "ماك".
وسوف تنطلق خصائص نظام التشغيل MacOS التي أُعلن عنها في مؤتمر أبل العالمي للمطورين في الخريف القادم.
وكان تطبيق iTunes قد بدأ رسمياً في عام 2001
حيث انطلق تطبيق iTunes رسمياً في 2001، لكنَّ سوق الموسيقى الخاص به، الذي انطلق بعد عامين من ذلك التاريخ، غيَّر الطريقة التي نشتري بها الأغاني والألبومات. إذ إنَّ تلك الفكرة جاءت في وقتٍ عانت فيه شركات الموسيقى من القرصنة الإلكترونية ومواقع مشاركة الملفات، لكن من خلال واجهة مستخدم بديهية نسبياً، وأداة دفع فواتير بسيطة، وقائمة متاحة حسب الطلب، كانت منصة iTunes تجربةً أفضل بكثير من أي منصة أخرى في ذاك الوقت.
وكانت استراتيجية iTunes منسجمة انسجاماً وثيقاً مع تجارة أجهزة أبل، لكنَّ إتاحة الاشتراك لعرض المحتوى والخدمات يشكل تحولاً واضحاً عن النموذج الذي صُمم به iTunes، وذلك حسبما قال جاك كنت، المحلل في شركة IHS Markit.
قال جاك كنت، المحلل في شركة IHS Markit، في إشارةٍ إلى ركود مبيعات هواتف الآيفون: "بالنسبة للأعمال التجارية لشركة أبل، يشكل هذا تحولاً استراتيجياً بعيداً عن تركيزٍ أساسيٍّ على الأجهزة، وانتقالاً إلى أعمالٍ تجارية تحظى فيها اشتراكات المحتوى والخدمات بأهميةٍ كبيرة من أجل هامش الربح والإيرادات".
وتوصَّل بحثٌ للشركة إلى أنَّ خدمات الاشتراكات كانت مسؤولةً عن 80% من إيرادات الموسيقى والفيديوهات على الإنترنت عام 2018 في أمريكا الشمالية وغرب أوروبا، مقارنةً بأقل من 10% في 2008.
واستطاعت شركة أبل أن تصل إلى ما يقارب الـ56 مليون عميل
وجادل النقاد على مدى السنوات بأنَّ التطبيقات المستقلة -مثل التطبيقات الموجودة فعلياً على هواتف الآيفون وأجهزة الآيباد- يمكن أن تقدم نهجاً أذكى. والآن بينما تملك شركة أبل 56 مليون من العملاء الذين يدفعون الأموال مقابل تلك الخدمات، ربما حان الوقت لمثل هذا التغيير.
وقال رامون لاماس، المحلل في شركة IDC لبحوث سوق تقنية المعلومات: "كان يجب على أبل ترتيب الأمور لتحقيق ذلك التغيير. إذا نظرت إلى سلوك المستهلك الذي يُبدي فيه المستخدمون استعداداً لدفع المال من أجل محتوى غير محدود -وهو ما يمكنهم الحصول عليه من مقدمي خدمات آخرين مثل سبوتيفاي وباندورا ونتفليكس- ستجد أن أبل تضع نفسها بذكاء في مواجهة هؤلاء المنافسين عن طريق نهجها الخاص".
لكنَّ تلك الأنباء لا تعني أنَّ تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، سوف يحذف أعواماً من الأغاني والأفلام التي جرى تحميلها. بل الأرجح ستبتكر الشركة خطواتٍ قادمة لإدارة ذلك المحتوى والوصول إليه بطرقٍ جديدة، مثل القيام بذلك عن طريق تطبيق Apple Music.
وأضاف لاماس: "بناء الجسور هو عمليةٌ مهمة على الدوام لتجنُّب تنفير قاعدة مستخدميها الحاليين، لكنِّي سأجادل بأنَّها اتخذت بالفعل هذه الخطوات إذا وضعنا في الاعتبار الأرقام الخاصة بتطبيق Apple Music. ومن الواضح أنَّها تحتاج إلى إرشاد الأشخاص في هذا الاتجاه، وتحديد موعدٍ نهائي كي يكون المستخدمون متأهبين".