خففت الحكومة الأمريكية بشكل مؤقت بعض القيود التجارية التي فرضتها الأسبوع الماضي على شركة هواوي الصينية، في خطوة سعت إلى الحد من تعطل عمليات الشبكة الحالية وأجهزتها في أنحاء العالم.
وستسمح وزارة التجارة الأمريكية لشركة هواوي بشراء مواد أمريكية الصنع لاستمرار عمل الشبكات القائمة وتحديث البرامج الموجودة على أجهزة هواوي، حيث لا يزال محظوراً على الشركة شراء قطع غيار ومكونات أمريكية لتصنيع منتجات جديدة دون الحصول على موافقات على الترخيص من المرجح رفضها.
وعلّقت شركة جوجل الأمريكية العملاقة بعض المعاملات مع هواوي والتي تتطلب نقل أجهزة وبرامج وخدمات فنية باستثناء تلك المُتاحة من خلال ترخيص مفتوح المصدر، ما يمثل ضربة لشركة التكنولوجيا الصينية التي سعت الحكومة الأمريكية لحظر التعامل معها في جميع أنحاء العالم.
وعادت جوجل أمس الإثنين لتطمئن حاملي هواتف الشركة الصينية، وقالت لهم بأن خدماتها ستظل مستمرة في هواتفهم الحالية.
تضييق أمريكي على هواوي
وقالت الحكومة الأمريكية إنها فرضت القيود لتورُّط هواوي في أنشطة تتعارض مع الأمن القومي أو مصالح السياسة الخارجية.
وقال وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس في بيان إن "التفويض الجديد يستهدف منح شركات الاتصالات التي تعتمد على معدات هواوي الوقت لاتخاذ ترتيبات أخرى"، مضيفاً: "باختصار سيسمح هذا الترخيص باستمرار العمليات بالنسبة لمستخدمي هواتف هواوي الحاليين وشبكات النطاق العريض في الريف".
ويشير الترخيص، الذي سيظل سارياً حتى 19 أغسطس/آب المقبل، إلى أن التغييرات في شبكة إمداد هواوي قد تكون لها عواقب مباشرة وبعيدة المدى وغير مقصودة على عملاء الشركة.
وقال كيفن وولف، المحامي في واشنطن وهو أيضاً مسؤول سابق في وزارة التجارة: "الهدف على ما يبدو هو الحيلولة دون تعطل أنظمة الإنترنت والكمبيوتر والمحمول". وتابع قائلاً: "هذا ليس استسلاماً. هذا ترتيب للأوضاع".
الشركة الصينية تستعد للقادم
وفي بكين، قال رن تشنغ في، مؤسس شركة هواوي في مقابلة مع التلفزيون الصيني اليوم الثلاثاء 21 مايو/أيار 2019، إن قرار الحكومة الأمريكية بتخفيف القيود التجارية مؤقتاً ليس له تأثير كبير لأن الشركة الصينية اتخذت استعدادتها.
وتابع قائلاً إن الجيل الخامس من منتجات هواوي لن يتأثر، وتوقع ألا يتمكن أحد من اللحاق بتكنولوجيا الجيل الخامس للشركة في العامين أو الأعوام الثلاثة القادمة، مضيفاً أن الحكومة الأمريكية تعِي قدرات هواوي (التي تُعد أكبر شركة في العالم منتجة لمعدات الاتصال).
وقالت وزارة التجارة الأمريكية إنها ستجري تقييماً لما إذا كانت ستمد الإعفاءات بعد انتهاء التسعين يوماً.
وأضافت الوزارة الأمريكية "هواوي" و68 كياناً آخر إلى قائمة الشركات المحظور التعامل معها، ما يجعل من المستحيل تقريباً أن تشتري الشركة أي منتجات مصنوعة في الولايات المتحدة.
وربطت الحكومة الأمريكية بين إضافة هواوي إلى "قائمة الكيانات" وبين دعوى قضائية لم يتم البت فيها، وتتهم الشركة بالتورّط في احتيال مصرفي للحصول على منتجات وخدمات أمريكية محظورة في إيران، ونقل أموال خارج البلاد عن طريق النظام المصرفي الدولي. ودفعت هواوي ببراءتها.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت يوم الجمعة الماضي نقلاً عن متحدثة باسم الحكومة أن الوزارة تدرس تقليص العقوبات على هواوي.
ويسمح الترخيص المؤقت كذلك بالكشف عن جوانب الضعف الأمنية، كما يسمح لهواوي بالمشاركة في تطوير القواعد الخاصة بشبكات الجيل الخامس القادمة.
وخلص تقرير نُشر أمس الاثنين إلى أن التأثير المحتمل للقيود الشديدة على الصادرات على التكنولوجيا قد يكبد الشركات الأمريكية خسائر قد تصل إلى 56.3 مليار دولار من دخل الصادرات على مدى خمس سنوات.
وأضاف التقرير الصادر عن مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار أن الفرص الضائعة تهدد ما يصل إلى 74 ألف وظيفة.