كيف تصبح غبياً باستخدام التكنولوجيا؟

عربي بوست
تم النشر: 2015/07/26 الساعة 05:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/07/26 الساعة 05:07 بتوقيت غرينتش

يعتقد الناس أن اقتناء الـ iPhone واللابتوب والاشتراك في خدمة Netflix، دلائل على التقدم، الأمر الذي يحمل قدراً كبيراً من الصحة. فمثلاً، تساهم تطبيقات كثيرة في تحسين وظائف المخ ونشاطه، إلا أن هناك عواقب وخيمة قد ترافق التقدم التكنولوجي.

ففي كتاب "المياة الضحلة: ماذا يفعل الانترنت في عقولنا" للكاتب نيكولاس كار المرشح لجائزة "بوليتزر"، يقول عالم الأعصاب مايكل ميرزنيش إن التكنولوجيا تقوم بإعادة ترتيب عقولنا بشكل هائل، وأن تأثيرها على الإنسان من الممكن أن يكون قاتلاً، ما يدفعنا للتفكير في كيفية عبث التكنولوجيا بعقولنا.

1- العبث بنظام نومك

أفادت دراسات، أن الضوء الأزرق الصادر من أجهزة الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية وأجهزة الكومبيوتر، بإمكانه أن يمنع الجسم من إفراز مادة الميلاتونين في الليل. والميلاتونين هو الهرمون الرئيس الذي يساعد على تنظيم الساعة الداخلية، والذي يخبر الجسد بحلول الليل ويدفعه للشعور بالنعاس. وبإمكان الضوء الأزرق تعطيل هذه العملية، ما يجعل الالتزام بجدول ينظم عملية النوم أمراً مستحيلاً.

ويتسبب اضطراب النوم بالعديد من التأثيرات السلبية على العقل، إذ أن عدم النوم لمدة سبع ساعات أو أكثر كل ليلة، من الممكن أن يتسبب في مزاج سيء بشكل متزايد، إلى جانب قلة التركيز في العمل ومشاكل تتعلق بالذاكرة، ناهيك عن فقدان أنسجة المخ، ما سيتسبب في قلة السعادة والفرح.

2- سيصبح من السهل إلهاءك

قد تكون هذه الفكرة بديهية، فخلال قيامنا بأنشطتنا وواجباتنا اليومية، نقوم كثيراً بتفحص هواتفنا والتنقل بين مواقع الكترونية مختلفة دون تركيز. وقد ثبت بالفعل أن التنقل بين علامات التبويب المتعددة الموجودة على متصفح الانترنت تجعل من الصعب التركيز على استيعاب المعلومات، بل يتسبب أيضاً في ضعف أداء المهام وتشتت التركيز.

ويعتبر المراهقون على وجه الخصوص الفئة الأكثر تعرضاً للإلهاء، ففي دراسة لمركز "بيو" للأبحاث والدراسات، أفادت دراسة قامت باستطلاع شمل 2400 مدرساً، لاحظ المدرسون بأن الطلاب أصبح تركيزهم مشتت أكثر من أي وقت مضى، واتفق من المدرسين على أن التكنولوجيا تقوم بخلق جيل ضيق الأفق ويسهل تشتيت تركيزه، بينما وافق حوالي 64% على فكرة أن التكنولوجيا الرقمية تلهي الطلبة بدل من أن تساعدهم أكاديمياً.

3- ستتسبب في إضعاف ذاكرتك

تتسبب التكنولوجيا في صعوبة تشكيل ذكريات جديدة. يقول نيكولاس كار في كتابه إن الذاكرة تأتي في نوعين، الأول هو الذاكرة قصيرة المدى، والثاني الذاكرة طويلة المدى والدائمة. وتحتاج المعلومات أن تنتقل من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة طويلة المدى حتى يتم تخزينها، ما يعني أن أي انقطاع في عمل الذاكرة العاملة – كأن تتوقف عن العمل للاطلاع على بريدك الالكتروني أو أن ترسل رسالة نصية خلال قراءتك لمقال -، تكون المعلومات حين ذاك معرضة للمحو من عقلك قبل أن تنتقل إلى لذاكرة طويلة المدى.

هناك أيضاً حدود معينة لقدر المعلومات التي تستطيع ذاكرتك استيعابها في المرة الواحدة، يقول خبير الإنتاج توني شوارتز لهافينغتون بوست إن تلقي الكثير من المعلومات مرة واحدة – الذي يحدث دوماً وأنت على الإنترنت -، يشبه ملأ كوب باستمرار طوال اليوم، لذا لا مفر من أن ينسكب الماء الجديد الذي يضاف إلى الكوب.

4- الاعتماد على الانترنت بدلاً من الذاكرة

تعود الناس على حفظ كم كبير من المعلومات، سواء روايات كاملة أو كلمات أو مصطلحات، لكن التكنولوجيا الحديثة قضت على الحاجة أو الدافع لحفظ الكلمات. فعندما تعرف أن هاتفك الذكي أو متصفح غوغل يستطيع حفظ أي معلومة، ستكون احتمالية حفظك لها شخصياً أقل.

وبحسب مجلة "ساينتفيك أمريكان"، فإن الانترنت يمثل "هارد ديسك خارجي" بالنسبة لعقولنا، حيث نستعين بالشبكة العنكبوتية كمصدر خارجي للمعلومات الهائلة.

ووفقاً للمجلة ذاتها، فإن الناس دائماً ما كانوا يستعينون بمصادر خارجية للوصول إلى المعلومات، كالاعتماد على صديق بدلاً من التكنولوجيا، لكن يعتبر الاعتماد على المصادر الخارجية للوصول للمعلومة أكثر من أي وقت مضى هذه الأيام.

5- ستنسى كثيراً!

وفقاً لدراسة أجريت في العام 2013 ،فإن أبناء جيل الألفية ينسون في أي يوم من أيام الأسبوع هم، أو لا يتذكرون أين وضعوا مفاتيحهم.

ووفقاً للمعالجة الأسرية باتريشيا غوتنلاغ، فإن التكنولوجيا أحد أهم أسباب هذه المشكلة، "فالكثيرون ترعرعوا وهم يستخدمون التكنولوجيا بشكل، ما تسبب في قلة النوم، وساهم في رفع مستويات النسيان".

6- لا يمكنك التركيز في ما تقرأه

حتى لو تجنبت كل مصادر الإلهاء، فلن تكون قادراً أيضاً على استيعاب المعلومات التي تقرأها على الانترنت بسبب النصوص والروابط الفرعية الموجودة في المقال، وهذا يشمل القراءة باستخدام اللابتوب أو الأجهزة اللوحية وباقي الأجهزة التي تبين أنها تقلل من القدرة على الفهم.

ووفقاً لنيكورلاس كار في كتابه "في المياه الضحلة"، فإن دراسة أظهرت أن قراءة المواضيع من خلال روابط الانترنت، تنطوي على الكثير من التمارين العقلية، كمراجعة الروابط الفرعية، أو تحديد أين ستنقر أو التكيف مع صيغ الكتابة المختلفة، كل هذا يعد خارج عن إطار عملية القراءة المباشرة، ما يشغل عقلك بأعمال إضافية تجعل من الصعب استيعاب المعلومات، كما أن النصوص التي يتخللها فيديوهات أو صور أو إعلانات تزيد الأمر تعقيداً.

7-لا يمكنك إيجاد طريقك إلا من خلال GPS

يعد الأشخاص الذين يعتمدون على الـ GPS لإيجاد طريقهم، أصحاب نشاط أقل في منقطة "الحصين" الموجودة في المخ، والتي تشارك في كل من عمل الذاكرة والملاحة. ووفقاً لدراسات أجريت في العام 2010 ، فإن استخدام الذاكرة المكانية – تلك التي تنطوي على استخدام إشارات بصرية لتطوير خرائط بإمكانها تذكر الطرق – بدلاً من الاعتماد على GPS، فإن هذا يساعد على تفادي الكثير من مشاكل الذاكرة في وقت لاحق خلال الحياة.

ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة لندن في 2008، تبين أن سائقين الأجرة لديهم منطقة "حصين" متطورة أكثر من غيرهم، وربما يعود هذا إلى أنهم تعودوا على استخدام ذاكرتهم المكانية في التنقل بين المدن، بدلاً من اعتمادهم على الـ GPS.

8- لديك عقل مدمني المخدرات!

"إدمان الانترنت" ليس مجرد مصطلح يلقيه الوالدان ليخيفوا أولادهم الذين يقضون أوقات كثيرة على لعبة "كاندي كراش"، فإمضاء الكثير من الوقت على الانترنت من الممكن أن يحدث تغيرات فعلية في الدماغ، والتي تشبه تلك التي تحدث بسبب إدمان المخدرات والكحوليات وفقاً لدراسة أجريت في العام 2012.

وبحسب الدراسة فإن أدمغة مدمني الشبكة العنكبوتية وألعاب الفيديو تحتوي مادة رمادية غير طبيعية، تتسبب في تعطيل وشل المنطقة المسؤولة عن معالجة المشاعر وتنظيم الانتباه واتخاذ القرار.

وتقول الدكتور هنرييت بودين جونز، والتي تدير عيادة بريطانية لعلاج مدمني الانترنت، لصحيفة "اندبنتدنت" البريطانية، "التقيت أشخاصاً توقفوا عن الحضور في الجامعة، وفشلوا في دراستهم وزواجهم بسبب إدمانهم لألعاب الانترنت".

أما الآن وبعد أن سلطنا الضوء على الآثار السلبية للتكنولوجيا على دماغك، دعنا نذكرك أنك لديك القدرة على منع استنزاف عقلك وتجنب ضياع الوقت من خلال غلق الأجهزة الالكترونية من وقت إلى آخر.

علامات:
تحميل المزيد