أنفقت شركة "فيسبوك" العملاقة حوالي 20 مليون دولار لتوفير الأمن لرئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ منذ 2015، "بسبب وجود تهديدات محددة لحياته".
وزادت الشركة من إنفاقها على أمن زوكربيرغ بنسبة 50% العام الماضي، بحسب ما كشفته الشركة، حيث دفعت أكثر من 7.3 مليون دولار (5.1 جنيه إسترليني) لحماية رئيسها، وفقاً لما ذكرته صحيفة Theguardian البريطانية، الأحد 15 أبريل/نيسان 2018.
وقالت شركة التواصل الاجتماعي التي تتعرض لنقد شديد في الآونة الأخيرة، في مذكرة جديدة قدمتها للمشرعين الأميركيين "إن النفقات الأمنية طُلبت بسبب تهديدات لحياة زوكربيرغ، نتيجة لمنصبه كمؤسس للشركة ورئيس مجلس إدارتها ومديرها التنفيذي".
وكشفت الشركة أيضاً أنها أنفقت أكثر من 1.5 مليون دولار (1 مليون جنيه إسترليني) على الطائرات الخاصة التي سافر بها زوكربيرغ إلى الخارج عام 2017، مما يعني بشكل عام أن الشركة أنفقت ما يقرب من 20 مليون دولار على أمن زوكربيرغ وطائراته الخاصة منذ 2015.
وقالت فيسبوك، إن إجماليات الإنفاق المذكورة، المتعلقة باستخدام زوكربيرغ للطائرات الخاصة "تشمل رسوم الركاب والوقود وطاقم العمل وتكاليف وجبات الطعام".
عشرات يحرسونه
ووفقاً للملف الذي قدمته الشركة، فإن الإجراءات الأمنية في منزل زوكربيرغ في كاليفورنيا تتحمل الشركة تكلفتها، بالإضافة إلى تكلفة الحراس الشخصيين الذين يرافقون الشاب البالغ 33 عاماً في تنقلاته خارج مقر فيسبوك الرئيسي.
وقالت الشركة "نحن نضع هذه الإجراءات الأمنية لصالح منفعة الشركة، وذلك بسبب أهمية السيد زوكربيرغ لفيسبوك، ونعتقد أن تكلفة برنامج الأمن الشامل هذا مناسبة وضرورية".
وتعرَّض زوكربيرغ لنقد حاد بسبب دور شركته في نشر المعلومات المضللة والدعاية السياسية على الإنترنت. وواجه الأسبوع الماضي عشر ساعات من الأسئلة أمام لجنة الكونغرس الأميركي، لكنه خرج منه سالماً بشكل كبير.
وأقيمت لجنة الاستماع في إثر كشف صحيفة The Observer عن حصد بيانات عشرات الملايين من مستخدمي فيسبوك، من قبل باحثين يعملون لدى شركة Cambridge Analytica، وهي شركة استشارات سياسية استعان ترامب بخدماتها في حملته الرئاسية عام 2016.
وجاء في نص الإيداع الموجّه إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) أن زوكربيرغ استمرّ في الحصول على راتبٍ سنوي 1 دولار لعمله في فيسبوك، الذي أسسه كطالبٍ في جامعة هارفارد.
وبلغت ثروة زوكربيرغ، التي تتأرجح، بحسب تقلب سعر سهم فيسبوك، في الآونة الأخيرة نحو 70 مليار دولار (49 مليار جنيه إسترليني)، ويظهرُ باستمرار في القوائم ضمن أغنى 10 أشخاصٍ في العالم.
وأشارت صحيفة Theguardian إلى أنه تم إنفاق حوالي 2.7 مليون دولار (1.9 مليون جنيه إسترليني) في عام 2017، على ضمان أمن شيريل ساندبرغ، رئيسة العمليات في الفيسبوك، وفقاً للشركة. وكان هذا المبلغ الإجمالي أعلى بقليل من فاتورة أمان ساندبرغ في عام 2016.
وساندبرج التي ساعدت زوكربيرغ خلال جولة اعتذار قام بها منذ انتشار الأخبار عن استغلال بيانات المستخدمين، تلقت حزمة أجور في العام الماضي، بلغت أكثر من 22.5 مليون دولار (15.8 مليون جنيه إسترليني) كراتبٍ، ومكافآت وأسهم الشركة.
فيسبوك في وجه العاصفة
وقد أثار زوكربيرغ هلعاً الأسبوع الماضي، عندما ذكر خلال جلسات الاستماع في الكونغرس، أن فيسبوك تجمع "بيانات الأشخاص الذين لم يسجلوا في فيسبوك" لأسبابٍ أمنيةٍ على ما يبدو.
ولم تُقدَّم أي معلوماتٍ إضافيةٍ حول هذا الكشف، مما أدى إلى سلسلة من الاتصالات من دعاة حماية الخصوصية، تطالب الشركة العملاقة بتوضيح كيف سمحت لنفسها بجمع البيانات على غير المستخدمين، وما هي المعلومات التي تحتفظ بها الشركة.
وقد حذر زوكربيرغ أيضاً الأسبوع الماضي من حملة دعاية "سباق تسلح" عبر الإنترنت مع روسيا، وقال إن مكافحة التدخل في الانتخابات في جميع أنحاء العالم أصبحت الآن على رأس أولوياته كمدير فيسبوك.
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، قالت الشركة إنها اكتشفت وأزالت 273 حساباً وصفحة تم تشغيلها على منصاتها من قبل ما يسمى بوكالة أبحاث الإنترنت (IRA)، وهي "troll farm" حكومية روسية ذائعة الصيت (عبارة عن منظمة يحاول أعضاؤها خلق تضارب وإرباك في المجتمع عبر الإنترنت، من خلال نشر تعليقات مثيرة للاستفزاز بشكل متعمَّد).
وقال أليكس ستاموس، كبير ضباط الأمن في فيسبوك، إن وكالة أبحاث الإنترنت (IRA) استخدمت مراراً وتكراراً شبكات معقدة من الحسابات الوهمية للخداع والتلاعب بالأشخاص الذين يستخدمون فيسبوك، بما في ذلك قبل وأثناء وبعد الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016.
واتَّهم المدعون العاملون لدى روبرت مويلر، المستشار الخاص، العملاء الروس باستخدام منصات شبكات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الفيسبوك للتظاهر كناشِطين أميركيين، وزرع الشقاق السياسي خلال حملة 2016.