أعلنت شركة آبل قبل أيام عن أن هواتفها الجديدة باتت جاهزة، لكن آيفون XR الأقل سعراً والأكثر تألقاً، سيكون متاحاً في غضون شهر من إصدار هواتف آيفون الاستثنائية من طراز iPhone XS and XS Max، التي ستكون متوفرة يوم الجمعة القادم.
ويبقى السؤال المطروح، لماذا لم تطلق شركة آبل هواتفها الثلاثة دفعة واحدة؟
في الحقيقة، تعد الطريقة التي تتبعها شركة آبل في إصدار هواتفها الجديدة مخالفة تماماً لمنهجها في السنة الماضية عندما اختارت إصدار هواتفها آيفون 8 وآيفون 8 بلاس، التي تتسم بأسعارها المعقولة، بعد 10 أيام فقط من حدث آبل في شهر سبتمبر/أيلول 2017.
لكن، هاتف آيفون X، لم يكن متوفراً في الأسواق إلا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ويعزى ذلك إلى مشاكل على مستوى التزود بشاشات OLED، ما أثر بشكل كبير على مبيعات آيفون X.
وقد ذكرت التقارير أن آيفون XR، الذي بدأ بسعر 749 دولاراً، والذي يتميز بشاشة عرض تعرف باسم Liquid Retina LCD، قد واجه إشكاليات في التزود بالمعدات مثل التي ظهرت خلال نهاية الصيف الماضي.
وقد ذكرت المدونة اليابانية Macotakara في تقرير لها صدر في يوليو/تموز أن المزود الياباني لشاشات العرض يشكو من ضعف إنتاج شاشات LCD.
وقال رايان رايث، نائب رئيس شركة IDC للبحوث حول أجهزة الهاتف لموقع Verge، إن المشكل على وجه التحديد لم يكن يتعلق بالمكونات الإلكترونية، وتابع: "كل ما كنا نسمعه، في هذا الصدد، كان يتمحور حول إشكال برمجي. ففي الواقع، هناك الكثير من البرمجيات التي تتداخل في شاشة LCD خاصة وأنها أول شاشة عرض كامل وتتميز بخاصية الواقعية".
وأضاف رايث، أنه "لا يمكن لآبل الحصول على ما يكفي من هذه الشاشات لأنها واجهت بعض التعقيدات في اللحظات الأخيرة ذات صلة بالجهة المصنعة". وأفاد رايث أن آبل قد شرعت في عملية الإنتاج لفترة معينة، ولكن "جودة الشاشات لم ترضِ تطلعاتها".
وبالتالي، توجب على آبل أن تحدث بعض التغييرات على شاشات LCD عن طريق هندسة البرمجيات من أجل تحسين المرئيات، فضلاً عن إجبار المصنع على صناعة شاشات تتسم بخاصية الواقعية.
هذا، وقال كبير المحللين في شركة Canalys، بين ستانتون لموقع The Verge إنه، "لم تكن آبل لتؤخر إطلاق جهاز آيفون XR لأي سبب آخر، باستثناء أن الهاتف لم يكن جاهزاً حتى يتم إصداره بالكميات المناسبة. يتعلق المانع الوحيد في إصدار هذا الهاتف بشاشات LCD الجديدة، الأمر الذي خفض من وتيرة الإنتاج".
من جانبها، رفضت شركة آبل الإجابة على العديد من طلبات التعليق بخصوص هذا الصدد، وفق موقع The Verge الأميركي.
ولكن شركة IDC، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها ومؤسسة Canalys في سنغافورة، قد تعقبت الأجزاء الضرورية المتداخلة في عملية الإنتاج المتعلقة بأجهزة آبل، وتوصلت إلى بعض الترجيحات، التي بنت عليها تحليلاتها في هذا الجانب.
إذ قال ستانتون بأنه لا يتوقع بأن يكون المستخدمون متعطشين لتغيير هواتفهم وشراء هاتف آيفون الجديد في أي وقت قريب، حيث قد يبادرون بشراء آيفون XS أو آيفون XS Max في الوقت الحالي.
كما لفت ستانتون إلى أن فارق السعر بين آيفون XS وآيفون XR شاسع، لذلك لن يكون المستهلكون مندفعين لشراء هذا الجهاز بشكل مكثف.
وعلى الرغم من تأخير إصدار هاتف آيفون XR لمدة شهر، إلا أن كلا المحللين يتفقان على أن آبل تراهن بشكل كبير على أجهزتها الأرخص.
من جانبه، أفاد رايان رايث أن آبل تعلم أنها تخوض مغامرة حين قررت الترفيع في أسعار آيفون التي بلغت 1449 دولاراً هذه السنة، بالنسبة لجهاز آيفون XS Max الذي يتسم بخيار سعة تخزين 512 غيغابايت.
وأضاف رايث أن "آبل أدركت أن هناك سقفاً للأسعار، حيث فهمت أن الكثير من الأشخاص لن يشتروا هاتفاً مقابل ذلك السعر. فالبنسبة للمستهلك متوسط الدخل، ستبدو كل المنتجات متطابقة ظاهرياً، في حين يبدو هذا الجهاز المزود بشاشة LCD، رائعاً للغاية".
ويرى ريث أنه في حال تطلع المستهلك متوسط الدخل إلى أجهزة آيفون الثلاثة في ذات الوقت، سيبادر بشراء الأرخص ثمناً، خاصة وأن الجهاز سيكون أكبر من آيفون XS، وبالتالي سيكون ذا قيمة أكبر.
بناء على ذلك، سيكلف هذا التأخير شركة آبل خسارة في بعض مبيعات آيفون XR خاصة وأن الكثير من المستخدمين قد يتوجهون لشراء آيفون XS Max، في الوقت الذي تتصارع فيه آبل مع مشاكل التزويد الخاصة بشاشات LCD.
وشدد رايث على أن "هذا الاحتمال وارد بالفعل، خاصة أن المستهلكين، لن يكتشفوا الفرق بين مختلف الأجهزة التي تروم آبل إصدارها. فحين التعرض لهاتفين، أحدهما أكبر من الآخر بشكل واضح، سيميلون مباشرة لشراء الأكبر حجماً".