هل اقتربت نهاية الحواسيب المحمولة؟ وهل سيأتي اليوم الذي نستغنى فيه عن هذه الأجهزة في أعمالنا، وتصبح الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية هي البدائل؟
على مدار 30 عاماً تقريباً، هي عمر الحواسيب الشخصية المحمولة (Laptop)، لم يتغير تصميمها كثيراً.
فأغلب الحواسيب المحمولة حافظ على التصميم المعتاد للشاشة ولوحة المفاتيح ولوحة اللمس ،Trackpad وهو ما يعرف بتصميم الصدفة أو Clamshell.
وعلى الرغم من ظهور الكثير من المحاولات عبر تلك السنوات الطويلة لتغيير ذلك التصميم التقليدي، فإن هذا التصميم هو المسيطر بشكل كبير على ذلك القطاع من الحواسيب.
في مقابل الثبات النسبي لتصميمات الحواسيب المحمولة، هناك تطور مستمر يحدث في الأجهزة المنافسة خاصة الأجهزة اللوحية، مما يدفع البعض للتساؤل، هل اقتربت نهاية الحواسيب المحمولة؟، وهو ما سنحاول الإجابة عليه في هذا التقرير.
هل اقتربت نهاية الحواسيب المحمولة؟ إليك ما تفكر به الشركات الكبرى
مع التطور التكنولوجي، تحاول العديد من الشركات العالمية إحداث ثورة في مستقبل شكل الحواسيب الشخصية المحمولة، لتتناسب أكثر مع احتياجات المستخدمين.
ويسعى أخرون إلى مزيد من الربط بين الحواسيب الشخصية والهواتف المحمولة، والأجهزة اللوحية.
في حين أن بعض الشركات الكبرى يبدو أنها تحاول تقديم بدائل للحواسيب المحمولة.
الأمر الذي يعزز التساؤل حول، هل اقتربت نهاية الحواسيب المحمولة؟
آبل: الأجهزة اللوحية بديلاً للحواسيب المحمولة
شركة آبل تقدم iPad Pro على أنه رؤيتها لمستقبل الحواسيب الشخصية.
فآبل تحرص على الإعلان عن ذلك في حفلات إطلاق iPad Pro كل عام، وحتى في إعلاناتها التلفزيونية.
والـ iPad Pro ببساطة، هو iPad بمواصفات أقوى وشاشة أكبر من النسخة الاعتيادية من iPad، مزود بلوحة مفاتيح وتدعم شاشته قلماً Apple Pencil.
وعلى مدار ثلاثة أعوام هي عمر iPad Pro في الأسواق، تميز الـiPad Pro بأنه حاسب لوحي ذو أداء قوي وكان دعمه لـApple Pencil النقطة التي جعلت منه جهازاً مثالياً لمنتجي المحتوى، خاصة مصممي الغرافيك والرسامين.
ولكن على الرغم من هذا، تكمن نقطة ضعف iPad Pro الأساسية في نظام تشغيله.
فالـiPad Pro يعمل بنظام تشغيل IOS.
وهو نظام تشغيل هواتف iphone نفسه، وهو ما يعني أن الجهاز لا يستطيع أن يقوم بالعديد من الأشياء الأساسية التي يحتاجها المستخدم في حاسوبه الشخصي العادي، كدعم نظام التحكم في ملفات كامل File manager أو دعم بعض الإكسسوارات كاستخدام فأرة Mouse.
نقطة نظام التشغيل تلك جعلت من الصعب على أغلب مستخدمي iPad Pro الاستغناء عن حواسيبهم الشخصية تماماً لصالح الـiPad Pro على الرغم من كونه جهازاً قوياً يقدم أداء استثنائياً.
لذا فقد يكون في المستقبل جهاز مقدم من آبل في شكل وأداء الـiPad Pro ولكن بنظام تشغيل OSX، وهو نظام تشغيل آبل للحواسيب، أو حتى نسخة مخففة منه لحل لتلك المشكلة.
مايكروسوفت: عندما تحاول الحواسيب تقمص شخصية الأجهزة اللوحية
مايكروسوفت من ناحيتها وعلى مدار 6 أعوام، قدمت حواسيب Surface على أنها رؤيته لمستقبل الحواسيب الشخصية.
فحواسيب Surface هي ببساطة، حواسيب لوحية تعمل بنسخة نظام تشغيل Windows الكاملة، ويمكن أن يتضمن لوحة مفاتيح مزودة بـTrackpad وقلم له، ليصير إلى حد كبير تجربة مشابهة بتجربة iPad Pro.
وعلى الرغم من أن iPad Pro وSurface يظهران كأنهما متقاربان إلى حد كبير، فإن الفلسفة وراءهما مختلفة تمام.
فـiPad Pro هو جهاز لوحي يعمل بنظام تشغيل خاص بالهواتف المحمولة، يحاول أن يؤدي دور الحاسوب الشخصي.
أما Surface فهو حاسوب محمول بعتاده الكامل، تمت هندسته ليكون على شكل حاسوب لوحي يعمل بنظام تشغيل خاص بالحواسيب العادية.
ولعل نقطة نظام التشغيل تمثل نقطة قوة وضعف حواسيب Surface في الوقت نفسه.
فمن ناحية، يقدم نظام تشغيل Windows على حواسيب Surface تجربة مستخدم كاملة، فيمكن تثبيت أي برنامج عليه والقيام تقريباً بأي مهمة يقوم بها حاسوب شخصي.
إلا أنّ ضعف دعم نظام تشغيل Windows في الإدخال باللمس حتى مع نسخة Windows 10 وتأثير نظام التشغيل والعتاد الموجود على عمر البطارية بشكل كبير، هما أهم نقاط ضعف حواسيب Surface.
مايكروسوفت من ناحيتها لا تعتبر حواسيب Surface مجرد منتج تنتجه وتسعى إلى بيعه بشكل واسع.
فشركة مايكروسوفت في النهاية شركة نظم تشغيل لا شركة تصنيع أجهزة.
ولهذا فإن مايكروسوفت اعتبرت حواسيب Surface رؤيتها للحواسيب الشخصية، حيث حثت بقية شركات إنتاج الأجهزة على الاستلهام منها.
والنتيجة أننا رأينا في السنوات الاخيرة العشرات من المنتجات من شركات عدة تعتمد نفس تصميم أو تصماميم مقاربة لحواسيب Surface.
جوجل: تخلّت عن الأندرويد وحاولت الجمع بين مميزات الـWindows والـIOS
أطلقت شركة جوجل فى عام 2018 حاسوبها اللوحي، الذي حمل Pixel Slate، وهو عبارة عن حاسوب لوحي يمكن إلحاق به لوحة مفاتيح مزودة بـTrackpad وقلم.
ويعمل الجهاز بنظام تشغيل Chrome OS وهو نظام تشغيل من تطوير شركة جوجل، قائم بشكل أساسي على متصفح Chrome الخاص بالشركة، كما أنه يمكنه تشغيل البرامج من متجر أندرويد للتطبيقات.
Pixel Slate من ناحية التصميم مشابه إلى حد كبير لـiPad Pro و Surfuce.
لكن من ناحية نظام التشغيل، جاء Pixel Slate لتأكيد أن جوجل استغنت عن أندرويد كنظام تشغيل لأجهزتها اللوحية أو حواسيبها المستقبلية واكتفت به فقط كنظام تشغيل للهواتف.
والسبب في ذلك أنه في عام 2015، عندما أطلقت جوجل حاسوب Pixel C اللوحي بنظام تشغيل أندرويد، واجه مشكلة بسبب ضعف دعم برامج أندرويد للحواسيب اللوحية.
ولذا اختارت جوجل الانتقال إلى Chrome OS.
ونظام تشغيل Chrome OS يعتبر حلاً وسطاً بين نظام تشغيل Windows المصمم للحواسيب بشكل أساسي ونظام IOS المصمم للهواتف المحمولة.
فنظام Chrome OS خفيف إلى حد كبير ويحتوي على كل الأساسيات التي يحتاجها المستخدم العادي.
إلا أن قلة عدد التطبيقات الجيدة المتوافرة في متجره -كتطبيقات Adobe مثلاً- تجعل منها تجربة ناقصة إلى حد كبير.
سامسونغ: فكرة ثورية تحاول الربط بين الهواتف والحواسيب.. فهل تنجح؟
لعل شركة سامسونغ معروفة بأنها شركة هواتف محمولة، إلا أن سامسونغ تنتج أيضاً حواسيب شخصية بأشكال مختلفة تعمل بأنظمة تشغيل مختلفة.
فهي تنتج نسخاً من حاسوب Chromebook يعمل بنظام تشغيل Chrome OS، وحتى إنها تنتج حواسيب مشابهة لتصميم Surface تعمل بنظام تشغيل Windows.
ولكن فيما يتعلق بتصور سامسونغ لمستقبل الحواسيب المحمولة، فالشركة اتخذت منحى مختلفاً عن كل الشركات الأخرى، حيث دمجت ذلك التصور في أهم هواتفها المحمولة من فئة Note وS.
فمع إصدارها هواتف S8 وNote 8 أعلنت الشركة الكورية عن برنامج سامسونغ Dex، وهو ببساطةٍ نسخة معدلة من نظام تشغيل أندرويد تسمح بتحويل الهاتف إلى حاسوب بمجرد توصيله بشاشة خارجية.
الفكرة تعتبر ثورية، فنظرياً بإمكان المستخدم فور وصوله إلى المنزل أو المكتب، أن يوصل الهاتف بشاشة خارجية، ليكمل عمله الذي كان يقوم به على الهاتف المحمول، ولكن على شاشة أكبر.
وهو ما يعني أن المستخدم يمكنه أن يستغني عن حاسوبه المحمول تماماً لصالح هاتفه المحمول.
ولكن عملياً، الأمر صعب بعض الشيء؛ فتوافر شاشة خارجية، بالإضافة إلى لوحة مفاتيح وفأرة، ليس بالأمر الهين.
كما أن النظام في النهاية يعمل بنظام تشغيل أندرويد، وهو ما يعني عدم توافر كل التطبيقات التي قد يحتاجها المستخدم.
إذن، هل استعددت للتخلي عن الحاسوب المحمول؟ خياراتك ترتبط باحتياجاتك
في ضوء ماسبق، هل اقتربت نهاية الحواسيب المحمولة؟
تشير الإحصاءات أن أكثر من 90% من استخدامنا للحواسيب هي لتصفُّح الإنترنت أو مطالعة محتوى أو كتابة مستندات.
فإن كنت من هذا النوع من المستخدمين، فإن جميع الحلول الواردة هنا قد تكون مناسبة جدا لك وقد تغنيك عن استخدام حاسوبك الشخصي التقليدي وقد تعطيك تجربة مستخدم أفضل في بعض الحالات.
وفي الكثير من الأحيان، قد يكون حاسوبك اللوحي رخيص الثمن الموجود بالفعل لديك، أو حتى هاتفك المحمول حلاً مثالياً، ولن تحتاج إلى إنفاق قرابة 1000 دولار (هو متوسط أسعار المنتجات الواردة في تلك المقالة ) التي تمثل بدائل لحاسوبك المحمول التقليدي.
وقد يكون كل ما تحتاج إليه لوحة مفاتيح خارجية توصلها بهاتفك أو جهازك اللوحي، للتمكن من الكتابة بشكل أسرع.
أما إذا كنت ممن يوصفون بأنهم مستخدمون أقوياء (Power user)، أي كنت تستخدم برامج معينة لا تعمل إلا على أجهزة وبرامج تشغيل قوية، أو حتى كنت تستخدم حاسوبك لتعلب ألعاب فيديو تحتاج إلى عتاد قوي.
والأهم لو كنت تحرر مقاطع فيديو أو الصور بشكل احترافي، فإن أغلب المنتجات الواردة في هذا المقال قد لا تكون مناسبة لك، قد تستطيع أن تنجز بها بعض العمل لكنها لن تغنيك عن حاسوبك التقليدي الذي ما زال هو السيد في هذا المجال.
ويبدو الوقت مازال مبكراً لإجابة هذا السؤال الذي يحيرك، هل اقتربت نهاية الحواسيب المحمولة؟