عندما يتنافس اثنان من عمالقة التكنولوجيا، فإنه من الصعب التكهن بمن سينتصر في هذه المنافسة.
لكن مؤسسة Bernstein للأبحاث وإدارة الاستثمار، أصدرت تقريراً يرى أن اعتماد آبل بشكل أكبر على جوجل من الممكن أن يجعلها في وضع اقتصادي متزعزع.
إذ تراجعت عوائد التراخيص بشكل كبير مؤخراً، رغم أنها كانت واحدة من أهم مصادر النمو لآبل في السنوات الأخيرة.
ورغم أن آبل لم تصرِّح بمصادر هذه الأرباح، إلا أن تقرير، 14 أغسطس/آب 2017، الصادر عن Bernstein يرجِّح أن الكثير من هذه الأرباح يأتي من جوجل، التي تدفع لتكون محرك البحث الرئيسي على أجهزة آبل.
وكشفت مؤسسة الأبحاث أن جوجل سوف تدفع لآبل ما يقرب من 3 مليارات دولار، أو 5% من إجمالي أرباح التشغيل مقابل هذا الامتياز، وذلك بنهاية العام المالي الحالي، الذي ينتهي بنهاية 30 سبتمبر/أيلول 2017.
وذلك بزيادة تقدر بحوالي مليار دولار عمَّا كانت تدفعه قبل ثلاث سنوات فقط، إذ أظهرت وثائق صادرة من محكمة الفصل في نزاعات حقوق الملكية الفكرية بين الشركات، أن جوجل دفعت لآبل مليار دولار عام 2014.
من جانبها أكدت Bernstein أن مدفوعات شركات البحث مسؤولة عن 25% من النمو الذي تحققه شركات الأجهزة المحمولة، بما يقدر بـ8.2 مليار دولار في أرباح التشغيل خلال العامين الماضيين، بحسب موقع Quartz.
وأكد الموقع المهتم بالأعمال والاقتصاد أنَّ هذه العلاقة بين جوجل وآبل تعد سيفاً ذا حدين، إذ أظهرت تقارير محايدة أن أجهزة آبل مسؤولة عن أكثر من 50% من أرباح جوجل الناتجة عن محرك البحث الخاص بأجهزة الهواتف النقالة، وهو ما يعني أن شركة البحث قد تكون خائفة في حال تخليها عن اتفاق الترخيص مع آبل، الأمر الذي يشير إلى أن هذا الاتفاق يعتبر رابحاً لكلتا الشركتين.
من ناحية أخرى فإن الإنفاق المتسارع من جوجل للاستحواذ على محركات البحث الخاصة بالهواتف النقالة تَرَاجع، بعد تزايُد إفصاح المستثمرين الذين يرون أن الشركة قد تكون في وضع اقتصادي أفضل، إذا قامت بالاستحواذ على 80% على الأقل من عمليات البحث، التي تتم عن طريق أجهزة آبل دون الدفع مقابل ذلك.
وهذا يعني أن جوجل قد تُقرر التراجع عن دفع أي رسوم ترخيص لشركة آبل، إذا شعرت بالثقة بما فيه الكفاية أن محركها للبحث ذو شعبية كبيرة، ولن يكون لدى آبل أي خيار آخر لجعله محرك بحث افتراضياً في أجهزتها المحمولة الذكية.
وبحسب "البوابة العربية للأخبار التقنية"، يحاول المديرون التنفيذيون لآبل التركيز على الرسوم التي تحصل عليها الشركة من البرمجيات، التي تباع على متجرها، أو المال الذي تحصل عليه من خلال الاشتراكات المدفوعة مقابل خدمات مثل خدمة آبل الموسيقية.
إلا أنه بحسب الشركة المالية، فإن رسوم الترخيص المدفوعة من قبل جوجل تُشكِّل في الواقع أكبرَ أو ثاني أكبر مساهم في نمو قطاع الخدمات لدى آبل.
وقد روَّجت شركة آبل إلى خدماتها التجارية؛ كونها شريحة الأعمال الأسرع نمواً لدى الشركة، مشيرة إلى أنها تتوقع أن تكون هذه الشريحة قريباً ضمن تصنيف الشركات الـ500 الأهم، بحسب تصنيف مجلة الأعمال Fortune.
وطبقاً للتقارير ربع السنوية، فقد كانت عوائد تراخيص آبل في الأرباع العشرة الأخيرة -من مجموع 11 ربعاً- في المركز الأول أو الثاني في قائمة عوائد الخدمات الأعلى.
لذا فإن الشركة رغم كل شيء لديها فرص لمواصلة النمو، مع إعلانات أو تطبيقات تجارية أخرى مثل أوبر، أمازون، فيسبوك، ونتفليكس. مما قد يمكنها من التعافي من الخسائر المحتملة في حالة توقف جوجل عن الدفع.