أعلنت شركة جوجل، الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2017، رسمياً، استحواذها على القسم المسؤول عن صناعة هواتف بكسل Pixel، التابعة لها لدى شركة HTC التايوانية، مقابل 1.1 مليار دولار أميركي نقداً، وذلك في أحدث خطوة لها لدخول سوق صناعة الأجهزة.
وقد سعت شركة جوجل إلى تعزيز قدراتها في مجال صناعة الأجهزة من خلال عقد صفقات وإطلاق منتجات، ثم إنها استأجرت في العام الماضي ريك أوستيرلوه، وهو مسؤول تنفيذي سابق لدى شركة موتورولا؛ لتشغيل قسم الأجهزة التابع لها.
وقالت عملاق البحث الأميركية في بيان: "بالنسبة لشركة جوجل، فإن هذه الاتفاقية تعزز التزامها بالهواتف الذكية والاستثمار العام في أعمالها الناشئة بمجال الأجهزة". ومن المتوقع أن تتم الصفقة، التي تخضع لموافقات تنظيمية، بحلول مطلع عام 2018.
وبموجب هذه الصفقة، ستحصل جوجل أيضاً على ترخيص غير حصري للملكية الفكرية لشركة HTC، فيما ستواصل الشركة التايوانية تشغيل أعمالها المتبقية في صناعة الهواتف الذكية. مع الإشارة إلى أن هناك شراكة قديمة تربط جوجل بـHTC، ويقدر بعض المحللين أن هواتف بكسل التابعة لجوجل تمثل 20% من شحنات HTC من الهواتف الذكية.
ويُشار أيضاً إلى أن الشركة التايوانية التي كانت في السابق تستحوذ على نحو عُشر سوق الهواتف الذكية في العالم، شهدت انخفاضاً حاداً في حصتها بالسوق× بسبب اشتداد المنافسة من قِبل شركات كبرى، مثل سامسونغ الكورية الجنوبية وآبل الأميركية، بالإضافة إلى الشركات الصينية الصاعدة، بما في ذلك هواوي وشاومي وأوبو وغيرها.
ليست الصفقة الأولى
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن صفقة جوجل مع HTC ليست الأولى بالنسبة للشركة الأميركية في سوق صناعة الأجهزة؛ إذ سبق لها أن استحوذت على مواطنتها موتورولا موبيليتي في عام 2012 مقابل 12.5 مليار دولار أميركي، ولكنها باعتها بعد نحو عامين لشركة لينوفو الصينية مقابل أقل من 3 مليارات دولار.
ويقول أوستيرلوه في منشور على مدونة الشركة: "لا نزال في الأيام الأولى لجوجل في عالم الأجهزة"، مضيفاً أن الشركة سوف تركز على الجمع بين أفضل ما تقدمه في مجال البرمجيات والأجهزة لمجموعة من منتجاتها الأساسية.
يُذكر أن صفقات الاستحواذ الأخرى لجوجل في قطاع الأجهزة تشمل استحواذها على شركة صناعة أجهزة تنظيم الحرارة Nest مقابل 3.2 مليار دولار أميركي في عام 2014، فيما تتضمن الأجهزة التي تطلقها الشركة حالياً مكبر الصوت المنزلي الذكي القائم على مساعدها الرقمي "جوجل هوم" ونظارة الواقع الافتراضي "داي دريم فيو".
وبفضل استراتيجية جوجل في الترخيص المجاني لنظام التشغيل أندرويد التابع لها والاستفادة من خدماتها المضمنة في النظام، مثل البحث والخرائط والبريد الإلكتروني وغيرها، يهيمن أندرويد الآن على سوق أنظمة تشغيل الهواتف الذكية مع نسبة تبلغ 89% من السوق العالمية، بحسب شركة أبحاث السوق IDC.
ومع كثرة الشركات التي تعتمد نظام التشغيل أندرويد في هواتفها الذكية وتقديم تجارب مختلفة وغير متناسقة للنظام؛ الأمر الذي أصاب جوجل بالإحباط، لتقوم -وفقاً لمحللين- باتخاذ قرارها في دخول سوق الأجهزة لتقديم العتاد والبرمجيات الخاصة بها.
وكانت أسهم HTC قد توقفت يوم الخميس عن التداول قبيل الإعلان عن الصفقة، وذلك بعد نحو سنتين من الانخفاض الحاد؛ إذ انخفضت أسهم الشركة بنسبة 12% حتى الآن خلال العام الحالي، لتتراجع قيمتها السوقية إلى نحو 1.9 مليار دولار.
وانخفضت حصة HTC العالمية من الهواتف الذكية إلى 0.9% في العام الماضي مقارنة بنسبة 8.8% كانت تحظى بها في عام 2011، بحسب شركة آي دي سي. فيما أصبحت هواتف بكسل التابع لجوجل وتصنعها HTC تمثل أقل من 1% من السوق منذ إطلاقها في العام الماضي، مع شحنات تقدر بنحو 2.8 مليون وحدة، بحسب تقديرات "آي دي سي".