منذ اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي مساء الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، حظيت وسائل الإعلام التركية والعربية والعالمية بسيلٍ من التسريبات حول ما جرى داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في ذلك اليوم.
كثرة المعلومات المتداولة حول ما تعرّض له خاشقجي، أثار العديد من علامات الاستفهام حول كيفية التوصل إلى تلك المعلومات، رغم مماطلة الرياض وترددها في السماح لفرق التحقيق بالدخول إلى مبنى القنصلية ومنزل القنصل السعودي في اسطنبول.
البعض تحدث عن تمكّن السلطات التركية من الوصول إلى تسجيلات وثّقها الصحافي السعودي بساعة آبل Apple Watch الذكية، فيما زعم آخرون أن أنقرة زرعت أجهزة تنصّت داخل مبنى القنصلية.
وبالنظرة إلى امتلاك أنقرة قمراً صناعياً متطوّراً متخصصاً في التجسس والمراقبة، فمن الممكن استدعاء فرضية اعتماد السلطات على Göktürk-2 في رصد بعض ما تداولته وسائل الإعلام من معلومات.
لماذا أطلقت تركيا Göktürk-2 إلى الفضاء؟
تعود ملكية القمر لوزارة الدفاع التركية، وقد تم إطلاقه إلى الفضاء من الصين في ديسمبر/كانون الأول 2012 بهدف جمع المعلومات المخابراتية ورصد التحركات العسكرية في المنطقة.
كما يقدّم القمر الصناعي عدداً من الخدمات المدنية، كالمساعدة في رسم الخرائط والتخطيط، والمسح الجغرافي والجيولوجي للأراضي، ومراقبة النظم الإيكولوجية البيئية، إلى جانب الإسهام في إدارة المناطق الساحلية وموارد المياه.
ما الإمكانيات التي يتمتع بها Göktürk-2؟
أكثر ما يميّز القمر الصناعي التركي Göktürk-2، هي قدرته على التقاط صورٍ دقيقة؛ إذ يصوّر بدقة 2.5 متراً باللونين الأبيض والأسود، وبدقة 10 متراً بالألوان متعددة (multispectral) التي تعرف بـ VNIR، وبدقة 20 متراً بالأشعة تحت الحمراء (SWIR).
لم يتحدث د. رحمي غوتشلو – المسؤول الذي عينته الحكومة التركية لمراقبة أداء القمر -، عن إمكانية تسجيل الفيديوهات أو رصد الأصوات باستخدام القمر الصناعي التركي، إلا أنه لفت إلى أن إمكانياته تتيح التقاط صورةٍ لشخص بملامحه الواضحة من الفضاء الخارجي.
وبحسب المعلومات المتاحة، فإن بإمكان Göktürk-2 الدوران حول الكرة الأرضية بالكامل خلال 98 دقيقة فقط، كما أنه قادر على التقاط صوراً لأي مكان في الكوكب دون أن يتأثر بمحاولات الحجب.
ويمكن للقمر الصناعي التركي أيضاً إعادة تصوير أي منطقة في العالم كل يومين ونصف، قبل أن يقوم بإرسالها إلى الأرض.
إسرائيل اعترضت على إطلاقه.. وأردوغان أصرّ
وقد اعترضت إسرائيل على إطلاق تركيا للقمر الصناعي بحجة أنه قد يساهم في كشف أسرارها العسكرية. إلا أن رئيس الوزراء – آنذاك – رجب طيب أردوغان، أصر على المضي قدماً في المشروع، مشدداً على حق بلاده في الحفاظ على مصالحها وسيادتها.
يبقى السؤال: هل ساعد Göktürk-2 أنقرة في الحصول على معلومات تتعلق بحادث "اختفاء" جمال خاشقجي؟ هل التقط صوراً تُثبت دفته أو التخلص من جثته في مكانٍ ما؟