السماء لها شكل مختلف عما تراه أحياناً في ليلة صافية، فباستخدام أشعة غاما رسمت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" صورة مختلفة للأفق يظهر فيها عدد كبير من كوكبات النجوم التي لا ترى بالعين المجردة.
والكوكبة (Constellation) هي مجموعة من النجوم التي تشكل صورة أ مخططاً خيالياً أو نمطاً يفترض أن له معنى في السماء، تمثل عادة حيواناً أو شخصاً أسطورياً أو مخلوقاً أو إلهاً أو كائناً غير متحرك.
وهناك عدد كبير من كوكبات النجوم التي لا ترى بالعين المجردة
في الليالي الصافية، قد تكون قادراً على الإشارة إلى عدد قليل من الكوكبات النجمية أو الأبراج>
ربما تشاهد كوكبة المغرفة الكبيرة Big Dipper، أو حزام أوريون Orion's Belt، أو حتى علامة الأبراج الخاصة بك.
فالبشر تعودوا منذ القدم على النظر إلى كوكبات النجوم وكانت أشكالها المتنوعة توحي لهم بأشكال أشياء أو حيوانات ومن هنا جاءت التسميات الغريبة التي تتميز بها.
لكن لمشاهدة كوكبات النجوم التي لا ترى بالعين المجردة مثل Hulk and Albert Einstein، ستحتاج إلى المساعدة من تلسكوب فضاء قوي، حسبما ورد في تقرير لـموقع Science Alert.
ناسا ترسم خريطة جديدة للسماء كل ثلاث ساعات بفضل هذه الأشعة الفريدة
في 11 يونيو 2008، أطلقت ناسا تليسكوب فيرمي لأشعة غاما، (Fermi Gamma-ray Space Telescope).
وينتج فيرمي (Fermi ) كل ثلاث ساعات خريطة لجميع مصادر أشعة غاما في السماء كلها.
والآن، تحتوي مصادر أشعة غاما هذه على مجموعة خاصة بها من الأبراج.
فأشعة غاما هي الشكل الأعلى طاقة من الضوء، ولكننا لا يمكننا رؤيتها بأعيننا.
وهذا يعني أن سماء أشعة غاما المبينة في خرائط التليسكوب "فيرمي" تبدو مختلفة كثيراً عن السماء التي نراها عندما ننظر إلى الأعلى.
إذ نتج عن القدرات الفريدة لأشعة غاما عدد هائل من كوكبات النجوم التي لا ترى بالعين المجردة.
وحتى الآن، حددت "فيرمي" حوالي 3000 مصدر لأشعة جاما، والتي تشمل كل شيء من النجوم النيوترونية الدوارة إلى الثقوب السوداء الهائلة.
وهاهي تعلن عن إنشاء 21 كوكبة جديدة من النجوم
في عام 1928، وافق الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) رسمياً على 88 كوكبة حديثة تغطي معاً الكرة السماوية بأكملها، بعد أن لكل حضارة كوكبات خاصة بها وفقاً لرؤيتها، مما خلق تبايناً في تصنيفات الكوكبات والتسميات.
ولكن ناسا قررت الإعلان عن تسمية وتصنيف عدد من كوكبات النجوم التي لا ترى بالعين المجردة.
فمن أجل الاحتفال بعشر سنوات من العمل الشاق للجهاز، قرر فريق فيرمي (Fermi) إنشاء مجموعة من 21 من كوكبات النجوم التي لا ترى بالعين المجردة من بين 3000 مصدر لأشعة غاما قامت التليسكوب برصدها.
وتقول جولي ماكنري Julie McEnery، عالمة مشروع فيرمي (Fermi) في نشرة إخبارية أصدرتها وكالة ناسا "كان تطوير هذه الأبراج غير الرسمية طريقة ممتعة لإبراز عقد من إنجازات فيرمي".
"فبطريقة أو بأخرى، فإن جميع تشكيلات أشعة غاما بما فيها كوكبات النجوم التي لا ترى بالعين المجردة ، لها علاقة ارتباط باكتشافاتالتليسكوب فيرمي"، حسب قولها.
وتسمية الكوكبات استلهموها من فنون مختلفة
أثناء استحضار هذه المجموعة الجديدة من كوكبات النجوم التي لا ترى بالعين المجردة، وتسميتها، استمتع الفريق بالمشروع بطرق مختلفة.
فقلد استمدوا الإلهام في عملية تسمية الكوكبات، من كل شيء بدءاً من ثقافة البوب مروراً بآلة الزمن TARDIS في مسلسل الخيال العلمي "Doctor Who"، وصولاً إلى مركبة الفضاء (Star Trek U.S.S. Enterpris) التي ظهرت في سلسلة أعمال Star Trek.
وبطبيعة الحال استمدوا الإلهام أيضاً من أيقونات العلوم مثل قطة شرودنجر (مفهوم فيزيائي)، إلى ألبرت آينشتاين أثناء استحضار هذه المجموعة الجديدة من الأبراج.
يمكنك مشاهدة هذه الأبراج التي تم تحديدها حديثاً عبر موقع ويب تفاعلي يضم أعمالاً فنية قام بها المصمم أورور سيمونت Aurore Simonnet.
انقر على كوكبة نجمية، وستجد رابطاً لصفحة تحتوي على معلومات حول مصادر التي كشفت بفضل أشعة غاما بداخلها، مما يمنحك فرصة لمشاهدة بعض من كوكبات النجوم التي لا ترى بالعين المجردة ولكنك تستطيع التعرف عليها بفضل التليسكوب فيرمي.