كيف يمكنني منع جوجل من التدخل بكل شيء تقريباً في حياتي؟ فقد بدأت شركة جوجل مشوارها بالسيطرة على سوق محركات البحث.
إذ تسيطر حالياً على أنظمة تشغيل الهواتف الذكية Android، وبرنامج التصفح Chrome، والبريد الإلكتروني على شبكة الإنترنت Gmail، وخدمة مقاطع الفيديو على الإنترنت YouTube وخدمة الخرائط جوجل Maps.
كما تخوض المنافسات في مجالات أخرى من خلال منصتها السحابية الخاصة، بالإضافة إلى حزمة البرامج المكتبية المتاحة عبر الإنترنت، وأجهزة Chromebooks، وتطبيق Waze للملاحة باستخدام GPS، وشركة Nest، وغيرها.
كما تعتبر شركة جوجل من أكثر الشركات المتقدمة في مجال السيارات ذاتية القيادة عن طريق شركة Waymo والذكاء الاصطناعي عن طريق شركة DeepMind.
ولذا فقد يبدو أن مقاومة جميع تلك المنتجات غير مجدٍ، إذ إن استخدامها يعتبر أمراً لا مفر منه.
شبكة Google المسيطرة على كل شيء في حياتنا تقريباً
قد نتفق على أن شركة جوجل تمكنت من الفوز من خلال تقديم منتجات عالية الجودة، بالإضافة إلى ما يزيد على 40 خدمة ومنتجاً توقفت الشركة عن تقديمها، والتي سينضم إليها قريباً شبكتها الاجتماعية المعروفة باسم Google+، ما يبرهن على أنها لا تربح دائماً. لكن هناك مشاكل أخرى تواجهها الشركة.
أولاً، تتحكم جوجل حالياً في تطوير شبكة الإنترنت لدرجة أن شركة Microsoft لا تستطيع المنافسة، كما يتضح من قرار Microsoft الأخير الذي يتعلق باستبدال محرك تصفح EdgeHTML وتبني استخدام متصفح Chromium مفتوح المصدر الذي يعتمد عليه متصفح Chrome الخاص بشركة Google. كان من المفترض أن يستفيد المستخدمون من المنافسة القائمة بين التطبيقات المتنافسة على معايير الشبكة المفتوحة، لكن اليوم أصبح Chromium وبالتالي Chrome هو المعيار الأساسي.
ثانياً، يواجه العديد منا مشكلات تتعلق بنموذج الأعمال الذي تتبعه شركة Google، والذي وصفته شوشانا زوبوف، الأستاذة في مدرسة هارفارد للأعمال، بـ"رأسمالية المراقبة". إذ تموِّل جوجل خدماتها المجانية عن طريق تعقب المستخدمين واستهدافهم بالإعلانات.
بل في الواقع، تتعقبك جوجل عبر شبكة الإنترنت حتى لو لم تقم أبداً باستخدام أيٍّ من منتجات شركة جوجل مباشرةً؛ نظراً لأن المواقع الأخرى تستخدم عادةً منتجات جوجل مثل منتج جوجل الرئيسي للإعلانات AdWords، وشركة AdMob، وشركة DoubleClick، وخدمات جوجل Analytics، بالإضافة إلى غيرها من منتجات التعقب أو الإعلان.
من خلال عمليات البحث التي تجريها وزيارات الموقع، من المحتمل أن شركة جوجل تعرف الكثير من الأشياء عنك أكثر مما تعرفه والدتك أو زوجتك، ولا يعرف أي شخص مآل هذه المعلومات في نهاية المطاف.
فإذا كنت تستخدم هاتفاً يعمل بنظام Android، يمكن لجوجل أيضاً أن تتعقب موقعك الفعلي، وإذا أوقفت تشغيل تلك الخاصية فستفقد القدرة على معرفة الاتجاهات، وخاصية "العثور على الهاتف find my phone" والعديد من الخصائص الأخرى.
لذا، تذكر أن تجنب استخدام منتجات جوجل ليس سوى جزء من المشكلة. إذ إنك ستحتاج إلى حماية خصوصيتك بطرق أخرى أيضاً.
كيف تحافظ على خصوصيتك وسط هذا الاقتحام الفج من جوجل؟
تتمثل أبسط طريقة لتجنب استخدام معظم منتجات جوجل في الانتقال إلى استخدام نظائرها من شركتي Microsoft أو Apple، سواء بشكل كلي أو جزئي. قد يرى البعض أنّ هذا بمثابة الانتقال من سيئ إلى أسوأ.
ومع ذلك، يعتبر ساتيا نادالا، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة Microsoft، مختلفاً عن الرئيس القديم، ومدفوعاً بمعايير أخرى تتمثل في كثرة الاستخدام بدلاً من عدد الوحدات المُباعة. كما أنها تبني نظاماً إيكولوجياً عبر المنصات الرقمية أوسع نطاقاً من كل من شركة جوجل التي تُمثل كل شيء على الإنترنت أو شركة Apple التي تُمثل كل منتجات شركة Apple.
لا تزال جودة خدمة البريد الإلكتروني Outlook.com على الشبكة أقل من خدمة Gmail، لكن يمكنك استخدامها من خلال أحد البرامج التي تقوم بإدارة محتوى البريد الإلكتروني على الحاسوب، كما يوجد تطبيق للبريد الإلكتروني لا بأس به مرفق مع Windows 10. بالإضافة إلى وجود الكثير من الخدمات البديلة، من بينها FastMail و ProtonMail.
تمثل الهواتف الذكية التي تعمل بنظام Android مشكلة نظراً لسيطرة جوجل على نظام التشغيل. ومع ذلك، يمكنك تشغيل مُشغل البرامج Microsoft Launcher والعشرات من تطبيقات Microsoft على نظام Android، وربطه بتطبيق Your Phone المتوفر في Windows 10.
بينما تشكل أجهزة iPhone التي تنتجها Apple مشكلة أقل لأنها لا تأتي بتطبيقات جوجل مسبقاً، على الرغم من أن جوجل تدفع لشركة Apple مليارات لتصبح محرك البحث الأساسي في منتجاتها.
ومرة أخرى، تقدم Microsoft عشرات التطبيقات الخاصة بأجهزة iPhone كما يمكنك أيضاً توصيل جهاز iPhone الخاص بك بنظام تشغيل Windows 10.
فشل نظام تشغيل Cyanogenmod، وهو عبارة عن نسخة من نظام التشغيل Android مفتوحة المصدر، في تحرير الهواتف التي تعمل بنظام Android، وأُقصي من المنافسة منذ فترة، لكن المشروع لا يزال مستمراً تحت اسم نظام التشغيل LineageOS.
اختيار المتصفح خطوة مهمة
تتحكم شركة جوجل بسوق محركات التصفح، لذا يتمثل البديل الأمثل لمتصفح Chrome في متصفح Firefox الذي تطوره مؤسسة Mozilla.
ففي ظل الاستسلام والخضوع التام لـ Opera وMicrosoft في الوقت الراهن، تعتبر Mozilla هي المطور الرئيسي الوحيد الذي لا يزال ملتزماً بتطوير متصفحه القائم على معاييره الخاصة.
لحسن الحظ، يتمتع المحرك الذي يقدم متصفح Chrome بجذور مفتوحة المصدر – فقد قامت شركة Apple بإصدار نسخة معدلة KHTML لابتكار محرك WebKit الذي يستخدم في متصفح Safari، ثم قامت شركة جوجل بإنتاج نسخة معدلة من محرك WebKit لابتكار محرك Blink من أجل متصفح Chrome – ولذا يعد الرمز الرئيسي متوافراً في شكل Chromium.
كما مكّن ذلك الكثير من الشركات من بناء متصفحات تعتمد على Chromium، دون استخدام البرمجيات المسجلة الملكية التي تضيفها جوجل لإصدار متصفح Chrome. يعتبر محركا البحث Opera وVivaldi أكثر الأمثلة وضوحاً، رغم أنه ينبغي عليك أيضاً النظر إلى متصفح Epic الذي يتسم بميزاته في الحفاظ على الخصوصية، من بين المتصفحات الأخرى.
لن تتحرر تماماً من Google، مثلما تشعر عندما تستخدم Firefox، لكنها تبدو تسوية مقبولة.
في كلتا الحالتين، من الأفضل تجنب استخدام Chrome بالنظر لأن دخولي إلى أحد مواقع جوجل حالياً، يؤدي لتسجيل الدخول إلى المتصفح أيضاً، ما لم تقم بتعطيل هذه الخاصية.
بدلاً من جوجل.. ابحث هنا
ما زالت جوجل صاحبة أفضل محرك بحث، لكن Bing وDuckDuckGo يمثلان بدائل صالحة لأغلب عمليات البحث. إذا لم تستطع تجنب محرك بحث جوجل كلياً، بإمكانك بالتأكيد أن تقلل من استخدامك له.
محرك بحث DuckDuckGo خيار جيد لأنه يولي الأولوية للخصوصية ويمكنك إجراء بحث على جوجل من DuckDuckGo باستخدام أمر! bang command تعني bang باللهجة الأميركية علامة التعجب.
لكن مصادر محرك DuckDuckGo تتضمن محركات بحث أخرى مثل Bing وYahoo وYandex.
محرك StartPage ، الذي حمل سابقاً اسم ixQuick، هو محرك بحث هولندي يحمي الخصوصية، ومحرك بحث Qwant محرك فرنسي. يحصل كلاهما على بعض النتائج من محركات البحث الأخرى، لكن مع ذلك لن تعرف جوجل شيئاً عنك. يبدو Qwant جيداً للغاية .
أو محرك Mojeek هو محرك بحث بريطاني يستخدم برنامج جمع وتصنيف بيانات الإنترنت الخاص به web crawler ويسمى MojeekBot.
للبحث عن الصور أو البحث بالصور، أنصح بمحرك Yandex الروسي، ومحركي Bing وTinEye.
موقع YouTube مهيمن بلا منازع
تقريباً تنتهي كل محاولات تجنب منتجات جوجل على عتبات خدمة عرض مقاطع الفيديو التي يهيمن عليها YouTube هيمنة لا ينازعه فيها أحد، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
هناك الكثير من مواقع عرض مقاطع الفيديو التي تعمل منذ مدة مثل Vimeo وDailymotion وFacebook، لكن لا منازع لـ YouTube، وذلك بفضل محتواه الشامل. ولا مهرب من ذلك.
هناك الكثير من مواقع الإنترنت التي تحمل مقاطع الفيديو التي تريدها دون أن تضطر لولوج YouTube. قبل سنوات استخدمت موقع KeepVid.
لكن يبدو أن هذا النهج لا يروق لجوجل لأنك تتجنب بذلك مشاهدة الإعلانات. كما أن هذه المواقع قد تكون ذات أداء متقطع ولا تعمل بشكل جيد، وتلقي في وجهك بعدة صفحات من الإعلانات.
كما أن الطريقة غير المباشرة قد لا تناسب المستخدمين أيضاً؛ لأن الفكرة كلها تتمحور حول شروعك في مشاهدة مقطع فيديو يوتيوب واحد قبل أن تجد نفسك عالقاً في مشاهدة عشرات المقاطع الأخرى عبر التصفح العشوائي.
تخبرنا إحصائيات أعداد المتصفحين بأن هناك موقعاً واحداً يحوز التكنولوجيا والسعة اللازمة للإطاحة بـ YouTube ألا وهو PornTube. لكنه ليس مثله تماماً.