آلاف التطبيقات المجانية والشائعة للأطفال على متجر تطبيقات جوجل Google Play تنتهك قوانين خصوصية الأطفال، خلاصة توصلت إلبها دراسة جديدة، تسلّط الضوء على الانتقادات المتزايدة لجهود جمع البيانات من شركات وادي السيليكون.
فبحسب صحيفة Washington Post الأميركية، حلل سبعة باحثين ما يقرب من 600 تطبيقاً للأطفال. وتوصّلوا إلى أن الغالبية العظمى منها تنتهك قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت (COPPA).
وكشفت الدراسة التي تحمل عنوان "ألن يفكر أحد في الأطفال؟"، أن الآلاف من تلك التطبيقات التي خضعت للاختبار جمعت بيانات شخصية لأطفال تقل أعمارهم عن 13 عاماً، دون إذن من الوالدين.
وقال سيرج إيغلمان، المؤلف المشارك في الدراسة ومدير الأبحاث الأمنية وأبحاث الخصوصية لدى المعهد الدولي لعلوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا، "هذا إخفاق في السوق".
وبحسب الدراسة، فإنَّ الانتهاكات المحتملة كثيرة وجاءت في صورٍ مختلفة؛ إذ توصّل الباحثون إلى أنَّ أكثر من ألف تطبيقٍ للأطفال جمعت معلوماتٍ تحدد هويّة مُستخدميها عن طريق استخدام برامج التتبع، التي تمنع شروطها بوضوح استخدامها في تطبيقات الأطفال.
اختراقات بالآلاف قد تدفع ثمنها جوجل
وقال الباحثون إنَّ نصف هذه التطبيقات تفشل في استخدام إجراءات الأمان المعتمدة لنقل البيانات الحساسة عبر الإنترنت، وهو ما يرجّح اختراق إجراءات حماية البيانات التي يفرضها قانون حماية خصوصية الأطفال. جديرٌ بالذكر أنَّ التطبيقات التي خضعت للدراسة، والبالغ عددها 5855 تطبيقاً، ثُبِّتَت على أجهزة المستخدمين أكثر من 750 ألف مرّة في المتوسّط.
وقال إيغلمان إنَّه "لسوء حظ الآباء، لا يستطيع المستخدمون حماية أنفسهم لأن السياسات والممارسات التجارية لمطوّري التطبيقات وشركات التتبع الإعلانية عادة ما تكون مبهمة".
وتشير الدراسة أيضاً إلى انهيار ما يُطلق عليه اسم "التنظيم الذاتي" على يد مطوّري التطبيقات، الذين يدّعون الالتزام بقوانين خصوصية الطفل، وكذلك تدعي الالتزام به شركة جوجل التي تدير منصّتها الإلكترونية المستخدمة في أجهزة أندرويد.
الشبهات تطال شركات ضخمة
وشملت التطبيقات الخاضعة للدراسة تطبيق ?Where's My Water من شركة ديزني، وMinion Rush الذي أصدرته شركة Gameloft، وتطبق تعلّم اللغات Duolingo.
وترجّح نتائج الدراسة أيضاً أن مُؤسسي التطبيقات المُعتمدين لم يكونوا أفضل حالاً من غيرهم فيما يتعلّق بحماية خصوصية الأطفال.
واستخدم الباحثون منصّة اختبار سمحت لهم بمعرفة عدد المرّات التي وصلت فيها التطبيقات لمعلومات حسّاسة؛ مثل بيانات موقع المستخدمين، وقائمة جهات الاتصال المتواجدة على الهواتف، وكذلك الكيانات الأخرى التي تداولت تلك التطبيقات المعلومات معها.
ولم تستجب شركات Disney، و Gameloft، و Duolingo على الفور لطلب التعليق.
"جوجل أدارت وجهها طمعاً في العوائد"
ولاحظ الباحثون أن شركة جوجل فرضت قانون حماية خصوصية الطفل على الإنترنت عن طريق مطالبة مطوّري تطبيقات الأطفال بالتصديق على التزامهم بالقانون. ومع ذلك، قال الباحثون إنه "كما تظهر نتائجنا، لا يبدو أنه يوجد أي التزام بالقانون (أو أن الالتزام محدود)".
وأضافوا أنه لن يكون صعباً على شركة جوجل أن تزيد أبحاثها لاكتشاف التطبيقات والمطوّرين الذين ربما ينتهكون قوانين خصوصية الأطفال. ولم ترد جوجل على مقترحاتهم أيضاً.
يقول منتقدو منصة تطبيقات جوجل إن الشركة واللاعبين الآخرين في تجارة الإعلانات الرقمية؛ مثل فيسبوك، استفادوا بشكل كبير من التقدم في تكنولوجيا تتبع البيانات، حتى عندما فشل المنظمون في مواكبة اختراقات الخصوصية الناتجة عنها.
وقال جيفري تشيستر، المدير التنفيذي لـ "مركز الديمقراطية الرقمية" إن"جوجل – بشكل أساسي – أدارت وجهها إلى الاتجاه الآخر بينما كانت قادرة على تحقيق عوائد من تطبيقات الأطفال". وأضاف قائلاً "يُعد التقرير الجديد المُنذِر بالخطر دليلاً آخر على أن جوجل لا تحترم القانون الفيدرالي الوحيد الذي نملكه بشأن الخصوصية على الإنترنت".