عرض الإعلامي المصري وائل الإبراشي، تقريراً عن طالب في الصف السادس الابتدائي (12 عاماً)، أصبح ضحيةً للعبة "الحوت الأزرق".
ففي حلقة برنامج "العاشرة مساء" التي أذيعت على قناة "دريم" المصرية مساء الاثنين 23 أبريل/نيسان 2018، قال أحمد السيد (والد الطفل) إنه وجد ابنه مشنوقاً على فراشة بينما يلف الحبل رقبته والهاتف بجواره، مؤكداً أنه لاحظ وجود رسومات على ظهره، لكنه لم يكن يدرك دلالتها حتى أخبره آخرون أن لها علاقة بـ "الحوت الأزرق".
فيما قالت جدته إنها تركت حفيدها سيد لنصف ساعة في غرفته بمنزل الأسرة في محافظة الغربية (دلتا مصر)، وعندما ذهبت للاطمئنان عليه وجدته ميتاً في فراشه.
وأشارت أسرة الطفل إلى أنه كان يجلس بمفردة ويلعب على هاتف خاله كثيراً، ولم يهتم أحد لهذا الأمر كونه محب لكرة القدم، وظنوا أنه يلعبها على الهاتف.
وبحسب التحريات الأمنية التي نقلها موقع "العربية.نت" قبل أيام، فإن الطفل كان يمر بأزمة نفسية حادة بسبب انفصال والديه، وزواج كل منهما وانتقاله للإقامة بمنزل جده.
يأتي هذا بعد أيامٍ قليلة من اكتشاف محاولة انتحار طفل آخر (12 عاماً) بالسم تنفيذاً لأوامر اللعبة، بحسب بلاغ ورد لمديرية أمن البحيرة (شمال البلاد) ورد فيه تناول الطفل لحبوب حفظ الغلال السامة فيما تم نقله للمستشفى لتلقي العلاج.
5 حالات انتحار في مصر وحدها
وبحسب تقريرٍ لـ "العربية.نت" فقد شهدت مصر 5 حالات انتحار خلال الأيام الماضية بسبب اللعبة.
وبدء الحديث بشكلٍ جاد عن اللعبة في مصر، بعد انتحار الطفل خالد (18 عاماً) نجل البرلماني المصري السابق حمدي الفخراني، الإثنين 2 أبريل/نيسان 2018، واكتشفت الأسرة علاقته باللعبة بعد انتحاره حيث وجدوا صوراً تُظهر كتابته طلاسم على قصاصات ورقية وجدوها في غرفته.
الاهتمام باللعبة تجاوز الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام، إذ حذرت وزارتا الصحة والتعليم المصريتين من اللعبة، كما صدرت فتوى من دار الإفتاء المصرية تحرم المشاركة فيها، كما أعلن عدد من نواب البرلمان دراستهم اللعبة لإدراجها ضمن الجرائم الإلكترونية.
كما أمر النائب العام نبيل صادق، السبت 21 أبريل/نيسان 2018، بحجب مواقع الألعاب الإلكترونية الخطيرة، ومنها "الحوت الأزرق".
وقال إنه "كلَّف الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات (حكومي معني بتكنولوجيا المعلومات) بحجب المواقع التي تبث الألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت ومنها الحوت الأزرق"، وذلك لـ"اعتبار تلك الألعاب ذات خطورة تستهدف صغار السن، ويترتب على اتباع تعليماتها ومراحلها المختلفة إيذاء الشخص نفسه أو ذويه، بما قد يصل بالأمر أحياناً إلى الانتحار وارتكاب جرائم القتل".
فيما حذَّر من أنَّ تلك الألعاب "تمسُّ أمن وسلامة قطاع عريض من الأسر المصرية، ما يجعله أمراً متعلقاً بالأمن القومي للبلاد". وأشار البيان الذي أصدره النائب العام إلى أن "النيابة العامة ستسلك كافة السبل من خلال الاتفاقيات الدولية للتعاون القضائي، لتحديد هوية مزوِّدي تلك الألعاب؛ سعياً لاتخاذ الإجراءات الجنائية بحقهم"، دون مزيد من التفاصيل.
ولعبة "الحوت الأزرق" تطبيق يُحمَّل على أجهزة الهواتف المحمولة، ابتكره الروسي فيليب بوديكين، ويتكون من 50 تحدياً، على اللاعب اجتيازها جميعاً، وبينها مهام تهدف إلى كسب ثقة المسؤول عن اللعبة، ومنها إيذاء النفس.
وتشمل تحدِّيات اللعبة مشاهدة أفلام رعب في أوقات متأخرة من الليل، وسماع موسيقى غريبة، والصعود لأماكن شاهقة الارتفاع، وصولاً للتحدي النهائي الذي يطلب من اللاعب الانتحار.