في 14 فبراير/شباط 2005، تحل الذكرى الـ12 لتسجيل نطاق اليوتيوب لأول مرة على شبكة الإنترنت. بعد شهرين من ذلك التاريخ، عُرِض أول مقطع مصور على الموقع، وتحديداً في أبريل/نيسان من العام نفسه، والذي كان لجاويد كريم أحد المؤسسين بعنوان Me at Zoo.
أُطلِق الموقع رسمياً في ديسمبر/كانون الأول 2005، ويعد حالياً هو المنصة الأشهر على مستوى العالم لعرض ومشاركة الفيديو، ويأتي في الترتيب الثاني عالمياً بعد موقع جوجل وقبل فيسبوك، من حيث عدد الزيارات بحسب تصنيف Alexa. وتحل هذه الذكرى في وقت منافسة حادة من باقي منصات التواصل الشهيرة للحصول على العدد الأكبر من المستخدمين.
تسونامي السبب
قال جاويد كريم أحد مؤسسي يوتيوب، إن الفكرة جاءته في عام 2004 بعد حادثة تسونامي بإندونيسيا التي أودت بحياة ما يقرب من ربع مليون إنسان، وحادثة الممثلة والمطربة الأميركية جانيت جاكسون في العرض الأميركي سوبر باول، وعدم وجود أي فيديو على الإنترنت في ذلك الوقت لتلك الحوادث.
وفي فبراير من عام 2005، اتفق مؤسسو يوتيوب الثلاثة (تشاد هيرلي وستيف تشين وجاود كريم)، بعد استقالتهم من باي بال ، على إنشاء يوتيوب، حيث ظنوا أنها فكرة جيدة.
في نهاية عام 2005، حقق يوتيوب ثمانية ملايين مشاهدة في اليوم الواحد، وحقق نمواً سريعاً، الأمر الذي دعا جوجل إلى تقديم عرض لشرائه بمبلغ 1.6 مليار دولار، والذي كان رقماً خيالياً حينها؛ إذ كان تقييم الموقع من مسؤولي جوجل أنفسهم نحو 700 مليون دولار فقط، ولكن جوجل بررت هذه الصفقة بأن النمو السريع للموقع مقارنة بجوجل فيديو الذي كان منتجاً لجوجل حينها هو نمو فاق التوقعات.
أتمت جوجل الصفقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2006، وبعد عام واحد أصبح معدل إضافة الفيديوهات يصل إلى 100 ألف فيديو يومياً، كما بلغت زيارات الموقع 800 مليون زيارة. بعد 7 أعوام من إطلاقه، وصل معدل الرفع إلى 72 ساعة من الفيديو في الدقيقة الواحدة، أي ما يعادل 3 أيام.
300 ساعة في الدقيقة!
يحظى جوجل الآن بأكثر من مليار مستخدم، كما وصلت نسبة المشاهدة إلى ما يقارب 5 مليارات فيديو كل يوم، كما بلغ معدل رفع الفيديوهات إلى 300 ساعة كل دقيقة، وكان عدد زيارات الموقع 900 مليون زيارة شهرياً من أشخاص مختلفين.
منذ إنشائه، تطور الموقع حسب احتياجات المستخدمين وحتى الآن، وأصبح يدر ربحاً على بعضهم من صنع الفيديوهات ونسب المشاهدة، وأصبحت المنصة تغرد بعيداً عن منافسيها بأرقام مشاهدة مهولة، وعدد زوار هو الثاني على مستوى العالم.
منتجات عديدة
تقدم يوتيوب منتجات عديدة مثل YouTube Kids (يوتيوب للأطفال) والذي يقدم العديد من المقاطع التعليمية والترفيهية للأطفال، كما يمكن للآباء مراقبة ما يراه أبناؤهم.
يقدم يوتيوب أيضاً YouTube Gaming، والتي تعتبر منصة لمقاطع الألعاب، وتمكن المستخدم من البث الحي في أثناء اللعب، واتخاذ اللقطات ومشاركة اللعب مع آخرين، ومعرفة كيفية التغلب على الخصم، واللعب مع صانعي الفيديو واللاعبين من أنحاء العالم.
كما تقدم YouTube music وهي خدمة استكشاف الموسيقى والبحث عن الأغاني الجديدة، والاستماع إلى عدد لا نهائي من الملفات الموسيقية أو المشاهدة.
وفي عام 2015، كشفت الشركة عن YouTube red والذي يمكنك من خلال الاشتراك فيه مشاهدة مقاطع فيديو خالية من الإعلانات، وحفظ ملفات الفيديو والأغاني على جهازك الجوال لمشاهدتها بلا إنترنت، أو مواصلة تشغيل مقاطع الفيديو أو الموسيقى في أثناء استخدام تطبيقات أخرى أو عندما تكون الشاشة مغلقة، أو الاستماع إلى الصوت فقط على تطبيق YouTube للموسيقى.
مميزات جديدة
لم يتوقف التطوير في الموقع، فمنذ أسبوع فقط أعلنت يوتيوب ميزة جديدة تسهل لمستخدمي الهواتف الذكية تصفّح الفيديوهات بسرعة؛ إذ تسمح الميزة الجديدة للمستخدمين بالضغط المزدوج على الجانب الأيسر أو الأيمن من الشاشة لزيادة أو تقليل سرعة الفيديو 10 ثوانٍ.
كما كشفت الشركة عن الجديد الذي طال انتظاره، وهو إمكانية البث الحى من الهواتف الشخصية، وقالت سوزان وجسيكي، رئيس يوتيوب التنفيذي، في تغريدة لها على تويتر إنها تتطلع إلى إبداعات صنّاع المحتوى. تعزز الميزة الجديدة من فرصة منافسة يوتيوب للخدمات الأخرى؛ إذ إن أكثر من نصف مستخدمي يوتيوب من خلال الهواتف الذكية.
تسمح الميزة الجديدة ببث الفيديو مباشرة مثل خدمة بيرسكوب التابعة لمنصة تويتر ولايف التابعة لمنصة فيسبوك. وتعمل خدمة البث الحي لكل القنوات التي لديها أكثر من 10 آلاف مشترك، يمكن أيضاً الدردشة الحية على البث، ما يساعد صانع الفيديو في تحسين البث الذي يقدمه، ويعطي فرصة أكبر للتواصل بين صناع الفيديو والمتابعين، كما أعلنت يوتيوب أن الميزة ستصل لجميع المستخدمين قريباً.
يوتيوب تملك شبكة تواصل اجتماعي!
أعلنت يوتيوب العام الماضي شبكة التواصل الخاصة بها، حيث يمكن لصانعي الفيديو التواصل مع المستخدمين بكتابة حالة معينة، أو مشاركة جديد قنواتهم والمناقشة في المحتوى المقدم من خلال الكتابة أو الصور أو صور Gif، ما زالت الفكرة قيد التجربة ولم تتَح لجميع المستخدمين، لكن ربما تخفف من حدة المنافسة بين يوتيوب وشبكات التواصل الأخرى.
تعلم كل شيء!
يتضمن يوتيوب 76 لغة مختلفة، ويستهدف ما يعادل 95% من مستخدمي الإنترنت، ويمكن للمستخدم البحث عن أي شيء على يوتيوب، أو تعلم أي شيء، مثل كيف تربط رابطة العنق، أو الطبخ أو التمارين الرياضية، كما يمكنك تعلم العلوم الفيزيائية، والبحث عن شروحات لأي موضوع قد يقف أمامك، أو حلول لأي مشكلة قد تواجهك.
يقدم يوتيوب الفرصة أيضاً لأي صانع محتوى للحصول على أرباح من الإعلانات ونسب المشاهدة التي يحققونها، فيما أصبح الموقع مصدراً أساسياً لدخل البعض، أو الإضافي للبعض الآخر. يتراوح معدل الاشتراكات في العشر قنوات الأكثر اشتراكاً على يوتيوب من 25 مليون مشترك إلى 96 مليوناً.
كمستخدم عادي، يمكنك تقديم شرح لهواياتك، أو برنامج كوميدي أو سياسي، وحينها ستحصل على مشاهدات وعلى أرباح أيضاً.