شركات تكنولوجية أمريكية تقرر قطع علاقتها مع هواوي بعد قرار مشابه لـ جوجل

يبدو أن مصائب شركة هواوي الصينية لا تأتيها فرادى، وأن الولايات المتحدة عازمة كل العزم على تحطيم أحلام الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا، ضمن الحرب التجارية المستعرة بين واشنطن وبكين.

عربي بوست
تم النشر: 2019/05/21 الساعة 13:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/21 الساعة 13:12 بتوقيت غرينتش
شركة جوجل أعلنت عن تعليق خدماتها المُقدمة إلى هواوي الصينية- رويترز

يبدو أن مصائب شركة هواوي الصينية لا تأتيها فرادى، وأن الولايات المتحدة عازمة كل العزم على تحطيم أحلام الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا، ضمن الحرب التجارية المستعرة بين واشنطن وبكين.

وبعد القرار الصادم الذي أصدرته شركة جوجل الأمريكية، والذي قضى بحظر حاملي هواتف هواوي من استخدام تطبيقات جوجل وخدماتها، اتخذت شركات أمريكية أخرى إجراءات من شأنها أن تضر بشكل أكبر في صناعة الشركة الصينية.

هواوي على قائمة المحظورين

وقالت وكالة Blomberg الأمريكية، إن 4 شركات تكنولوجيا أمريكية قررت وقف التعامل مع شركة هواوي، وتمثل منتجات هذه الشركات ركناً أساسياً في صناعة الشركة الصينية.

وأشارت الوكالة إلى أن شركات صناعة الرقائق الإلكترونية الأمريكية، إنتل، وكوالكوم، وبرودكوم، وسيلينكس، أخبرت موظفيها بأنها لن تزود هواوي بشحناتها حتى إشعار آخر.

ويأتي قرار الشركات الأربع إلى جانب جوجل، امتثالاً لقرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أدرج هواوي إلى جانب 68 كياناً آخر على قائمة الشركات المحظور التعامل معها، ما يجعل من المستحيل تقريباً أن تشتري الشركة أي منتجات مصنوعة في الولايات المتحدة.

ويمثل قرار الشركات الأربع ضربة قوية للغاية للشركة الصينية، فشركة "إنتل" هي المسؤولة عن تزويد هواوي بمعالجات لحواسبها الشخصية التي تعمل بنظام ويندوز، وهذا يعني أن صناعة حواسب الشركة أصبحت في خطر، إذ تُعتبر إنتل واحدة من أفضل شركات المعالجات في العالم.

أما شركة "كوالكوم" فإنها توفر للشركة الصينية المعالجات وModems (خوادم) الهواتف الذكية، بحسب وكالة Blomberg.

وتعتمد شركة هواوي على شركة سيلينكس في الحصول على رقائق إلكترونية قابلة للبرمجة وتستخدم في الشبكة، وأما برودكوم فإن رقاقاتها الإلكترونية تحتل جزءاً رئيساً من مكونات العديد من منتجات هواوي.

وبوقف التعامل هذا، ستجد هواوي نفسها محاصرة بعض الشيء في سد النقص، لا سيما وأن أحلام الشركة التكنولوجية كبيرة للغاية.

سامسونج تستفيد

وبينما تتلقى هواوي الضربة تلو الأخرى من الولايات المتحدة، إلا أن الأمر انعكس إيجاباً على شركة سامسونغ إلكترونيكس، التي ارتفعت أسهمها بحوالي 3%، لا سيما بعد قرار جوجل بقطع العلاقات مع شركة الهواتف المحمولة الصينية.

ويحذر المحللون من أن هذه التطورات الأحدث في المواجهة المستمرة منذ أشهر بين هواوي والولايات المتحدة ستؤدي إلى انخفاض الطلب على أشباه الموصلات في الصين، ما يهدد الانتعاش الآسيوي الناشئ في القطاع.

وبعد قرار جوجل لن يكون بإمكان مستخدمي هواتف هواوي الوصول إلى الخدمات التي تحمل علامة جوجل وتشمل تطبيقي Gmail، وGoogle Maps، لكن ستبقى هواوي قادرة على استخدام نظام أندرويد لأنه عبارة عن مشروع مفتوح المصدر؛ يمكن لأي مصنع تعديله وتثبيته على أجهزته دون الحاجة إلى الحصول على إذن.

إلا أنه بالنسبة للهواتف الجديدة التي ستصنعها هواوي فإن جوجل لن تزودها بالخدمات، وبالتالي لن يتمكن حاملوها من تثبيت خدمات جوجل للمحمول (GMS) مسبقاً، ويتضمن ذلك مجموعة من تطبيقات جوجل الخاصة بما في ذلك: متجر التطبيقات والموسيقى والوسائط الأخرى، وصور جوجل، ويوتيوب، وخرائط جوجل، والتخزين السحابي على محرك جوجل، ومكالمات فيديو جوجل ديو".

ما البديل إذاً؟

أخبرت هواوي BBC أنها تفضل العمل بأندرويد، لكنها أنشأت نظام تشغيل جديداً كخطة احتياطية.

وقال جيريمي تومبسون، نائب الرئيس التنفيذي لشركة هواوي في المملكة المتحدة: "لقد وضعنا خططاً لهذه النتيجة المحتملة، لكن ذلك لم يحدث بعد"، يردف: "لدينا برنامج موازٍ لتطوير بديل.. نعتقد أنه سيسعد عملاءنا، على المدى القصير، لا يمثل ذلك أخباراً جيدة لشركة هواوي، لكنني أعتقد أننا نستطيع تجاوز ذلك".

في الصين قد لا تكون هذه خطوة مقلقة للغاية، وذلك بفضل حقيقة أن مالكي الأجهزة يقضون معظم وقتهم على WeChat، وهي منصة تتيح تشغيل تطبيقات الأطراف الخارجية داخلها.

علاوةً على ذلك فمن المرجح أن يتعرض مطورو البرامج الآخرون للضغط لطرح إصدارات من تطبيقاتهم المستقلة لنظام التشغيل الجديد بسرعة.

لكن في أماكن أخرى، قد تكون هذه الخطوة إشكالية للغاية. "أياً كان ما يخططون له فهو ميت قبل أن يُولد"، كما يدعي رحمن. ويضيف: "الجزء الحاسم من النجاح في نظام تشغيل الهاتف المحمول هو عدد التطبيقات المتاحة في متجر التطبيقات. وأندرويد يملك أكبر منصة مطوري تطبيقات، بجانب نظام تشغيل آبل".

تحميل المزيد