عندما يتعطل فيسبوك ينهار معه الاقتصاد.. اسأل المعلنين!

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/17 الساعة 13:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/01 الساعة 19:03 بتوقيت غرينتش
Hand using smartphone with Social media concept.

اختار جاسون وونغ يوماً خاطئاً لتجديد مخزونه من الرموش الصناعية. يوم الأربعاء 13 مارس/آذار، وفي خضم انقطاع خدمة إنستغرام وفيسبوك على مدار اليوم تقريباً، عزم وونغ وشركته، Wonghaus Ventures، على تشغيل حماية إعلانية على فيسبوك وإنستغرام للترويج لمخزونه الجديد، وجعل الأشخاص المؤثرون (influencers) يكتبون منشورات مدفوعة برعايته للترويج لمنتجاته.

ظهرت المنشورات، ولكن لم يتمكن من رؤيتها إلا القليل. ويقدِّر وونغ خسائر شركته من هذا العطل بحوالي 10 آلاف دولار.

ويقول وونغ: "بالنظر إلى إيراداتنا السابقة خلال الأيام السبعة أو الثمانية الماضية، وبالنظر إلى ما حدث الأربعاء، يمكننا نوعاً ما تقدير خسائرنا بناء على سجلاتنا للأسبوع الماضي".

وونغ ليس الوحيد الذي خسر المال نتيجة هذا الانقطاع. هناك ملايين الشركات التي  تعلن عبر هذه المنصات أو تعتمد على المنشورات المدفوعة للأغراض التسويقية.

تعطل فيسبوك يفقد خطوط التواصل الحيوية مع الجمهور

وتعتبر إنستغرام وفيسبوك منافذ دعائية اقتصادية يمكن للأشخاص من خلالها رؤية الإعلانات والشراء مباشرة.

هذا الانقطاع أشبه باختفاء اللوحات الإعلانية وإعلانات الإذاعة من المدينة، ولا يتمكن أحد من العثور على المتاجر التي تتواجد بها المنتجات المعلن عنها.

يتوقع فيسبوك أحداثاً كهذه، ولا يفرض رسوماً على المعلنين إلا عند تحقيق حملاتهم لنتائج معينة.

عندما يعلن الأشخاص، فإنهم يختارون إذا كانوا يريدون ترك انطباع جديد (للأشخاص الذين يرون منشورهم)، أو المحادثات (الأشخاص الذين ينقرون على المنشور فعلياً)، أو دفع المنشورات تجاه الأشخاص المتابعون بالفعل هذا العمل.

وبهذه الطريقة، لم يخسر وونغ والآخرون أموالهم بطريقة مباشرة. إنما تمثّل هذه الخسائر خسارة للإيرادات المحتملة أو انخفاض بعدد الأشخاص الذين قاموا بالنقر على الإعلان أو اشتروا من خلاله.

خسائر مستمرة في إيرادات كان يمكن أن تكون

يقول وونغ بأن شركته تحقق أرباحاً بين 8 و10 آلاف دولار يومياً مقسمة بين الرموش الصناعية ومنتجات أخرى مثل الكتاب المقدس للميمات، وكتب التلوين ولعبة البطاقات، Memebanz.

وفي هذا اليوم، لم يكن هناك أي إيرادات من فيسبوك أو إنستغرام.

الشركات التي لم تبيع أي شيء مباشرة تقول إنها لا تزال تتوقع خسارة الأموال بسبب هذا العطل.

وقالت لورا فينت، رئيسة تسويق الأداء في أستوديو تصميم المنتجات AJ&Smart، لموقع The Verge أن الشركة رأت انخفاض 4 إلى 6% في عدد النقرات والتفاعل بالأمس.

وهذا يعني متابعة وعمل خدمات التصميم لعدد أقل من الناس.

وتقول: "بناء على كيفية إعداد حملاتنا، يبدو أننا سنرى تأثير هذا العطل على إيراداتنا خلال عطلة نهاية الأسبوع".

وكان وقع هذا العطل أكثر صعوبة على الشركات التي كانت تحاول الإعلان عن فعاليات معينة.

إنستغرام قبض أمواله من المعلنين رغم العطل

كانت ساندي كالديرون، مدربة الصحة الشاملة، تعتزم تقديم تدريب إلكتروني لرائدات الأعمال في اليوم التالي لهذا العطل، وتخطط لشراء إعلانات اللحظات الأخيرة على فيسبوك وإنستغرام للترويج لهذا الحدث.

وقالت إن إعلانات فيسبوك لم تعمل بسبب هذا العطل، ولا يمكنها معرفة إذا كانت الإعلانات قد عملت على إنستغرام أم لا.

وبسبب عدم ظهور الإعلانات، خسرت كالديرون اشتراكات محتملة كثيرة لدورتها التدريبية.

تقول كالديرون أيضاً أنها دفعت رسوماً مقابل إعلاناتها على إنستغرام، على الرغم من أنها غير واثقة إن كان أي شخص قد رآها.

وتقول في رسالة إلكترونية أرسلتها إلى موقع The Verge: "الأمر المهم بالنسبة لي أن إنستغرام استمر في استهلاك ميزانيتي على الرغم من عدم قدرة أي شخص على رؤية إعلاني، فضلاً عن اشتراك أي شخص في الدورة التدريبية أو حتى إدراك وجودها، هذه خسارة على عدة أصعدة، وليست خسارة مالية فقط".

 والمؤثرون قبضوا أموالهم أيضاً.. ولكن بلا إيرادات

تضطلع الأعمال الجانبية للتسويق المؤثر على منصات فيسبوك بدورٍ مهم، وهي طريقة أخرى خسرت بها الشركات الأموال.

يقول وونغ أنه إلى جانب خسارة إيراداته المحتملة والمتوقعة، فقد عقد اتفاقاً مع الأشخاص المؤثرين للإعلان والترويج لمنتجاته.

هذه الصفقات لا تتسم بالطابع الرسمي وستكلفه أموالاً لأنهم كتبوا منشوراتهم في اليوم الذي انخفضت فيه المشاهدات بشكل هائل.

تقول ماي كاروفسكي، مؤسسة شركة التسويق المؤثر Obviously: "غالباً يوقع الأشخاص المؤثرون على عقود مع العلامات التجارية التي يتفقون معها على نشر محتوى خلال فترة زمنية معينة".

ما هو الحل في هذه "الظروف القهرية" إذاً؟

وذكرت أن هذه التعاقدات تتضمن بنداً عن "الظروف القهرية"، أو أحداث غير متوقعة، مثل تعطل إنستغرام، والذي يتيح للعلامات التجارية والأشخاص المؤثرين إعادة جدولة منشوراتهم زمنياً.

وتقول كاروفسكي إنها "واثقة تماماً من عدم تضرر المؤثرين من هذا العطل"، على الرغم من أنهم قد يكونوا قد خسروا تعاقداتهم إذا قاموا بالنشر قبل الانقطاع مباشرة، ولم تكن نتائج المنشور جيدة بسبب العطل.

وتقول في رسالة إلكترونية أرسلتها إلى موقع The Verge: "مثل هذه المواقف الغريبة تعطي العلامات التجارية سبباً وجيهاً لبناء علاقات قوية مع المسوّقين المؤثرين بدلاً من العمل معهم لمرة واحدة وعدم الانخراط معهم مجدداً. في النهاية هؤلاء المؤثرون بشر، وسوف يقومون بأكثر مما ينص عليه التعاقد إذا كانوا يتمتعون بعلاقات طيبة".

 يبقى الرهان على التفهم وأرباح المستقبل

ويقول وونغ، في حالته، تم الاتفاق عبر المراسلات المباشرة ولا توجد عقود رسمية.

ولم يقم بعمل علاقات مع المؤثرين، ولا يتوقع استرداد أمواله، إلا أنه يأمل بأن يفكروا بإعادة النشر عن منتجاته بحيث يتمكن فريقه من مواصلة العمل معهم.

ويقول: "أعتقد إذا كنت ناضجاً في عالم التسويق، ستتفهم أن هناك المزيد من المال أكثر مما قد يأتي من التعامل لمرة واحدة. إذا كان بإمكانك مساعدتنا وتلبية هذا الطلب، والمساعدة في احتواء هذا الموقف الخاص، ستزداد استثماراتك على المدى البعيد".

بشكل عام، يقول وونغ أن شركته لا تعمل على إنستغرام وفيسبوك فقط.

لذا بالرغم من الخسائر التي ألحقها به هذه العطل، لم يخرجه من السوق. وأكّدت فينت على الأمر نفسه.

وقالت: "فيسبوك يمثل منصة ضخمة لأعمالنا، ونحقق من خلاله نجاح رائع كقناة إعلانية، ولكنني أدرك الآن أكثر من ذي قبل ضرورة تحصين أنفسنا من هذه المخاطر".

ويتمنى وونغ أيضاً أن يكون فيسبوك أكثر انفتاحاً وشفافية بشأن ما حدث.

ويقول: "يجب أن يتحلوا بالمزيد من الشفافية مع المعلنين، خاصة أننا نحن من نموِّل منصتهم".

تحميل المزيد