على مدى السنوات الـ 30 الماضية، جلبت لنا التقنيات الجديدة في عالم التكنولوجيا منتجات مذهلة. وقد دفعت الوتيرة الفائقة للابتكار العديد من شركات التكنولوجيا إلى تحمل مخاطر كبيرة للوجه نحو منتجات أجدد بشكل مستمر.
ففي بعض الأحيان نشأت هذه الأفكار قبل وقتها، إذ لم يكن الناس مستعدين لهضم والتعامل مع هذه المنتجات الجديدة. لكن على الجانب الآخر، لم تكن بعض هذه المنتجات جيدة وملائمة لاحتياجات الناس من الأساس كما كان يظن مبتكروها، ما سبب الكثير من الحرج لهم نتيجة التفاعل السلبي مع المنتجات. وهنا نقدم بعض الأمثلة.
أكواد QR
كان من المفترض أن تكون أكواد QR أعجوبة تكنولوجية من شأنها أن تحدث ثورة في الطريقة التي تقوم بها الشركات بتسويق منتجاتها للمستهلكين. لكن لسوء الحظ، فإن إزعاج ومتطلبات الاتصال بشبكة الإنترنت جعل هذه العملية صعبة للغاية وغير مناسبة في كثير من الأوقات.
ربما تلاحظ أن هذه الأكواد منتشرة بالفعل في كل مكان تقريباً وعلى الغالبية العظمى من المنتجات، لكن هناك قلة واضحة في استخدامها بشكل عملي، وربما يقتصرالأمر نسبياً على كبرى المحال والأسواق فقط.
Playstation EyeToy
عندما أخرجت لنا الشركة جهاز Playstation EyeToy من أجل اقترانه بجهاز بلاي ستيشن 2 عام 2003، كانت كاميرات الويب في طريقها للانتشار بالفعل.
Eye Toy هي كاميرا رقمية ملونة، على غرار كاميرا الويب، للبلاي ستيشن 2. تستخدم التكنولوجيا الرؤية عبر الكمبيوتر وتقنية التعرف على الإيماءات لمعالجة الصور التي تلتقطها. وهذا يسمح للاعبين بالتفاعل مع الألعاب باستخدام الحركة، وكشف الألوان والصوت أيضاً، من خلال الميكروفون المدمج فيها.
لكن مع انتشار كاميرات الويب في كل مكان لم يعد أحد يفهم حقاً ما الذي يجعله يشتري كاميرا مثل هذه، خصوصاً أن الكاميرا كانت متوافقة فقط مع عدد قليل من الألعاب.
TiVo
في حين أن شركة TiVo خلقت لنفسها علامة تجارية كبيرة على مستوى التسويق، إلا أنها لم تفهم طبيعة عملائها أو الصناعة التي كانت تعمل فيها.
TiVoهو مسجل فيديو رقمي (DVR) تم تطويره وتسويقه عام 1999. يوفر TiVo دليلاً على الشاشة للبرامج التلفزيونية ومواعيدها المقررة، والتي تشمل ميزات "جداول التسجيل الموسمي"، بمعنى إمكانية تسجيل كل حلقة جديدة من سلسلة معينة، بالإضافة لخاصية Wish List البحثية التي تسمح للمستخدم إيجاد وتسجيل البرامج التي تتطابق مع اهتمامتهم.
لكن بدلاً من عمل هذه الشركة مع شركات الكابل، عملت ضدهم، ومع مرور الوقت بدأ الناس يستغنون عن هذا الجهاز ويلجأون لأجهزة شركات الكابل المختلفة. أضف على هذا أن خدمة التسجيل الفوري التي كانت الميزة الرئيسية لـTiVo، لم تعد تناسب الناس كثيراً الآن بالإضافة إلى أنها لم تساعد صناعة الكابلات بشكل واضح.
BlackBerry
لبعض الوقت، كان BlackBerry هو الهاتف الذكي البارز في السوق الذي يرغب الكثير من الناس اقتنائه. ولكن معظم الناس الذين استخدموه في الواقع كانوا هم رجال الأعمال.
وبمجرد ظهور هواتف آيفون، تمكن الأخير من جذب فئة المستهلكين المتوسطين، وهو ما جعل BlackBerry يبدو فجأة وكأنه قطعة قديمة من التكنولوجيا، في ظل التكنولوجيا المميزة التي قدمها الآيفون ونظام تشغيله.
فشل الشركة في توقع حدوث هذه التحولات في الأسواق والتعامل معها، جعل BlackBerry يسقط سريعاً إلى الهاوية.
نظارات Oakley الشمسية
في عام 2004، أصدرت شركة أوكلي "Oakley" مجموعة من النظارات الشمسية المدمج معها مشغل MP3.
أحياناً يمكن أن يؤدي الجمع بين اثنين من الأجهزة المختلفة إلى منتج كبير جديد. لكن للأسف، مع سوء جودة الصوت والشكل الظاهري للمنتج، كانت هذه النظارات فشلاً ذريعاً في عالم التكنولوجيا.
Apache Wave
كان من المفترض أن تكون Apache Wave أداة اتصال جديدة لمستخدمي الإنترنت، تجمع بين البريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية والرسائل الفورية.
في ذلك الوقت، كان هناك الكثير من الضجيج الإعلامي حول هذا المنتج، لكنه فشل في النزول إلى أرض الواقع بصورة عملية لأنه كان مزدحماً جداً بالمميزات، ولم يكن لديه جاذبية للمستهلك، ويفتقر إلى دعم المستخدم.
Napster
Napster هو الاسم الذي تم منحه إلى اثنين من الخدمات التي تركز على الموسيقى. تم تأسيسها باعتبارها Pioneering Peer-to-Peer (P2P) رائدة لتقاسم الملفات، والتي تقاسم الملفات الصوتية الرقمية، عادة الأغاني الصوتية المشفرة في شكل MP3.
لا يوجد جدل في أن Napster أحدث ثورة كاملة في عالم صناعة الموسيقى، ما جعل مشغلات الـ Mp3 طريقة شعبية للاستماع إلى الموسيقى. وفي هذا الصدد، كانت هذه التكنولوجيا ناجحة.
ومع ذلك، وباعتبارها تقنية طويلة الأمد، فقد فشلت بشكل أسرع من معظمها، إذ واجهت الشركة صعوبات قانونية بشأن انتهاك حقوق الطبع والنشر ووصلت إلى نهايتها في عام 1999، ثم أغلقت في نهاية المطاف في عام 2001. وبدلاً من تقديم خدمة موسيقية بصورة مشروعة مثلما فعلت iTunes في وقت لاحق، فإنها تحولت إلى إنشاء مجرد عمل تجاري حول القرصنة.
Samsung Galaxy Note 7
اليوم، آخر شيء يتوقعه أي شخص عندما يستخدم جهازاً لوحياً أو هاتفاً ذكياً هو أن ينفجر أو تشتعل فيه النار فجأة.
لسوء حظ سامسونغ، ولغير المحظوظين من مستخدمي Samsung Galaxy Note 7، فإن هذا ما حدث بالفعل. فقد أشارت التقارير الإخبارية إلى كثرة حوادث اشتعال النار في الجهاز بشكل تراكمي، وهو ما جعل سامسونغ تلقي اللوم على البطارية.
ولكن، حتى عندما حاولت الشركة حل هذه المشكلة، فإن النار استمرت في الاشتعال في بعض الأجهزة. وتبين أن السبب وراء أصل المشكلة يعود إلى القرار المتخذ فيما يتعلق بتصميم الجهاز.
في النهاية، كان على الشركة وقف إنتاج الجهاز وسحبه من الأسواق مع خسارة قدرت بحوالي 6 مليارات دولار.
Microsoft SPOT
قبل ظهور ساعات Apple Watch، قفزت مايكروسوفت إلى سوق الساعات الذكية في عام 2004 مع منتجها Microsoft SPOT، لتعلن عنه باعتباره "تكنولوجيا الأدوات الذكية الشخصية".
بعد خمس سنوات، سحبت مايكروسوفت القابس الخاص بعملية الإنتاج، مع العلم أنه كان من الصعب أن نفهم السبب الذي لم يجعل الشركة تنهي الأمر أسرع من هذا. بالإضافة إلى التصميم السيئ والثقيل، كان ثمن الساعة 800 دولار، بالإضافة إلى اشتراك دوري بقيمة 9.99 دولار من أجل خدمة MSN Direct.
نظارات جوجل
في البداية، عندما كشفت جوجل عن نظارتها الذكية، رأى الكثير من المتابعين منتجاً مليئاً بالكثير من الإمكانات.
ومع ذلك، وبعد سنوات من تطويرها، لم تجد هذه التكنولوجيا لنفسها موطىء قدم على أرض الواقع. فمع ضعف التسويق والتواصل مع المستهلكين، ومع السعر المرتفع وعدم إطلاق المنتج بشكل كبير، كانت نظارات جوجل منتجاً ميتاً إكلينيكياً وقت إصداره.