“فيسبوك” قد يحتل دماغك بتكنولوجيا قارئةٍ للأفكار بهدفِ بيع الإعلانات.. تفاصيل الابتكار الضخم لموقع التواصل العالمي

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/26 الساعة 08:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/26 الساعة 08:17 بتوقيت غرينتش

تعمل شركة فيسبوك على تطوير تكنولوجيا مُتقدِّمة جديدة ستسمح لك بكتابة الكلمات "مِن مخك مباشرةً"، لكن هذه الرؤية الطموحة لموقع التواصل الاجتماعي العملاق تثير مخاوف على نطاق واسع لدى المدافعين عن خصوصية المستخدمين، بحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت البريطانية الجمعة 26 مايو/أيار 2017.

ورفضت الشركة تأكيد أو نفي فرضية أنَّها ستستخدم أفكار الناس لبيع الإعلانات، وذكرت المتحدثة باسم "فيسبوك"، ها تاي، لموقع The Intercept، بعد أن سُئِلت ما إن كانت الشركة ستستخدم نشاط المخ الخاص بمستخدميها في مجال الإعلانات: "نحن الآن نطوِّر واجهةً ستسمح لك بالتواصل بسرعةِ ومرونةِ التحدُّث الصوتي، وبخصوصية التواصل النصي".

وأضافت: "وبالتحديد، ستُخصَّص التكنولوجيا لما تُقرِّر أنتَ مشاركته بإرساله إلى مركز الحديث بالمخ. سيُبنى هذا النظام بوضع الخصوصية في الاعتبار، كما تُبنى كُل مجهودات فيسبوك".

وبعد ضغطٍ للإجابة عن السؤال، ردَّت "ها": "سام، هذه هي أفضل إجابة يمكنني تزويدك بها حالياً".

وتُطلِق "فيسبوك" على التكنولوجيا الجديدة اسم "واجهة المخ إلى الكمبيوتر والحديث إلى النص"، وتُخصِّص الشركة فريقاً من 60 شخصاً للعمل عليه في المبنى رقم 8، وهو قسمٌ لمعدات الحاسوب المستقبلية.

وتشير صحيفة الإندبندنت إلى أنه بدلاً من التواصل مع صديقٍ بمكالمةٍ هاتفية أو رسالة نصية، سيُمكنك إرسال أفكارك لهم مباشرةً من خلال أجهزة استشعارٍ يمكن ارتداؤها.

التحكم بالحاسوب

وكشفت شركة فيسبوك عن التكنولوجيا الجديدة الخاصة بها في أبريل/نيسان الماضي، وقالت إن وحدتها تعمل على تطوير مشروع جديد يتيح للإنسان التحكم في أجهزة الكمبيوتر مباشرة بواسطة الدماغ وقراءة الأفكار وتحويلها إلى نصوص مكتوبة، بالتعاون مع باحثين في عدة جامعات أميركية.

بحسب وكالة الأناضول للأنباء، ترأَّس وحدة "بيلدنج 8" ريجينا دوجان، الرئيسة السابقة لوكالة مشروعات الأبحاث الدفاعية المتقدمة بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، التي قادت وحدة مشابهة بشركة جوجل.

وقالت دوجان أمام مطوري برمجيات بالمؤتمر السنوي الثامن لشركة فيسبوك الشهر الماضي، إن الشركة صممت الوحدة الجديدة لتكون على غرار وكالة مشروعات الأبحاث الدفاعية الأميركية.

وتقول "فيسبوك" إن الأمر "ليس متعلقاً بترجمة أفكارٍ عشوائية. فكروا فيه كالتالي: أنت تلتقط العديد من الصور وتختار مشاركة بعضها فقط. بالمثل، فأنت لديك الكثير من الأفكار ويمكنك اختيار مشاركة بعضها فقط".

وأضافت: "الفكرة هي أن تترجم الأفكار التي قرَّرت أنت مشاركتها مسبقاً، بإرسالها إلى مركز الحديث في المخ. فهي طريقةٌ للتواصل تتميَّز بكلٍ من سرعة ومرونة الصوت، وخصوصية النص".

لكن جيم كيلوك، المدير التنفيذي للمنظمة الحقوقية Open Rights Group، ظل مشككاً في التكنولوجيا الجديدة التي تعمل عليها الشركة، وقال لصحيفة الإندبندنت البريطانية: "ما تعلَّمناه من شركاتٍ، مثل فيسبوك، هوَ أنّه في حال استطاعتهم جني المال من شيءٍ، فسيحاولون إقناعك به".

وأضاف: "سيجادلون دائماً بأنَّ المعلومات الحسَّاسة مهمة حتى يقدموا لك خدماتهم، وأنَّ استخدامها في الإعلانات ليس إلّا خطوة إضافية صغيرة".

وتابع: "ستعرف شركة جوجل ما تفكر وتشعر به. أنا شخصياً لا أريد أن يُزرع في مخي رقاقة مزوَّدة بتكنولوجيا لا يمكنني التحكُّم فيها".

وكان مارك زوكربيرغ، مؤسس "فيسبوك"، قال عبر صفحته الرسمية: "تنتج أدمغتنا كمية بيانات هائلة تكفي لعرض 4 أفلام عالية الدقة كل ثانية". وأوضح أن المشكلة الحالية تكمن في أن الطريقة المثلى المتوافرة لدينا لبث المعلومات للعالم هي الكلام، والتي تستطيع فقط بث بيانات تساوي قدرة المودم في الثمانينات.

وأضاف: "نعمل حالياً على تطوير نظام يتيح لك كتابة أفكارك مباشرة من دماغك بسرعة 5 أضعاف مقارنة بما تستطيع كتابته على هاتفك". واعتبر أن التكنولوجيا في سبيلها لتصبح أكثر تقدماً قبل أن نتمكن من تبادل الأفكار والمشاعر الحقيقية".

علامات:
تحميل المزيد