أثناء توجهك إلى العمل، أو عند مغادرتك للمنزل، سوف تكون بحاجة إلى شحن هاتفك وأجهزتك المحمولة الأخرى بأسرع وقت ممكن.
لا يتوقف الأمر أبداً على مجرد توصيل هاتفك بالكهرباء، وتركه يشحن وحده في وقت معين؛ لذلك نقدم إليك بعض النصائح والحيل الهامة التي سوف تمكنك من شحن جميع أجهزتك في أسرع وقت ممكن، بحسب موقع Gizmodo الأمريكي.
أساسيات شحن الأجهزة المحمولة
بشكل عام، تُقاس كمية الكهرباء التي تشحن جهازك بوحدة تسمى (وات)، ويمكنك بسهولة حساب هذه القيمة عن طريق ضرب قدرة التيار الكهربي للجهاز، والتي تقاس بوحدة (الفولت)، في قوة التيار الكهربي، والتي تقاس بوحدة (الأمبير)، وهي معدل تدفق الكهرباء إلى الجهاز.
نُشبه قدرة التيار الكهربي التي تقاس بالفولت بضغط الماء الذي يسري في خرطوم، فتكون وحدة التيار الكهربي أو الأمبير هي معدل تدفق التيار به.
إذا جمعنا بين القدرة والتيار فسوف نحصل على ناتج الماء الخارج من الخرطوم بشكل إجمالي.
الوات والفولت والأمبير ترتبط جميعاً ببعضها ارتباطاً وثيقاً، ولذلك سوف تجد هذه الأرقام مدوّنة على الشاحن الخاص بأي جهاز.
لذلك يأتي مع جهاز iPhone XS على سبيل المثال شاحن بقدرات شحن 5 وات، ولكن بعض الهواتف الحديثة تقبل الشحن بقدرات أعلى من ذلك.
لهذا السبب، إذا استخدمت شاحناً بقدرة 18 وات بدلاً من الشاحن التقليدي الذي يأتي بقدرة 5 وات، ستتم تعبئة بطارية هاتف آيفون، على سبيل المثال، بسرعة أكبر بكثير.
هناك بعض العوامل التي تؤثر على قدرات شحن هاتفك، وخلاصتها هي توفير أكبر قدر من الطاقة التي سوف تشحن بطارية هاتفك بأسرع وقت ممكن، بغضِّ النظر عن نوع الهاتف أو حجم البطارية.
اختيار الشاحن المناسب
حتى تتمكن من شحن هاتفك في وقت قصير، سيكون من المفترض أن توفر للهاتف شاحناً بقدرات عالية حتى تكتمل طاقة البطارية في أسرع وقت.
يأتي هاتف آيفون من إصدار عام 2017 وما بعدها، على سبيل المثال، مع شاحن تقليدي بقدرة 5 وات، إذا استخدمنا الشاحن القوي الذي يأتي مع أجهزة أيباد برو، والتي يكون بقدرة 18 وات، فسوف نحصل على شحن للبطارية بالكامل في أقل من نصف الوقت الذي يستغرقه شاحن 5 وات.
أظهرت الاختبارات الصادرة عن موقع MacRumors أن شاحناً بقدرات 18 وات يستطيع توفير ضعف كمية الطاقة التي تشحن البطارية خلال ساعة فقط.
يمكنك أيضاً استخدام لابتوب ماك بوك برو MacBook Pro للحصول على منفذ شحن سريع لهاتف آيفون، من خلال منفذ USB-C الذي يوفر قدرة تصل إلى 10 وات.
بناء على ذلك، سوف تحصل على ضعف الطاقة التي يوفرها شاحن 5 وات من خلال منفذ لابتوب ماك، ولكن إذا استخدمت لابتوب مع منفذ شحن USB منخفض الطاقة، فلن تستطيع توفير الدعم السريع لشحن البطارية.
لاحِظ أيضاً أن بعض الهواتف الأخرى تأتي مع شاحن سريع مخصص لنفس الإصدار (الموديل) مثل هاتف جوجل بكسل 3 Pixel، الذي يأتي شاحنه بقدرة 18 وات.
النصيحة التي نقدمها لك في هذا الجانب، هي أن تختار الشاحن الذي يوفر أكبر قدر من الطاقة للبطارية، مع مراعاة الحد الأقصى الذي يمكن أن تستوعبه.
إذا كنت تقوم بشحن هاتفك المحمول، أو التابلت أو اللابتوب، فسوف يكون استخدام الشاحن الموصل بشكل مباشر في مفتاح الكهرباء أفضل خيار لذلك، ويكون أفضل من استخدام منفذ الشحن في أجهزة اللابتوب.
الأجهزة الأكبر مثل اللابتوب تأتي عادة مع شاحن أعلى من حيث القدرة الكهربية، لذلك، عندما تقوم بتوصيل الهاتف أو التابلت أو آيباد بشاحن اللابتوب، فسوف تحصل على قدرات شحن أسرع.
ولكن العكس لن يكون جيداً؛ إذ إنك بتوصيل شاحن آيفون لشحن جهاز اللابتوب لن تحصل على شحن سريع، وضع في اعتبارك أن منفذ شحن USB-C أفضل من حيث توفير كمية أكبر من الطاقة للجهاز، من منفذ USB التقليدي.
بالنسبة للشاحن اللاسلكي، فإنه يقوم بعمل رائع، ولكنه لا يقدم قدرات شحن أسرع من الشاحن السلكي العادي، إلا إذا كنت تستخدم شاحناً عادياً منخفض القدرة مثل شاحن 5 وات.
على سبيل المثال، توفر شركة جوجل شاحناً لاسلكياً لوحيّاً بقدرة 10 وات مع هواتف Pixel 3، وهي ذات قدرات أعلى من الشاحن العادي.
تذكر أن شاحن USB المتوفر في السيارة يقدم طاقة منخفضة، ويكون أبطأ بكثير من الشاحن اللاسلكي والشاحن العادي.
يجب البحث عن أفضل شاحن مناسب لهاتفك، إذا لم يتوفر في علبة الهاتف شاحن من النوع السريع.
إذا كنت في عجلة من أمرك وتحتاج إلى شحن بطارية هاتفك أو أي جهاز محمول آخر بسرعة، فسيكون شاحن الحائط السريع أفضل أداة للوصول إلى بطارية تدوم لفترة أطول.
هل هذا يعني أنك تستطيع استخدام أي شاحن؟
الإجابة ستكون نعم ولا في نفس الوقت؛ فإذا كان هاتفك يدعم قدرات أعلى من الشحن وهو ما يتوفر في غالبية الهواتف والأجهزة المحمولة الحديثة، سوف يكون هذا الأمر مفيداً للغاية. على سبيل المثال، عند استخدام شاحن آيباد أو ماك بوك لشحن بطارية جهاز آيفون.
ولكن يتوجب علينا تحذيرك من استخدام أجهزة شحن مختلفة لنفس الهاتف، لأن التنقل بين هذه الأدوات ربما يتلف البطارية ويدمرها في النهاية.
عندما تستخدم شاحناً قديماً أو شاحناً رديئاً مثل الكثير من الأنواع المتوفرة في السوق هذه الأيام، ربما ينتهي بك الأمر إلى تلف الجهاز أو حدوث حريق بداخله.
لا توجد أي مشكلة في الأجهزة الحديثة، لأن منافذ الشحن المتطورة مثل USB-C وUSB 3.X لديها قدرات رائعة في توفيق عملية التشغيل البيني، وتتوفر بها آليات للوقاية لوقف أي عملية شحن زائدة، والتي من الممكن أن تتسبب في تلف الجهاز والبطارية.
أفضل دعم للبطارية
نذكّرك باختيار شاحن وكابل توصيل من علامة تجارية معتمدة وموثوقة لتفادي أي مشاكل قد تحدث من استخدام الأجهزة الرديئة.
هناك أيضاً تقنيات مختلفة للشحن تخص كل جهاز، وكل تقنية تتطلب معايير معينة في نوع الشاحن المستخدم.
على سبيل المثال، لن تجد شاحناً أفضل من الذي يتوفر مع هاتف OnePlus، لأنه يقدم أسرع وقت لشحن البطارية من أي شاحن خارجي آخر.
في الغالب، يوجد تقنيتان أساسيتان للشحن السريع في هواتف هذه المرحلة، وهما تقنية الشحن السريع من شركة كوالكوم QuickCharge التي تدعم الكثير من هواتف أندرويد، وتقنية إرسال الطاقة السريعة USB PD التي تتوفر في أجهزة جوجل بكسل.
في كل تقنية، لن تستطيع الحصول على خاصية الشحن السريع من دون استخدام الهاتف والشاحن المخصص له في نفس الوقت.
لذلك، إذا أردت الحصول على أفضل دعم للبطارية، تأكد من التقنية التي يستخدمها جهازك للشحن قبل اختيار الشاحن اللاسلكي المتناسب معه.
ليست هناك حاجة للقلق من كثرة المعايير التي يجب أن تراعيها قبل اختيار الشاحن. فقط يمكنك البحث عبر الإنترنت عن تقنية الشحن المناسبة لجهازك، وأقصى قدرة شحن تقبلها البطارية، ثم في النهاية تختار الشاحن المناسب.
وقف تشغيل الهاتف سيكون مفيداً
عند شحن الهاتف أو اللابتوب أو آيباد أو غيرها من الأجهزة الصغيرة المحمولة، يكون من الجيد ملاحظة ما الذي يقوم الجهاز بعمله وقت الشحن. إذا كنت تقوم بشحن الجهاز بينما تستمر في مشاهدة الفيديو أو تشغيل الموسيقى أو فتح العديد من التطبيقات الثقيلة، فسوف تستهلك الكثير من الطاقة وسيكون الشحن أبطأ. أما إذا أوقفت تشغيل كافة هذه التطبيقات والمشغلات، فسيكون الأمر أفضل وأسرع.
تشغيل الكثير من البرمجيات أثناء الشحن، ربما يؤثر على العمر الافتراضي للبطارية.
إذا كان يتوجب عليك استخدام الجهاز أثناء الشحن، فمن الأفضل أن تغلق التطبيقات والبرمجيات التي لا حاجة لها، حتى تحصل على شحن أسرع وتوفير أكبر للطاقة التي تدعم البطارية بعد إتمام عملية الشحن.
في بعض الأحيان، لا تستطيع إيقاف تشغيل الجهاز بشكل كامل، في هذه الحالة، حاول أن تقلل من مصادر استهلاك الطاقة قدر الإمكان، بما في ذلك إيقاف البلوتوث والواي فاي Wifi وخفض مستوى الصوت، وخفض سطوع الشاشة، وكذلك أي تطبيقات تستهلك الكثير من الطاقة.
تحتاج هذه التعديلات الطفيفة في طريقة الشحن إلى أكثر من 10 دقائق لكي تلاحظ الفارق في سرعة الشحن. ربما تجد اتجاهاً آخر يقول إن هذا الأمر لا يؤثر على قدرات الشحن، ولكن تجربتنا العملية تجد عكس ذلك.
في هاتف جوجل بكسل 2، سوف تحصل على 5-6 نقاط شحن إضافية إذا أوقفت تشغيل الجهاز أثناء الشحن خلال مدة 30 دقيقة، أما إذا كنت تشغل فيديو على سبيل المثال أثناء الشحن، فسيكون تحميل البطارية أبطأ من المعتاد.
في النهاية، يمكننا القول إن لكل جهاز حالة مختلفة اعتماداً على مدى استهلاك الطاقة، والسرعة القصوى للشحن، وكمية الطاقة التي تستوعبها البطارية بالفعل.
ولكن بشكل عام، إيقاف تشغيل الهاتف أثناء الشحن سوف يوفر دعماً إضافياً للشحن السريع، وذلك ما اتضح لنا من خلال التجربة العملية.